تنفرد الشعوب العربية في طريقة مصافحة افرادها بعضم لبعض ربما عن باقي شعوب العالم من حيث تلك الوقفة التأهبية في حالة اقبال الواحد منهم على الآخر في أي مناسبة، أو في حالة اللقاء بعد غياب طويل. فالمصافحة هنا تتحول الى طريقة انقضاضية حيث تلتهم يد المصافح يدك، وربما يذهب الى أبعد من ذلك هو يعصر راحة يدك اليمنى، ربما كي يشعرك برسالة الملامسة انه ما زال على قيد القوة والعافية
|
هذا عداك عن الحالة الالتهامية بالقُبل والتبويس المبالغ فيه على الخدين، وعلى الأغلب تحدث هذه المصافحة وهي تغض النظر عن تسريب اي عدوى للشخص المصافح. وأذكر ان احدهم وحين انتهى من مصافحتي سألته عن حاله واحواله فردّ علي بقوله «اسكت ساكت الرشح دمرني»، وقد اثار هذا الرد انفعالي وانا «الموسوس» بامتياز فقلت له « ما دمت تعاني من الرشح فلماذا تسمح لنفسك بالمصافحة والتقبيل بهذه الطريقة؟ | » طبعاً ادار ظهره لي وكأنه لم يسمعني. طبعاً هذا النوع من المرضى العدوانيين الذين يسعون الى توزيع امراضهم على الآخرين دون رحمة.
وحين انتشرت عدوى انفلونزا الطيور والخنازير قبل اعوام سمح البعض لانفسهم بوضع كمامات على انوفهم، وقد امتلكوا الجرأة بعد ذلك في الاعتذار عن اي مصافحة مقترحة، وكان المصافح الآخر يتقبل ذلك بنوع من المداراة التي لا تخلو من التهكم.
ومادمنا نتحدث عن المصافحة اجد انه من الضروري الاشارة الى طبيعة المصافحات بين شعوب الارض قاطبة خلال تغربي في «ابو ظبي» حيث المدينة التي استطاعت ان تستوعب عينات من كل شعوب الارض، وقد لفت انتباهي طريقة المصافحة السودانية حيث يطبطب المصافح على كتف المصافح الآخر دون اي عناق، أو بالاكتفاء بملامسة كتف كل واحد منهم بالآخر.
ومن المصافحات التي كانت تعجبني هي تلك الحركة التي يقوم بها اي هندي حينما يلتقي بالهندي الآخر مكتفياً كل واحد منهم بالصاق كفيه ببعضهما والانحناء احتراماً وتبجيلاً للطرف الذي يقابله. والامر ذاته ينطبق على الجالية الصينية واليابانية في الصاق الراحتين ببعضهما وانحناء كل واحد منهم للآخر.
اما المصافحة التي كانت تدهشني وتكاد تكون دموية هي مصافحة قبائل «البلوش» لبعضهم حيث تتحول المصافحة الى ما يشبه المصارعة |
ولله في خلقه شؤون |
المراجع
جريدة الدستور
التصانيف
صحافة خليل قنديل جريدة الدستور
|