لا تععجبوا أن تقارنوا بين الطيبين فالطيب الأول عبر عن مشاعره وهدفه بالرغم من أنه ليس فلسطينيا أو عربيا، وأما ما يسمى بالطيب الثاني فكذلك عبر عن مشاعره وخططه بالرغم من أنه فلسطيني ووالده القائل
سأحمل روحي على راحتي وألقي بها في مهاوي الردى
فإما حياة تسر الصديق وإما ممات يغيظ العدا
ما قال الطيب الأول أي السيد أوردغان يستحق الإعجاب والثناء والغبطة والسرور ولسنا هنا بصدد ما قاله وفعله ، فالقاصي والداني شاهد الشموخ التركي والسمو الإسلامي والإنساني في مواقف تسجل بماء من الذهب وما علينا إلا أن نعرف بعضها لتذكير القراء الكرام .
لم يقل السيد أوردغان إلا الحقيقة ولم يصف المجازر الإسرائيلية إلا بما يمليه عليه ضميره ودينه وإنسانيته ولم يصرح بالغدر اليهودي إلا بعد أن لمسه وعاينه ولم ينصف المساكين من أهل غزة إلا بعد أن رأى بأم عينه أشلاء الأطفال والنساء والعجائز هنا وهناك.
أعظم الجهاد كما قال عليه الصلاة والسلام " أفضل الجهاد كلمة حق عند سلطان جائر " ، والسيد رجب قال كلمة الحق ليس عند سلطان جائر بل في عالم ظالم وجائر تحكمه الأجندة اليهودية عالم لا يرى إلا كما يرى أولمرت وبيرس وليفني ومن لف لفهم.
وفي دافوس وما أدراك ما دافوس؟ وقف شامخا أمام من يخشاه العالم أجمع وأمام من يطلبون رضاه لأن من غضبتْ عليه بنو يهودٍ وجدت الناس عليه غضابا وقف يفند المزاعم الإسرائيلية صارخا بمل فيه يا قتلة الأطفال كفاكم غدرا ، وما كان خروجه من المؤتمر إلا دليلا على أصالته وروعته.
قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه " يعجبني الرجل إذا سيم الخسف أن يقول بملء فيه : لا " وها هو قالها بملء فيه وأمام الملايين ، فنعم القول ما قلته ، وبئس من بقي ورضي بما سمع.
أوردغان التي خرجت الجماهير التركية في تركيا والعالم الإسلامي تثمن موقفه هذا كما غدت صوره تنصب هنا وهناك مع أعلام الشرف والعزة والكرامة ويكفيه فخرا أن أحدهم في عزبة عبد ربه بغزة العزة أطلق على مولوده اسم " طيب رجب أوردغان"
أوردغان أظنه أنه من القلائل الذين اختيروا عن طريق الانتخابات الحقيقية كما السيد إسماعيل هنية، وهو نفسه الذي وقف أمام أمريكا أيام غزو العراق ومنعهم من استخدام أراضيه لمرور قوات الموت والدمار وقد نجح في هذا لأن الشعب الذي اختاره لم يرضَ الدنية لبلاده.
هذا ما عرفناه عن الطيب الأول فماذا عرفتم عن " الطيب" الآخر
إنه ابن الشاعر الكبير عبد الرحيم محمود الذي استشهد في معركة الشجرة بشمال فلسطين عام 1948 ، انظروا ما يقول به ويفعله، وليس في أيامنا هذه أي أيام معركة الفرقان بل من زمن مضى أي قبل الحسم العسكري كان يفخر بأنه يعمل ضد المقاومة ومارس بقوة إفشال أي حكومة كانت تشكلها حماس كان يقف للشعب وللمقاومة بالمرصاد وأما بعد اندحاهم من غزة فقد ترجم حقده ـ كما أعلنت حركة حماس في بياناتها وعلى شاشة الأقصى ـ بكل ما أعطي من قوة ونفوذ فقد توطأ مع الاحتلال الصهيوني من أجل تحديد مواقع قادة حماس والعمل مع شبكة تجسس لهذا الغرض . فقد كشفت حركة حماس رسميا وفي بيان قرأه الناطق باسمها عن كشف خلية طواريء للتجسس في غزة يشرف عليها من رام الله الطيب عبد الرحيم مساعد ابو مازن هدفها تحديد أماكن قادة حماس ومراكز الحركة السرية الصاروخية لتمريرها الى اسرائيل تمهيدا لضربها ولكن الاجهزة الامنية التابعة لحماس ألقت القبض في غزة على عناصر الخلية اعترفوا بما قاموا به.
