يهدف هذا الكتاب إلى تعريف المسلمين بحكم الانتخابات في الشريعة الإسلامية ، ومن
البدهي أن كل عمل يقوم به المسلم يجب أن يكون منضبطاً بالشـرع ، قد كثرت الانتخابات
في بلاد المسلمين ، وصار كثير من حكامهم يطبقونها لإرضاء الغرب وللظهور أمامـه أنهم
يحافظون على حقوق الإنسان ، ومن المتوقع أن تعـم الانتخابات في بلاد المسلمين ،
والمسلمون يجهلون تأصيلها الشرعي .
وملخص الكتاب أن الانتخابات شهادة ، وأمانة ، وولاء وبراء ، وهي شــهادة لأن الناخب
عندما يعطي صوته للمرشح الفلاني ، فقد زكاه وفضله على غيره ، بمعنى آخر فقد شـهد له
أنه يستحق أن يكون عضواً في البرلمان ، وللشهادة أصولاً شرعية لابد من مراعاتها ،
وإلا كانت شهادة زور ، وشهادة الزور تعدل الشرك بالله .
والانتخابات أمانـة ، وصوتك الانتخابي ـ أيها المسلم ـ أمانة حملت إياها ، وقد
أمرنا الله عزوجل أن نؤدي الأمانات إلى أهلها ، وجعل رسول الله صلى الله عليه وسلم
خيانة الأمانة من علامات النفاق ، والمنافقون في الدرك الأسفل من النار .
والانتخاب ولاء وبـراء ، فعندما يقدم المسلم صوته الانتخابي لفلان من المرشحين فقد
والاه ونصره على غيره من المرشحين ، وقد أمرنا أن نوالي الله ورسوله والذين آمنوا ،
وأمرنا أن لانوالي الكافرين ، ( ومن يتولهم منكم فإنه منهم .. ) والقضية خطيرة
جداً من حيث العقيدة .
وفي بداية الكتاب ميز الباحث بين الانتخابات في الشورى والانتخابات في
الديموقراطية ، وأكد على تميز الشورى لأنها نظام رباني ، بينما الديموقراطية نظام
بشري ، تلتقي مع الشورى في محاربة الاستبداد والطغيان والفردية .