درةَ المجد والندى والطِّماحِ
أنت أسكنتها فؤادي iiمليّاً
تصنع النصر عبقريّاً نبيلاً
فقصيدي أهديكه وهو iiبعضٌ
مسدياتٍ للمسلمين iiجليلاً
وذراها حطين وَهْو سجل
* * ii*
قال لي صاحبي يلوم iiثنائي
قلت: كلا، فهاهو الدهر iiآلى
فَهْو روح لكنها من iiنقاء
وَهْو عزم فوق النجوم iiمداه
أجفل الجنُّ من عزائم iiجلت
صاهلٌ مُهْره ونارٌ iiجُذاه
* * ii*
قد غدا حبه الجهاد iiمناه
إنه العشق قد أصار iiالعوادي
حين أعلى في شعره iiالمتنبي
"ما الذي عنده كؤوس iiالمنايا
"أنت طول الحياة للروم iiغاز
كان يعني الصلاح حقّاً وما iiلي
كلهم فارس ومسعر iiحرب
خالد العبقري فيه، iiوفيه
* * ii*
جاء والمسلمون فوضى ونهب
فانتضى سيفه وعزماً iiجسوراً
حرر الدين من أكاذيب iiقوم
برئت فاطمٌ فليسوا iiإليها
منح الأزهر الشريف iiهداه
فهو للحق منهل وهو iiيروي
التلاوات والأحاديث فيه
* * ii*
حاول الباطنيون أن iiيقتلوه
ومضى في الحروب وَهْي iiعوان
وهْو يرنو إلى الشهادة iiلكنْ
شأنه شأن خالد لم iiينلها
رب موت من الشهادة iiأجدى
حكمة الله قد تغيب iiعلينا
وله أمره عطاءً iiومنعاً
* * ii*
وحَّد المسلمين وهو iiينادي
فأتاه الأبطال من كل iiصوبٍ
جل عزم لهم وجلت iiرغاب
ثم أهدى الإسلام حطين iiفتحاً
* * ii*
قد أتم الصلاح سعيَ iiعظامٍ
العماد الهمام من آل iiزنكي(4)
قد أحب الحياة كرّاً iiوفرّاً
سيفه حرر الرها(6) بعد لأيٍ
قد مضى خالداً، شهيداً iiبكاه
كفنته أمجاده iiوتقاه
وعلى نهجه استمر iiحميداً
كان أنقى من الغمام وأزكى
هو مثل الصِّحاب سيفاً iiوعزماً
وصلاح على هداهم iiحثيث
والسيوف الظِّماء رَجْع iiصليل
عرب هاهنا، وكُرْد، وتُرْك
وهو يقتادهم لأنبل iiمسعى
أن يعود الأقصى لأهليه iiيشدو
* * ii*
راودته الدنيا بإغراء iiأنثى
غلَّقت بابها وقالت خلونا
إنني "هَيْتَ لَكْ" فأقبلْ iiسريعاً
ردَّها ردَّ يوسفٍ فهو iiعفٌّ
هب يعدو وخلفه هي iiتعدو
حين قدت قميصه قال iiكلا
وهْو ربي وكان مثواي iiمنه
ويقيني من الفساد iiيقيني
وعفاف ورثته عن iiأصول
هكذا يوسف النبي iiتسامى
وعلى نهجه الطهورِ iiصلاحٌ
راودته الدنيا جِهاراً iiفعفت
واكتفى بعد نصره iiبفُتات
باع لله نفسه iiوتخلى
قال: إني وجهت وجهي iiلربي
لن تراني الدنيا أسير iiهواها
* * ii*
أُشْرِب العفو فهو فيه iiسجايا
كان يعفو عن قدرة وانتصار
بيد أن العدوان إن صار بغياً
أسرج العزم لانتقام نبيل
وانتقام الأحرار فضل iiوعدل
لم يكن قتله لأرناط(10) iiظلماً
إن أرناط غادر iiقتلته
خان كل العهود قد iiأمضاها
بل دعاه غروره iiلجنون
ظن أن يستبيح قبراً iiعليه
وإذا بالعقاب سيف iiصلاح
قدَّه فهو في الدماء iiغريق
حين خاف الباقون أومى iiإليهم
لن تكونوا أسراي بل iiأضيافي
* * ii*
والذي أدهش الخلائق iiمنه
بضعة من دراهم هي iiنَسْيٌ