ولم يسكت الطيب الثاني بعد هذه الفضيحة بل أطل علينا بأكثر من مرة على الفضائيات وبتصاريح عديدة يدين المقاومة وحركة حماس، فقد أكد أكثر من مرة إن ما تقوم به هذه الميليشيات الانقلابية في قطاع غزة هي جرائم حسب القانون لا تسقط بالتقادم وسيتم محاسبة كل من أمر وشارك في تلك الأعمال حسب القانون الفلسطيني طال الزمن ام قصر.
وأضاف إن ما تقوم به هذه الحركة الانقلابية وميليشياتها المسلحة من أعمال إجرامية في قطاع غزة لم يعد خافياً على أحد، وقد بدا أهلنا في القطاع بالإعراب عن رفضهم لسطوة هذه المجموعات الظلامية على حياتهم ومصيرهم من خلال المظاهرات الجماهيرية التي لم يؤثر فيها التعتيم الإعلامي أو العنف الإرهابي الممارس ضدها.
وفي أيامنا هذه أي بعد معركة الفرقان ولمَّا أطل الطيب الأول شامخا كالطود أطل الطيب الثاني يضع الخطط والبرامج للقضاء على المقاومة سياسيا وشعبيا لأن مسعاه مع عصبته باء بالفشل حتى عسكريا ، لم يبق لديهم إلا مشكلة إعمار غزة يريدون من خلالها تركيع المقاومة انظروا ما يقول حسب وكالات الأنباء :
دعا عبد الرحيم الى استغلال الدعم العربي والدولي الذي سيأتي من أجل إعادة إعمار قطاع غزة ، وقال بأنه يجب علينا أن نوضح للعالم بأن حماس غير مؤتمنه على هذه الأموال والمرجح أنها لن تضعها في مكانها الصحيح ، وستستغلها بشراء السلاح لتعوض ما فقدته خلال الحرب الأخيرة ، ووصف عبد الرحيم ذلك بالعودة عن طريق ظهر الرافعات التي ستعمر غزة لا عن طريق ظهر الدبابات التي ستدمرها .
وأضاف أمين عام الرئاسة إن رجوعنا الى غزة يجب أن يكون بالطريقة التي سنتمكن من خلالها جعل أهل غزة يقفون الى صفنا ، وذلك بعد أن نشعرهم بأن حماس كانت السبب في الدمار والقتل الذي لحق بكم ، ولم يقدموا أي شيء في سبيل إعمار ما كانوا السبب في تدميره بل على العكس كانوا يريدوا أن يستغلوا الأموال التي ستصل الى صالحهم وينفقوها على أنفسهم حسب ادعائه .
إنهم يظنون أننا نعيش في عالم أحادي ويظنون أن الناس تقف متمسمرة أمام تلفزيون فلسطين لتسمع خطبهم النارية وتصريحاتهم المباركة وخططهم الملهمة!! هل يستخفُّون بالشعب وهل يشككون بنتائج الاستطلاعات التي حملت أرقاما قياسية في نبذهم ونبذ مشروعهم ، وهل ما زالوا يظنون أن الجماهير الفلسطينية ما زالت ترضى بهم قادة؟ إنهم يعيشون في قوقعة فرضتها معاهدات الذل والهوان ومرغمون لتنفيذ أجنداتها حتى لا يحرجون امام أسيادهم
لقد ولى زمن الكذب والخداع والوصايا إنه زمن الحق والعدل إنه زمن الشرفاء من أمثال الشهداء الأبطال الذين ضحوا بدمائهم إنه زمن المقاومين الشرفاء الذين أعطوا لفلسطين ولم يأخذوا منها أو يتاجروا بها إنه اختصارا زمن طيب رجب أوردغان وعبد الرحيم محمود لا زمن الطيب عبد الرحيم وزمرته .
المراجع
palinfo.com
التصانيف
أدب