الديمقراطية والتفوق والقوة المطلقة وصاحبة احد اقوى جيوش العالم هي بعض الصفات التي نطلقها على الكيان الصهيوني ، البعض ينظر باعجاب الى الديمقراطية ومحاسبة المسؤولين الفاسدين وهم كثر وكأنه انجاز ، الى غير ذلك من الاوصاف ، ونسينا اهم سمات هذا الكيان غير المتجانس الذي يلف حوله جدار الفصل العنصري في زمن اتفاقيات السلام ، ويقتل الاطفال والنساء والشيوخ في زهو ونشوة غير عادية.

وحتى لانسهب في توصيف دولة الصهاينة وممارساتهم القديمة والحديثة ، فان هناك من يقدم الحجة والبرهان على اننا امام اكذوبة كبرى اسمها اسرائيل ، فقد قررت وزارة المالية النرويجية يوم الخميس الماضي سحب استثماراتها من شركة البيت سيستيمز الاسرائيلية وذلك بسبب مساهمة الاخيرة في تقديم تكنولوجيا تستخدم في جدار الفصل العنصري الذي تبنيه السلطات الاسرائيلية.

ووصفت الحكومة النرويجية المساهمة في جدار الفصل العنصري انه يتعارض مع السياسة الاخلاقية التي تنتهجها اوسلو في استثماراتها ، وهذا يبعث برسالة الى عدد كبير من الشركات العربية التي تتعامل اقتصاديا بشكل مباشر اوغير مباشر مع الكيان الصهيوني ويصل الامر في تلبية جزء من احتياجات بناء الجدار العنصري من الاسمنت و حديد التسليح.

وفي نفس الاتجاه قدم الاعلامي السويدي المعروف دونالد بوستروم قصص مثيرة حول متاجرة "احد اقوى جيوش العالم"باعضاء الشهداء وقدم ادلة على هذه الممارسة التي لم تقدم عليها ضباط وجنود النازية والفاشية في ثلاثينيات واربعينيات القرن الماضي ، ومع ذلك لم نرَ متابعات إعلامية كفوءة لهذا النوع من الفعل الايجابي من خارج الدول العربية والاسلامية.

القوة الغاشمة الصهيونية التي تمتلك آلة الدمار الشامل واحدث التكنولوجيا الهجومية لم تستطع النيل من ارادة اهل قطاع غزة مطلع العام الحالي ، وتعرضت القوات الاسرائيلية للإذلال في جنوب لبنان في صيف العام 2006 ، ومع ذلك نجد من يصدق ان اسرائيل ما زالت قادرة على فرض شروطها وان علينا قبولها والتسليم بها.

مسألة التفوق والنيل من دول المنطقة قد انتهت الى غير عودة وان اسرائيل برغم الترسانة العسكرية الضخمة لم تعد قادرة على بسط نفوذها ، وان إختلال الموازين في المنطقة لاتقاس بالدبابات والطائرات ، ولو كان الامر كذلك لقد انهت حربها في لبنان خلال ايام وساعات في قطاع غزة.

المشكلة ان هناك من يقدم لنا الجزر والمانجا على الارصفة والمحلات الشعبية والاسواق الفاخرة على انها منتجات عربية تارة من مصر وتارة اخرى من السودان ، وهي اسرائيلية المنشأ ، وفي احسن اوقات يخففون الامر عليهم ويؤكدون ان هذه المنتجات من عرب الـ 48 في اسرائيل ، وهذه محاولات لتبرير فعلتهم .

نحن بحاجة لقرارات وسياسات من القطاعين العام والخاص لمقاطعة اية صلة بالتعاون والتطبيع مع العدو ما دام يدير الظهر للاتفاقيات التي وقع عليها في اطار العملية السلمية ، وهذه من ابسط الحقوق العربية.


المراجع

جريدة الدستور

التصانيف

صحافة  خالد الزبيدي   جريدة الدستور