بالامس حين قرأت الخبر الذي تناقلته وكالات الانباء العالمية الذي يقول: إن الاوراق النقدية ..الأكثر نقلاً للامراض. ضحكت في سري وانا اتذكر تلك الحصة التي قادنا فيها معلم الاحياء الى مختبر المدرسة كي يعطينا حصة على «المايكروسكوب» او المجهر.: وانا ما زلت أتذكر كيف ان المعلم الذي كان يحدثنا على اعتبار انه هو من صنع المايكروسكوب، وهو يحدثنا بلغة استعلائية قائلاً «فليحضر أي واحد منكم ما يشاء من الاشياء الموضوعة حولنا كي أريه كمية الجراثيم التي سوف يكشف عنها الجهاز» وأذكر اني التقطت ورقة متسخة بعض الشيء من على الارض فتناوله مني بتقزز ووضعه تحت عدست التليسكوب وقال لي تعال ياشاطر وتفرج وما ان نظرت من عدسة التليسكوب حتى اصبت بالذعر من حجم الكائنات الهلامية التي تعيش على سطح تلك الورقة، وأنا حينما أعود الى تلك المرحلة أتذكر الكوابيس التي جرحت صباي وان أحاول أن أضع كل ما أراه تحت المايكرسكوب وكانت تلك المرحلة كارثية بامتياز.

وعودة للخبر الخاص بالاوراق النقدية فانا حينما قرأته عدت بذاكرتي للاوراق النقدية وملمسها المتسخ بالفعل كلما تقادمت ومر عليها وقت طويل قد يصل بها في بعض الاجيان حد الاهتراء.

وان الفئة القليلة من الاوراق النقدية هي الاكثر اهتراء بسبب التداول اليومي المستمر لها، وان الاوراق النقدية ذات الفئة النقدية العالية تكون بالفعل أقل اتساخاً.

وقد ساقني الخبر الى تداعيات تكاد تكون مضحكة وهي ان أنني وحينما أقبض على فئة الدينار يحضر اليّ كل من لامس هذا الدينار، وكنت أتصورهم أمامي بأيديهم المتعرقة والوسخة وبجيوبهم التي هي أكثر اتساخاً وذاك الابهام الذي يبلل علادة باللعاب في لحظة تعداد النقود.

وذهبت بي التصورات الى مشاهد قد ينتج عنها داء جديد اسمه فايروس النقود يعتمد اساساً على الوسخ الذي تتركه اصابعنا على النقود التي نملكها.

ولا أدري لماذا تذكرت أحد أصدقائي في أبو ظبي الذي لفت انتباهي بنقوده الورقية التي تلمع دائماً الى الدرجة التي كان عليّ فيها ان أسأله بشكل مباغت هل تغسل نقودك، فرد علي بحزم «انا امسح مقودي من أي وسخ عليها وانا قد تتفاجىء أقوم بكي نقودي بمكوى البخار».

لكأن صديقي كان سبق العلماء وهو يدرك ان الاوارق النقدية هي مُجرثمة بالفعل.


المراجع

جريدة الدستور

التصانيف

صحافة  خليل قنديل   جريدة الدستور