النتيجة الاخيرة لاستطلاع مركز الدراسات الاستراتيجية في الجامعة الأردنية هي انهيار سمعة القاعدة وصورتها في عيون الرأي العام.
يكفي مقارنة نسبة من يعتقدون ان القاعدة منظمة مقاومة مشروعة عام 2004 مع نسبتهم عام 2005، لقد نزلت من 66.8 % الى 20% ، والأمر أسوأ بالنسبة للزرقاوي فقد باتت النسبة 6،2% فقط عام 2005.
من الواضح ان تفجيرات عمّان كان لها الأثر الحاسم في هذه النتيجة، لكن مع مرور الوقت عادت الصورة الرئيسة وهي المواجهة مع اميركا لتحسّن وضع جماعة الزرقاوي الذي سقط في غارة اميركية فارتفع الى 15% وهي النسبة نفسها التي ظهرت في استطلاع لمركز ابحاث آخر واعتبرت فيه نسبة قريبة من الـ 15 % الزرقاوي مجاهدا وشهيدا، وكذلك عادت قاعدة بن لادن لتحقق تقدما طفيفا (ارتفاع بنسبة 5%).
هذه النتيجة توضح من جهة ان الأكثرية الساحقة من الرأي العام تملك تصورا صحيحا عن اسلوب عمل القاعدة ولا ترى فيه اسلوب مقاومة مشروعة، مع وجود نسبة تتأثر بخطاب التشدد الإسلامي الذي يغطّي على النمط الارهابي بطريقتين: امّا افتراض ان القاعدة ليست وراءه او تبرره كردّ على العدوان الاميركي. فقد ارتفعت نسبة من يرى في تفجير برجي مركز التجارة العالمي في نيويورك عملا ارهابيا من 34،6 % عام 2004 الى 61،8 % عام 2006 و63% بالنسبة لمترو انفاق لندن و79% تفجيرات شرم الشيخ، أمّا تفجيرات عمّان فقد بلغت النسبة 94%.
تفجيرات عمّان لعبت دورا حاسما في توضيح الحقيقة للناس ومع ذلك فإنّ هذا الفرق في النسبة مقارنة مع تفجيرات شرم الشيخ وأكثر من ذلك مع تفجيرات لندن ليس مريحا؛ اذ يعكس مشكلة في القراءة الشعبية، ذلك ان التفجيرات هي من الطبيعة نفسها لتفجيرات عمان إذ قتل مدنيون ابرياء في مناطق مدنية ومن جنسيات مختلفة، والصحيح ان تكون مسطرة التقييم واحدة، وهذا الخلل يتقلص في عيّنة قادة الرأي الذين يحاكمون الموقف بربط منطقي افضل.
أخيرا نلحظ تطورا حتّى في الموقف من نمط عمليات التفجير في المناطق المدنيّة حتى داخل اسرائيل فرغم ان الأكثرية الساحقة ترى في حماس منظمة مقاومة مشروعة (82%) فقد تضاعفت نسبة من يرى ان قتل المدنيين الإسرائيليين عمليات ارهابة (من 24% عام 2004 الى 48% عام 2005) لكن النسبة عادت وانخفضت قليلا عام 2006 ( 40%).
تطور النسب يشير الى انه وبقدر ما يبتعد تأثير الارهاب المباشر على الناس تزداد الصورة التباسا بين ما هو مشروع وما هو غير مشروع. وكان يجب ان يصل الارهاب الى البيت حتى يتحسس الناس أثره ويعرفوا معناه، ويتضح تماما ان الاعلام وخصوصا الاعلام الفضائي لا يلعب الدور التنويري الضروري.
المراجع
جريدة الغد
التصانيف
صحافة جريدة الغد جميل النمري