لو رأتها عيناه أجفل iiمنها
لكأن الأموال داء عياء
وكأن الإمساك محض iiخسار
لم يكن خازناً ولكن iiوهوباً
* * ii*
أيها الفارس المتوج iiمجداً
إن نصراً صنعتَه أمس iiباق
حفظته العصور ثم iiروته
كان قولاً فيه العلاء iiوفيه
ما بناه الصليب عدواً iiوبغياً
غير أن الأيام أخنت علينا
لا تلمها فنحن باللوم أحرى
واجترعنا الهوان حتى iiسكرنا
فأتى الغاصبون لما iiرأونا
فإذا قدسنا بإمرة iiغاز
غره النصر وانتشى من iiسَفاهٍ
قال: إن الصليب قد عاد iiيزهو
تبَّ "لنبي" وخاب خيبة iiغِرٍّ
* * ii*
ثم جاء الشآم أعورُ(14) iiعاتٍ
جاء قبراً سكنت فيه iiرضيّاً
نحن عدنا فقم وما كان iiشهماً
ضل غورو وضل ما قال iiغورو
أسكرته أحقاده فهو iiفيها
أعور العين والفؤاد iiفأنى
لا يراعي الموتى سوى iiأريحي
وانتقاص العظام طبع iiنفوس
* * ii*
ومضت فترة وزدنا iiانتكاساً
أخذوا القدس نهزةً لا iiاقتداراً
كان دايان(15) وهو أعور iiعيناً
لم يكن غالباً وحاز iiانتصاراً
أعورٌ إثر أعورٍ ويح قومي!
لا تلمه إن أسرف البغي iiفينا
حين يقتاد أمة iiعاجزوها
* * ii*
أيها اليوسف الصلاح iiستبقى
سوف نقفو خطاك مهما بذلنا
لنعيد الأقصى العزيز iiعزيزاً
نحن حراسه ونحن iiبنوه
عودتنا رحابه أن iiفيها
توسع المعتدين بطشاً ليغدوا
ثم تطوي أخبارهم فَهْي iiنَسْيٌ
* * ii*
في غد ينطوي اليهود iiونبقى
قد قضى أن كل باغ iiسيفنى
اليهود الباغون فيه iiكسؤر
لاح يوماً أو بعضه في iiغرور
ثم أودى ونحن نبقى iiدعاة
إننا خير أمة iiأخرجتها
* * ii*
إنه الوعد وهْو آتٍ وفيه
يشكرون المولى بدمعة iiباك
نحن في القدس في iiانتصارٍ
لم نكن نحن صانعيه iiولكن
قد محا آية اليهود iiفمرت
ولنا آية الخلود سناها
* * ii*
قال لي صاحبي يلوم iiمديحي
قلت: كلا، خصاله iiأبهرتني
إنني قائل مقالة iiحق
كان أعجوبة سلاماً iiوحرباً
هن فيه من معدن iiعبقريٍّ
أكبرته قبل الصحاب الأعادي
كل قالٍ له غبيٌّ iiجهولٌ
|
|
جئتُ أهديكَ درةَ iiالأمداحِ
إذ رآك الميمون في كل iiساح
لم تشنه أثارة من iiطَلاح
من هدايا أزجيتهن iiصِباح
وجميلاً من مجدك iiالفيّاح
من سجلاتك العظام iiالفساح
* * ii*
أنت أسرَفْتَ في مديح iiصلاح(1)
إنه النجم في الوغى والسماح
وَهْو جسم لكنه من iiصِفاح
لا يبالي بخاذلٍ أو iiمُلاحي
لصلاح تمتد عبر iiالنواحي
فاتكٌ سيفُه وما من iiجُناح
* * ii*
شائقاتٍ يبسمن في كل iiباح
غُرَّ أحلامه الحسان iiالمِلاح
من عليٍّ(2) وقال في iiالأمداح
كالذي عنده كؤوس iiالراح"
فمتى الوعد مؤذن iiبالرواح"
بانتقاص العلي شنأة لاحي
جاز حد العصيٍّ بعد المتاح
عقل عمرو، وصولة iiالجَرّاح
* * ii*
لصليب وظالم iiوإباحي
ومضى فارساً وكبش iiنطاح
"فاطميين" كاذبين iiقِباح
إنهم محض فِرية iiوجُناح
وحماه من افتراء بواح
وارديه بالبينات الصحاح
