بضع ملاحظات سريعة بمناسبة العودة الى المدارس.
كنا قرأنا تصريحا بان وزارة التربية والتعليم تستقبل بجاهزية كاملة العام الدراسي الجديد، وقد صمد هذا التصريح يوما واحدا! ففي اليوم التالي، ومع بدء الدوام، اتضح ان المشاكل نفسها تتكرر؛ نقص فادح في الكتب المدرسية، ونقص في المدرسين، واكتظاظ في الغرف الصفّية، زاده تفاقما قبول ابناء المقيمين في الأردن.
وهذه الحال تعيد الى الذهن مشروع تطوير التعليم الذي تقرر ان ينفق عليه 500 مليون دينار خلال بضع سنوات. ويبدو ان النقد الموجه لأوجه الإنفاق كان صحيحا؛ فقد ادخلنا الكثير من الكمبيوترات المكلفة والسريعة العطب على حساب كل الأساسيات التي تحتاجها المدارس!
وقرأنا أيضا ان هناك هجرة من المدارس الخاصّة الى الحكومية مع تحسن نوعية التعليم، وادخال اللغة الانجليزية والكومبيوتر، لكن من الواضح ان المدارس الحكومية لا تستطيع استيعاب اعداد اضافية. وفي عمّان، على الخصوص، اذكر رقما يقول ان نسبة 40% تقريبا من الطلبة هم في مدارس غير حكومية، فهل يجوز بقاء الأقساط واسعار الكتب في هذه المدارس خارج كل سيطرة؟! لم تعد المدارس غير الحكومية اختيارية، ويجب ايجاد صيغة لتقويم عادل للأقساط وفق معايير معينة.
كذلك، قرأنا ان دائرة السير وضعت خطّة متكاملة لمواجهة مشاكل السير والمخاطر التي تواجه الطلبة، ووضعت خريطة للمواقع التي ينبغي متابعتها، وخطّة لتشكيل فرق ارشاد... الخ. وسيتابع الأهالي، كل في منطقته، مدى تطبيق هذا الكلام. ومن جهتي، سأتابع عند مثلث الأزمة بين مدرستي الفرير وراهبات الناصرة في جبل الحسين كيف سيتم مواجهة الأزمة الخانقة يوميا عند انتهاء الدوام. ففي السنوات الماضية، كان يستحيل أن تجد شرطيا واحدا، ولو لربع ساعة، في لحظة الذروة لتنظيم المرور. ونحن نعرف كم من الصبر والاحترام والتنازل للآخر يميّز سلوك الأكثرية في اوضاع كهذه!
المراجع
جريدة الغد
التصانيف
صحافة جريدة الغد جميل النمري