دعاني الحنين إلى iiالقاهره
وحب الكنانة بين iiالضلوع
إذا ما خبت ناره في iiالفؤاد
حللت بمصر وحلت iiعليَّ
يطوف علينا نبيل iiالوفاء
أقول لها ما أشا أو iiتشا
وتصدقني ودها iiوالحديث
* * *
سألت الكنانة عن iiمجدها
وأغلى صحائفها iiالنيِّرات
غداة أتى الطيبون الكرام
وعمرو عليهم أمير iiنبيل
شباب لهم عفة iiالزاهدين
وتالون آيَ الكتاب iiالعزيز
وخيل تلبي نداء iiالكماة
عليها من الصيد أكفاؤها
تمحض لله iiأعمالها
فيعبق منها الهدى iiوالتقى
هي العدل والعدل ذو iiرحمة
وذو قسوة للعتاة iiالذين
وبورك في الحالتين iiاللتين
* * *
وعمرو -وأكرم به- iiسيد
يطوف على مصر iiبالمكرمات
يفك القيود ويرعى iiالعهود
ويجلو الكروب عن البائسين
ويرعى اليمام(1) iiبفسطاطه
وتاريخه أسطر من iiنضار
أظلت عوارفه iiالمعتفين
* * *
بعمرو يتيه ويحلو الفخار
على منكبيه وفي iiبردتيه
له طلعة صمتها iiآمر
وسيف على الظلم iiوالظالمين
وكفان بالجود iiمبسوطتان
* * *
حكايات عمرو عقود iiالجمان
أحاديث مثل الصبايا iiالحسان
تزورك أكرم بها زورة
* * *
حضارته في الزمان الربيع
وأكرم ما شاده الشائدون
هي الطل عمم هام الربا
هي النور بعد سدوف iiالظلام
تقاصَرُ عنها وترنو iiلها
سلِ النيل عنها سلِ iiالشاطئين
يجبنك يا طيب iiأيامها
* * *
حنيني لعمرو حنين iiالجديب
لقد كان لي درة في الدهور
وأصحابه حسنات iiالزمان
سلام على عهده ما iiحييت
طَموح، ومن بعده iiالطامحون
* * *
سكت وفيَّ أتون انبهار
وهدَّأ روعيَ ما iiشاقني
أتيت إليها فهشت iiتقول
فعندي كنوز الحجا iiوالمنى
سأحبوك منها الذي iiتشتهي
أطِلْ في رباعي الحسان المكوث
* * *
أصاخ لها قبل سمعي iiالفؤاد
وطفت بأصقاعها iiالخالدات
وعانقت أزهرها iiوالأذان
ويممت عمرواً iiوفسطاطه
وجبت القرون iiوحدثتها
وقلت لها: أين عهد الفتوح
خذيني إليه فإني iiمشوق
وصليت والدمع في iiالمقلتين
* * *
وروعني فارس كالعُقاب
وقد لاث هامته iiبالنجوم
أعمرو؟ هتفت، فقال: iiأجل!
وهبت الكنانة ما iiتشتهيه
فعدل وسلم iiوحرية
ودين هو النور iiللضائعين
لنا خيمة ظلها iiمستطاب
يلوذ بها القبط iiوالمسلمون
ففي ظلها أمة iiأسلمت
وبي أصجوا كالسها iiعزة
وبي حرر العدل iiأرواحهم
* * *
لقد كان عهدي لهم iiأنعُماً
تطوِّف للـه iiمنذورة
وآلاؤها الطيبات iiالحسان
مآثرها البيض نهب iiمباح
هي النيل والنيل دوماً iiجواد
بنعمايَ طابت بمصر iiالحياة
* * *
وقلت لعمرو iiوأمجاده
لقد طال بالمسلمين iiالشقاء
وجز نواصيَ iiفرسانهم
هو الذل جاثٍ iiبأعتابهم
يسومهم الذلَّ iiأعداؤهم
فهل عودة يا أخا الأكرمين
لتصنع نصراً يغيظ iiالعدو
* * *
سكت وعمرو الحجا iiصامت
فكانت زواجره iiالصامتات
ومسنيَ الذعر مسَّ الحَصان
وبعد انتظار بدا iiكالدهور
بل النصر ما أنتم iiفاعلون
وما يشترى النصر أو iiيستعار
إذا ذلت الأسد أزرت iiبها
وإن فرط الحر في iiأرضه
وجاؤوا مواكب من iiأرذلين
ومن سادر في مهاوي iiالضلال
* * *
وأطرق عمرو، وفي iiصمته
وهنَّ الكَلام، وهنَّ iiالكِلام
فإن نحن كنا لها iiأهلها
فعمرو هو العقل، إن iiيتقدْ
وعمرو هو السيف إن iiينتصرْ
* * *
ويا عمرو حيِّيت من iiعبقريٍّ
سنجعل ما قلت في نصحنا
ونصنع نصراً يهز iiالدنا
