قامت الاشتراكية على مبادئ جاهلية من تصورات الحقد اليهودي لتجعل من قادتها آلهة من دون الله تعالى ومن البشر عبيدا لهم ينفذون أحكامهم ويتبعون تشريعاتهم ومن خالف فالحديد والنار على رأسه لا رحمة لديهم ولا إنسانية ومن أهم تلك المبادئ الجاهلية:
1- إظهار الإلحاد وإنكار وجود الخالق سبحانه وتعالى.
2- إنكار الأديان وكل ما جاءت به من تشريع.
3- إشعال الثورات والصراع الطبقي المرير بين جميع الفئات من البشر.
4- إلغاء الملكية الفردية تماما وإحلال ملكية الدولة محلها.
5- محاربة الأسرة وإحلال الإباحية محلها لتفتيت أوصال المجتمعات.
6- محاربة الحريات الفردية.
7- الالتزام بنظام التأميم.
8- قيمة السلعة من قيمة العمل.
9- فائض القيمة.
10- قانون تكدس رأس المال.
ومن الملاحظ أن الاشتراكيين قد تراجعوا بالنسبة للملكية الفردية نوعا ما فقد أخذت بالحافز الفردي بعد انهيار الإنتاج المؤمم، إما بملكية جزء من إنتاج الفرد لنفسه أو مكافآت خصوصا في المجالات الزراعية التي يصعب على الدولة مراقبتها بدقة لأن منع الملكية الفردية أمر يتنافى مع فطرة الإنسان وطموحه فقتلها مستحيل.
والمقصود "بقيمة السلعة من قيمة العمل" أن العمل لا يبذل إلا في شيء له نفع اجتماعي يحدد قيمة تلك السلعة بمعنى أن قيمة العمل والجهد الذي يأخذه هو الذي يحدد قيمة السلعة هبوطا وارتفاعا.
ولكن فاتهم أن العمل ليس هو العنصر الوحيد لقيمة السلع إذ أن ندرة الشيء تجعله غاليا كالذهب والماس وكذا الماء حين تشتد الحاجة إليه وغير ذلك من الضروريات التي قد يتضاءل العلم في قيمتها كما أنه قد يبذل العمل القليل في صناعة شيء يفوق في القيمة أضعاف ما يبذل في العمل الكبير.
وأما فائض القيمة فيراد به "الفصل بين الأجر المستحق عن العمل المبذول وبين ما يحصل عليه العامل من الأجر أو هو الزيادة التي يبتزها صاحب العمل من العامل نتيجة إعطائه أجرا لا يساوي جهده المبذول فإن معدل ما يقدمه العامل من جهد هو أكبر مما يناله من الأجر"، أو المقصود بها الشيء الزائد عن قيمة السلعة الحقيقة التي هي حق للعامل بينما يأخذها الرأسمالي كجزء من القيمة وفائضها يذهب له لا للعامل ولكن نظرة ماركس هنا قاصرة وينقصها ما وقع بعد عصره من تشغيل الآلات التي لا يساوي عمل الفرد شيئا إلى جانبها، وهل عمل المهندس الفني الذي يدير مجموعة آلات يتساوى مع عامل فلاح بحيث يتساويان في الأجرة أو في قيمة الناتج؟ ! ! ففائض القيمة اليوم هو حق الآلة التي تعمل ذاتيا أو أتوماتيكيا وليس حق العامل " وإذا كانت الماركسية تدافع عن فائض القيمة التي يبتزها الرأسمالي صاحب العمل فإن هذا الفائض في المذهب الاشتراكي يذهب تماما إلى الدولة التي أممت كل شيء فلم يحصل العامل على حقه الفائض لا في الرأسمالية ولا في الاشتراكية غير أن الاشتراكية تخدعه وتنميه بالكذب فالعامل فيها يكدح ويعمل طويلا في مقابل ما تعطيه الدولة من المأكل والمشرب والملبس والسكن المتواضع جدا وهو أقل مما يبذله من العمل.
وأما قانون تكدس رأس المال فإنه يريد به حماية العامل في حال إقامة المصانع والمشاريع الكبيرة وسيطرة أصحابه على السوق بحيث تبقى المصانع الصغيرة أو المشاريع الصغيرة غير قادرة على منافسة الكبيرة وبالتالي يخسرها أصحابها فتتكدس الأموال بين فئة الأغنياء من جراء ملكيتهم لهذه المصانع وملكيتهم لفائض القيمة ويرد على هذه الفكرة أن المشاريع الصغيرة قد تصل إلى الأماكن النائية التي لا تستطيع المشاريع الكبيرة الوصول إليها ومنافستها فيها.
كما أن الأعمال الصغيرة قد تأخذ شهرة أكثر من الكبيرة من حيث الإتقان والجمال، ولهذا تجد العمل اليدوي في مجالات كثيرة لا يزال ذا قيمة أكبر في المجتمعات و في أثمان السلع.
كما أن المشروعات الكبيرة - في أغلبيتها – تأخذ شكل شركات مساهمة قد يسهم فيها مئات بل آلاف ومن ثم يتوزع رأس المال ولا يتكدس (1) . وفوق ذلك كله يقال لهم إن الله تعالى – وإن لم يؤمنوا به – هو الذي قسم الأرزاق أَهُمْ يَقْسِمُونَ رَحْمَةَ رَبِّكَ نَحْنُ قَسَمْنَا بَيْنَهُم مَّعِيشَتَهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَرَفَعْنَا بَعْضَهُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجَاتٍ لِيَتَّخِذَ بَعْضُهُم بَعْضًا سُخْرِيًّا وَرَحْمَتُ رَبِّكَ خَيْرٌ مِّمَّا يَجْمَعُونَ [الزخرف:32]، ولهذا تجد أن الفقير والغني كلاهما يأكلان من فضل الله وصدق المتنبي حيث قال:
ولو كانت الأرزاق تجري على الحجى هلكن إذا من جهلهن البهائم

