كنت قد قد كتبت أول من أمس عن شارع الجاردنز وانكشاف بشاعة واتساخ الواجهات الحجرية مع ازالة اليافطات و(الآرمات) في الأسواق وتلقيت ردوداً مشجّعة بعضها يحوي مقترحات فنّية، وسنرى ماذا لدى أمانة عمّان بهذا الصدد، لكنّي تلقيت ايضا شكاوى عديدة حول (الآرمات) بعضها من أصدقاء أطباء أتفهم وجهة نظرهم وأتفق معها.
أطباء العيادات الخاصّة لا يعتمدون فقط على الزبون الذي يعرف عيادتهم ويقصدها، بل ايضا على زبون الصدفة الذي يدخل لأنه رأى في طريقه يافطة الطبيب بالتخصص الذي يريده، وكذا الحال بالنسبة للغريب وغير الأردني الذي وُصف له مكان الطبيب في شارع أو منطقة ما. الأطباء متضايقون جدا من ازالة اليافطات، ونحن بالطبع لا نعتقد انه يجب استثناء أحد لكن يجب ايجاد حلّ منطقي وهو بالطبع لا يخصّ الأطباء والمختبرات فقط، بل المكاتب على انواعها.
يمكن فرض نظام موحد بوجود لوحة طولية واحدة ببروز معين ومواصفات مقررة وتصميم أنيق عند زاوية البناية تتوزع عليها الأسماء ورقم الطابق والمكتب، ويمكن اعطاء لون خاص للكتابة لبعض المهن. المهم أن القادم على الطريق يستطيع تبين الهدف الذي يقصده.
الأمانة سمحت بوجود اليافطات الملتصقة سطحياً فوق المحلات، لكن في الشوارع التجارية ذات الأقواس تختفي اليافطات في الداخل ويصعب على المار رؤيتها. وقد قال لي صديق ان عمله هبط إلى النصف لأنه يعتمد على المارّة الذين يلاحظون طبيعة المحلّ فيتوقفون وليس على الذين يقصدون المحلّ بذاته، وحتّى هؤلاء يتجاوزون المحلّ من دون تمييزه فلا يعاودون الكرّة من جديد.
وقد وضعت الأمانة ارقاما بارزة وكبيرة للبنايات وهذا جيّد، فعمّان اشتهرت بأنها مدينة بلا عنوان تصف فيها المكان بأقرب مرفق عام اليه أو مؤسسة أو شركة أو بقّالة مشهورة، وقد حان الوقت لتحديد العناوين بأسماء شوارع وأرقام بنايات، لكن سيأخذ الناس وقتا طويلا قبل أن يتعوّدوا على حفظ أسماء الشوارع وأرقام البنايات لحفظ المحلاّت أو المكاتب التي يقصدونها.
والحق أنه كان على الأمانة قبل مباشرة ازالة اليافطات أن تكون قد فكّرت بالبديل وتجهزت وجهّزت الناس له. من الآن إلى أن تقرر الأمانة خيارا، ونحن نعتقد أن الاقتراح آنف الذكر منطقي ومعقول، فإن أصحاب المحلات والمكاتب يخسرون.
أعتقد أن الأمانة حالما تصل إلى شارع الخالدي (فيه مشاهير الطبّ الأردني، والرقم القياسي لعدد العيادات على المتر المربع!) ستجد بعض الصعوبة في فرض نزع اليافطات قبل تقديم بديل معقول.
المراجع
جريدة الغد
التصانيف
صحافة جريدة الغد جميل النمري