فنرضى وترضى وترضى iiالعلا
ونسجد للـه في iiفرحة
|
|
فلبيت دعوته iiالطاهره
يمور بأمواجه iiالفائره
تهيجها الخطرة iiالعابره
فأشواقنا بيننا دائره
فتملكنا روحه iiالآسره
وأنشق أنسامها iiالعاطره
وأصدقها القلب iiوالباصره
* * *
وأكرم أيامها الظافره
فقالت وفرحتها iiغامره
وأرواحهم بالتقى iiعامره
وفرسانه أنجم iiزاهره
وشيب لهم همة iiهادره
بألسنة رطبة ذاكره
كما دمدمت موجة iiزاخره
فوارس منصورة iiناصره
وترنو إلى ربها iiناظره
وتشرق كالروضة iiالناضره
لمن آثر الله iiوالآخره
هم السوء والأنفس iiالخاتره
تطيبان نافعة ضائره
* * *
أمير على عصبة iiآمره
فتهنا به أمة صابره
ويبني البواديَ iiوالحاضره
ويحبو المرزأ iiوالعاثره
بروح مجنحة iiشاعره
هي الحلم والسطوة iiالقادره
فعادوا بأفئدة iiشاكره
* * *
وإني بأمجاده الفاخره
وفي أصغريه رؤى iiساحره
وعين إذا ما رنت iiزاجره
ونار على الفتنة iiالجائره
كسحاء مطبقة iiهامره
* * *
ونشر على عصبة iiسامره
تميس بلألائها iiسافره
وأكرم بها ضيفة iiزائره
* * *
محاسن آلاؤها iiكاثره
وأنبل ما وعت iiالذاكره
هي الظل في وقدة الهاجره
هي الأمن في الإحن الثائره
حضارات أياميَ iiالغابره
وأهرام فرعون والقاهره
مآثر بين الورى iiسائره
* * *
من الأرض للديمة iiالماطره
وكنت له الدرة الباهره
نوادر من أمة iiنادره
وفي الأولين وفي iiالآخره
على فضلهم همة قاصره
* * *
فعمرو سوابقه iiزاخره
بمصر من الأربع iiالزاهره
حذار من الزورة iiالعابره
مواثل ناطقة ساحره
وما أوجب الود iiوالآصره
تكن عاذري وأك iiالعاذره
* * *
وعقلي ومقلتيَ iiالسابره
وزرت مآثرها iiالعامره
وفي خافقي بسمة iiشاكره
وناجيت أبهاءه iiالطاهره
وعدت إلى الأعصر iiالغابره
وعمرو وأمجاده iiالباهره
لأيامه السمحة iiالناضره
وأغفيت في سنة iiفاتره
* * *
ومن حوله خيله iiالضامره
وبالنبل والسيرة iiالعاطره
أنا الفتح والراية iiالظافره
وكنت لها الصفحة النادره
وأمن مواكبه iiسائره
ومن حار في الدرب والحائره
أعدته أيد زكت iiماهره
وكل كرامته جاهره
وفي ظلها أمة iiكافره
وأسداً بآجامها iiخادره
وللروم -كانوا يداً- iiصاغره
* * *
جوائب ميمونة iiوافره
فتزكو فتغدو هي الناذره
وأمداؤها الليل iiوالباكره
وأوقاتها بالندى iiدائره
وما منه منٌّ ولا iiبادره
وبالروم كانت هي iiالداثره
* * *
صوائل حاشدة حاشره
وعاثت بهم محن iiجائره
بغاث وحلت بهم iiفاقره
وأسيافه صلتة iiباتره
وتخدعهم ألسن iiماكره
إليهم فهم أمة iiدامره
وتجلوَ أحزانها iiالغامره
* * *
وفي صمته عينه الزاجره
سهاماً جراحاتها غائره
إذا قيل: جانية وازره
أجاب ووجنته iiباسره
وإلا فأنتم يد iiخاسره
لقوم عزائمهم iiخائره
كلاب بأنيابها iiالعاقره
تداعى لها النذل iiوالعاهره
ومن فاجرين ومن iiفاجره
يهيم بهنَّ ومن iiسادره
* * *
مواعظ آمرة iiناهره
وهنَّ سبيل لنا iiسافره
فإنا غداً أمة iiظاهره
فدون رؤاه الرؤى حاسره
وفي نصره روحه iiالشاعره
* * *
بصيرته تسبق iiالباصره
حداءً دمانا به iiهادره
يجوز مدى الظن iiوالخاطره
وفسطاط نبلك iiوالقاهره
وبالشكر أعيننا هامره
|
عنوان القصيدة: حكايات عمرو
بقلم د. حيدر الغدير
المراجع
alukah.net
التصانيف
شعر الآداب