هل كان ماركس يهدف إلى الرحمة بالفقراء؟ كلا. إنما يهدف إلى تطبيق مبدئه الجهنمي في إثارة الأحقاد والصراع الطبقي والانتقام المتبادل بين فئات الناس والفتك ببعضهم بعضا.
خداع الاشتراكيين في زعمهم أن الاشتراكية لا تتعارض مع الإسلام
يتظاهر كثير من المخادعين الاشتراكيين بأنهم إنما يؤيدون الاشتراكية لأنها تحمل الرحمة للفقراء وكبت الأغنياء ولأنها فوق كل اعتبار لا تتعارض مع الإسلام ولا مع الأديان ولذلك فهي تلتقي مع الإسلام في مبادئ كثيرة "مثل اشتراك الناس في الماء العام و في الهواء و في الكلأ النابت في الأراضي العامة ويسمى الكلأ المباح عند الفقهاء ومثل النفقة الواجبة في نظام الأسرة الإسلامي ومثل الزكاة المفروضة في الشريعة الإسلامية لصالح الفقراء والمساكين وبقية الأصناف الثمانية المذكورة في آية الزكاة إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاء وَالْمَسَاكِينِ وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِي الرِّقَابِ وَالْغَارِمِينَ وَفِي سَبِيلِ اللّهِ وَابْنِ السَّبِيلِ فَرِيضَةً مِّنَ اللّهِ وَاللّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ [التوبة:60]، ومثل تدخل الدولة لحماية العمال والكادحين في حصولهم على الأجور العادلة دون ظلم ولا شطط ومثل تهيئة فرص العمل لكل قادر عليه ونحو ذلك " (2) .
ونقول بأنه وبغض النظر عن صحة هذه الدعاوى أو كذبها فإن مجرد التوافق في التسمية لا يكون توافقا في الحقيقة وإلا لكانت كل الاختلافات لا قيمة لها لأنه ما من مختلفين في قضية من القضايا إلا وتجد بينهم توافقا ما. فإقرار الإسلام لتلك الأمور هو غير إقرار الاشتراكية لها وترتيبه لها غير ترتيب الاشتراكية لها ومفهومه غير مفهوم الاشتراكية واشتراك الناس في تلك الأمور في الإسلام هو اشتراك مودة ورحمة وإخاء وتسامح بينما هو في الاشتراكية حق واحد للسبع الكبير – الدولة – تأخذ منها شبعها ثم تسمح بالباقي للآخرين في مقابل " من لم يحترف لم يعتلف " وفوق كل ما تقدم نقول لمخادعي الاشتراكية من أين جاء مصدر الإسلام ومن أين جاء مصدر الاشتراكية وهل يلتقي التشريع الإلهي والتشريع البشري على حد سواء.
إن الإسلام لا يعترف بأي نظام جاهلي وضعي فكيف يقال إنه يعضده ويوافقه سواء أكان اشتراكيا أو رأسماليا أو شيوعيا إنه من الكذب والافتراء الفاحش القول بتوافق الإسلام مع هذه الأنظمة الجاهلية وغيرها.
وإذا سلمنا جدلا بتوافق الإسلام مع تلك الأنظمة فما هو السبب في قتل الاشتراكيين الشيوعيين للمسلمين في الاتحاد السوفيتي قتلا لا يتصور العقل أهواله ودمارا لا حد له لقد حاربوا الإسلام حربا شعواء وهدموا المساجد وحاربوا وجود أي كتاب إسلامي على امتداد البلاد السوفيتية وأصبحت تهمة الشخص بأنه مسلم كافية لإباحة دمه وتدمير منزله حتى تناقص أعداد المسلمين وعدد مدارسهم وعدد مساجدهم تناقصا مذهلا فما هو جواب هؤلاء البهائم – بل هم أضل – ما هو جواب الاشتراكيين عن هذا السلوك ألم تنكشف خدعهم للعالم أجمع وتظهر الحقيقة لكل ذي رأي وعين أن العداوة بين الحق والباطل دائما على أشدها؟
ومن الأدلة الواضحة على بعد الاشتراكية عن الإسلام ما نراه من الفشل الذريع الذي منيت به في ديار المسلمين رغم ما يبذله أقطابها من مغريات جمة لإنعاشها بين المسلمين ذلك أن الإسلام والمسلمين ينفرون منها ويرفضونها جملة وتفصيلا، وثانيا أنها لم تنجح إلا في أوساط المتخلفين اقتصاديا وثقافيا ودينيا، أو متسلط متزلف إلى أقطاب الاشتراكية، أو كافر حاقد، أو إباحي مجرم، أو جاهل بحقيقة الاشتراكية (3) .
وما نسمعه من نجاحها في بعض البلدان العربية فإنما هي دعايات وزوبعات مؤقتة وراءها الحديد والنار ثم انجلت الغمة عن تلك البلدان فإذا بالاشتراكية وأقطابها في المزابل ولنا في دخولها البلدان ونهايتها فيها و في دخول الإسلام البلدان المفتوحة وبقائه فيها خير شاهد على مدى الفرق الهائل بينهما.
(4)


المراجع

dorar.net

التصانيف

تصنيف :تاريخ   أحداث