التعاون مبدأ دينيٌّ وإنساني، ولا يمكن أن تستقيم الحياة بدونه؛ ولذلك أمر الله سبحانه المؤمنين بالتعاون، فقال: {وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبرِّ وَالتَّقْوَى وَلاَ تَعَاوَنُوا عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُوا اللّهَ إِنَّ اللّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ} [المائدة: 2]​​

من خلال التعاون يشترك الجميع في صنع القرارات، وتبنِّيها، وتحويلها إلى تطبيق عملي على أرض الواقع؛ فالمؤمن قويٌّ بأخيه، و((المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضًا))؛ رواه البخاري.

والعمل بروح الفريق يُجسِّد مبدأ التعاون بمفهومه المتجدد؛ حيث صار يُقاس مدى نجاحِ أيِّ مؤسسة أو إخفاقها بمقدار التعاوُن القائم بين أفرادها، والعمل بروح الفريق الواحد؛ ولذلك خصصت بعض الدول جائزة تمنح للإدارة أو المؤسَّسة أو القسم الذي يتحلَّى بهذه الروح؛ بحيث تكون تقديرًا جماعيًّا للفريق بأكمله، وقد أطلق على الجائزة اسم: (جائزة العمل بروح الفريق).

من خلال العمل بروح الفريق يتجلَّى التلاحم بين الإدارة والأقسام التابعة لها، وبين العاملين ورؤسائهم، وبين العاملين أنفسهم، والإدارة الناجحة هي التي تستطيع أن تجعل موظَّفيها يعملون بروح الفريق الواحد، وتبثُّ فيهم روح المحبَّة، والنظام، والتفاعل الإيجابي، كما تشجع التنافس الشريف والإبداع، وتستفيد دائمًا من اقتِراحاتهم، وتُصغِي إلى طلباتهم، وتلبِّي احتياجاتهم.

 والمدير الناجح هو الذي يعزّز الإيجابيَّات عند الموظفين، ولا يتتبع العَورَات، أو يتصيَّد الأخطاء، ويطبق مبدأ: (اضبط العاملين معك وهم يؤدُّون عملاً صحيحًا) كما يشعر من يعمل معه بأنه عون له على النَّجاح والتَّقدّم في عمله، لا متصيِّد لأخطائه وهفواته.

والموظَّف الناجح هو الذي يَتحلَّى بالإخلاص وإتقان العمل، وينضبط بضوابط السلوك الوظيفي المتميز.

عند العمل بروح الفريق مع تقوى الله تعالى، ومحاولة تحرِّي الصواب - يتحقق للعاملين التوفيقُ في أعمالهم، والنجاح في تَحقيق أهدافهم؛ لأنَّ ((يد الله مع الجماعة))، كما أنهم يفوزون بحسن ثواب الآخرة إن صحَّت منهم النية، وصدقت العزيمة بإذن الله تعالى.. والله المستعان.

              


المراجع

odabasham.net

التصانيف

أدب  مجتمع