هي لعنة العالم منذ الاقتتال الاول بين قابيل وهابيل.

وهي لعنة التجديد في رغبة القتل وتأثيثها من جديد عند كل مرة يتم الانتهاء فيها من الحرب. ومن يقرأ التاريخ جيداً سوف يكتشف ان هذا العالم لم ينعم -وعبر تاريخه الطويل- بلحظات سلم حقيقية قد تعمر طويلاً. ذلك اننا وقبل جفاف الحبر على اي معاهدة سلام سوف نجد اننا وما ان نوقع على اي معاهدة حتى نبدأ بالاستعداد لجلب طبول الحرب وقرعها من جديد وببدائية أكثر

ومن يتابع تاريخ الحروب سوف يكتشف ان فترات الحروب الزمنية هي اطول عمراً من فترات السلم وان هناك حروبا استمرت لما يزيد عن المئة عام

والغريب ان البشرية لم يحدث وان صفقت والتزمت بالسلام بل هي في تكوينها الرغائبي في الحرب تبدو اكثر استعداداً للحرب منها الى السلم. وبالرغم من الفجائع التي تخلفها الحرب من هدر دم وتدمير بنيان وخراب بيوت الا اننا نلاحظ انه وما ان يطلق النفير للحرب حتى تبدأ الاستعدادات وبلذة دموية غريبة للحرب. وقد تتناسى البشرية كل الجهد البناء الذي بذلته في زمن السلم في انجاب اطفال لم تكن لهم علاقة بكل هذا الهذر والختل الحربي والعدواني لكن ومع ذلك يتم تقديمهم كقرابين دموية لاي حرب قادمة

والامر ذاته ينطبق على الجهد الانساني الخلاق في بناء حضارته الذي وما يطلق نفير الحرب حتى تسارع البشرية بتقديم ها البناء الحضاري الشاهق كفربان تدميري لكل تلك الحروب التي نسعى لاشعالها.

ان البشرية التي تحتفل عند بدء توقيع اي معاهدة للسلام تذهب وبغباء منقطع النظير الى البدء بدق طبول الحرب واستدعاء الضحايا الجدد؛ كي يتحولوا الى قرابين جديدة.

انه الفكاهة الانسانية السوداء التي تقوم على رغبة القتل والنتحار وتجديد عقد الدم. وهي لعنة العالم التي لا تنتهي.

ومن يقرأ المشاهد العالمية المستنفرة هذه الايام والتي تنتظر جرس البداية سوف يدرك حجم الدمار القادم والمقبل.


المراجع

جريدة الدستور

التصانيف

صحافة  خليل قنديل   جريدة الدستور