موضوع مسرحية الثنائي المبدع، الكاتب محمد الشواقفة والممثل موسى حجازين، هذه المرّة هو عن حال العرب في اميركا بعد 11 ايلول. سمعة يذهب مع فرقة فنية من 23 فردا (المغنّي وعازفين و20 اداريا!) ويعودون جميعا، لكنه يضيع ويمضي بعض الوقت لدى عربان يبيعونه للشرطة، بعد ان يتمّ التعميم عليه كإرهابي خطير.
المسرحية قصيرة نسبيا، لكنّ المتعة مضمونة تماما مع موسى حجازين وزملائه. ومهما تغيرت حبكة القصّة، فإن خطاب الشواقفة-حجازين هو نفسه دائما؛ الانحياز التام للشعب وللفقراء وللقضايا الوطنيّة والقومية، والنقد اللاذع للأوضاع ولطبقة المسؤولين.
وكالعادة، هناك دائما الوزير الذي تصوره المسرحية على انه مغترب عن الفئات الشعبية، والمنغمس في الفساد والبزنس، وهو هذه المرّة وزير سابق، لديه ايضا جواز سفر أميركي.
وأيضا، اتاح موضوع المسرحية تناول القضايا العربية الساخنة والراهنة، والارهاب، وسلطة اميركا، وخضوع الأنظمة الذليل. كما اتاح لحظات رومانسية جميلة مع العروبة التي توحدنا مع التنوع الجميل، عندما كان الحضور للحفلة يطلبون اللون الخليجي أو المصري أو اللبناني... الخ.
كما قلنا، المتعة مكفولة مع سمعة، لكن قد يحتاج الثنائي شواقفة وحجازين إلى تطوير مضامين الخطاب الذي يبقى حتّى الآن تبسيطيا؛ وقدّ ادّى غرضه، وينبغي تعميقه من دون التضحية طبعا بالسخرية والبساطة.
وما دمنا في مجال التقويم النقدي العابر، فإن عليّ القول انني كنت أتمنّى لو أن مواقف التذلل عندما كان سمعة يطلب الاستضافة والمساعدة لا تصل الى هذه الدرجة، مثل بوس الاقدام، وان لا يستخدم الوزير الشتيمة من نوع "يا كلب" و"يا حمار" و"يا كذا" بهذه الكثرة. لكن للتوضيح، فهذا يختلف عن الملاحظات التي كتبت عنها في بعض الصحف، عن استخدام العبارات البذيئة أو الموحية بتعابير بذيئة، وأعتقد ان المقصود ليس اي واحدة من المسرحيات الأردنية التي تعرض الآن في رمضان، وقد قرأت تعقيب الفنّان نبيل صوالحة بهذا الخصوص.

المراجع

جريدة الغد

التصانيف

صحافة  جريدة الغد   جميل النمري