الطمع التجاري الكافر لم يترك مساحة معيشية الا ووصل اليها وحط بثقله الفاسد فوق صدرها، والعرب العاربة كانت تقول حينما تتكاثف حالات الانحطاط الاجتماعي في اي مجال حياتي يخص الناس «لقد فسد الملح» وذلك على اعتبار ان المنطقة التي يقيم فيها « الملح» هي المنطقة الوحيدة المعقمة والحامية من الأمراض.

وفي هذا الوقت الذي نعيش تطالعنا الاخبار وفي كل يوم تقريبأ عن أن الجهات الصحية المسؤولة قد قامت باكتشاف أطعمة غذائية فاسده ولا تصلح للاستعمال البشري. والغريب انمثل هذه الأطعمة التي يتم الكشف عنها يصل حد وزنها الى مستوى الأطنان من المواد الغذائية المسممة. التي تنتقل في غضون ايام معدودات من بطن الشاحنات والبواخر الى أرففمحلات بيع بيع مثل هذه المواد دون وجل او رحمة

وهذا يعني وببساطة ان الجهة المستهدفة من وراء تسويق مثل هذه الأطعمة هم الجيل الشبابي والاطفال عموماً. والغريب ان مثل هذه الجرائم في الفقه القانوني السائد لا تأخذ سمة شبهة النية الجرمية في القتل الجماعي الأكيد بل تتحول الى قضية لها علاقة بالاجراءات الحكومية السائدة من حجز أو تغريم.

والحال ان هذا يثحيلنا الى الى السؤال الذي يقول اذا كانت المواد الذي يكشف عن فسادها هي بهذا الحجم فكيف يكون حجم وتعداد الموااد التي لم يكشف عنها بعد، او تلك المواد التي هضمها جيل كامل أخذ يدعونا للتحديق والتأمل في حجم هذه الامراض الغريبة السائدة التي صار الكشف عنها عادة يومية

نعم ان هذه الامراض الغريبة التي اخذت تجتاح مجتعاتنا وتصل الى مستوى فائض في الاحصاءات العالمية أخذت تقودنا الى هذا الفساد في ألأطعمة والذي صار قادراً على جرثمة معظم المواد التي نتناولها وجعلها فاسدة بامتياز أو جعلها قادرة على انتاج امراض هجينة ومتعددة.

والمشكلة ان تكرار الكشف شبه اليومي عن مواد غذائية فاسدة لم يجعل مجتمعنا يستنفر كل قواه المدنية في سن القوانيين الرادعة لمثل هذا القتل المتعمد فان الخبر عن مثل هذه الجرائم يظل يتكرر دون ان نضع الحد له بحزم ويظل يعدنا بمستقبل صحي أقل ما يقال عنه انه مستقبل معتم وقاتل.

وكان الله في العون


المراجع

جريدة الدستور

التصانيف

صحافة  خليل قنديل   جريدة الدستور