لا ضلالات باطنيٍّ iiوقاح
* * ii*
فوقته عناية iiالفتاح
في ظلام محلولك ولِياحِ(3)
لم تُقَدَّر فمات نِضْوَ iiالْتياح
وعلى جسمه مئات iiالجراح
وحياةٍ تفوقها في iiالمِناح
أو نراها في الجهر iiوالإلماح
ولنا في الرضا أجل iiرباح
* * ii*
إن درب الجهاد درب iiالفلاح
يمتطون الردى وهوج الرياح
طاهرات أخلصن iiللفتاح
كان وعد الأقدار في الألواح
* * ii*
أشرعوا للجهاد باب iiالكفاح
صاحب السبق في انتضاء السلاح
وأباها في هجعة iiوامتياح(5)
فهْي بعد الأحزان في iiالأفراح
كل شهم بالمدمع iiالسحّاح
وثناء المدّاح iiوالنوّاح
نجله(7) في جراءةٍ iiوطِماح
من شذا الروض في ربيع iiضاحي
وهو في زهده أخو iiأمساح(8)
وجيوش الإسلام أُسْد بِطاح=
والخيول العتاق وَقْع iiضُباح(9)
جعلوا الأمر كله iiلصلاح
بالمعالي وبالهدى iiنضّاح
وهْو حرٌّ كالبلبل iiالصدّاح=
* * ii*
ذات مال وفتنة iiونِفاح
وأتته في عُرْيها iiالفضّاح
نغتنم لذة الهوى الممراح
ليس يرضى بصبوةٍ أو iiسِفاح
في عرام ولهفة iiوصياح
لن أخون العزيز يأبى iiطِماحي
محسناً لي في غدوتي iiورواحي
إذ يريني الهدى كنور الصباح
هم نبيون كان منهم iiصلاحي
عن رغاب ممن هوته iiقِباح
كان أنقى من مزنة في iiأقاحي
نفسه قبل عينه iiوالراح
وحصير بال وماء iiقراح
عن رحيب من عزها iiورداح
وبه حيث أغتدي iiاستفتاحي
من مباح لها وغير iiمباح
* * ii*
محسنات تدعوه iiللإسجاح
حاسم ذي مهابة iiواكتساح
من عتل وغادر iiفدّاح
هو إن رزته أخٌ iiللسماح
فيه سَمْتان من هدىً iiورجاح
بل قصاصاً ومحضَ حق iiصراح
نزوات من حقده الملحاح
في عتو الختار iiوالذباح
هو سقيا إبليس iiوالأقداح
من وقاء الرحمن ألفُ جناح
بورك السيف في يمين iiصلاح
وغريق من قبلها في iiاللُّواح(11)
لا تخافوا من الدم iiالمنساح
كلكم آمن طليق iiالسراح
* * ii*
إرثه وهْو دونَ قبضة iiراح
شغلته عنها هموم iiالكفاح
فهو منها في بِغْضة iiوشِياح(12)
يتداوى منه بطيب iiالنِّفاح
وكأن الإعطاء محض iiرباح
في هناءٍ له وفي أتراح
* * ii*
ما محاه من سطوة الدهر iiماحي
وسيبقى رغم الخطوب iiالرزاح
ألسن الناس من صِحاحٍ iiفِصاح
فرحة القوم بُشِّروا iiبالنجاح
أنت صيَّرته لقىً في iiالبطاح
بالعوادي في صولة iiواجتياح
إذ رضينا بتافهات iiالمتاح
من دنانٍ له ومن iiأقداح
قصعةً أهلها أسارى iiكُساح
جنرالٍ(13) ذي قسوة وجِماح
وأمانٍ ذميمة iiأطلاح
والحروب انتهت وما من iiبراح
يطلب الرأي من خلال iiالقِداح
* * ii*
فيه عسف الباغي وطيش iiالراح
ثم ناداك في سَفاهٍ صُراح
برئ النبل من لئيم iiوقاح
إنه نفث حقده الملحاح
في إسار الغيلان iiوالأشباح
يهتدي مرة لدرب iiفلاح
ونبيل وسيد iiطحطاح
كالحات دميمة iiوشحاح
* * ii*
فإذا باليهود ملء iiالساح
إذ رأوها كالضائع iiالمستباح
وفؤاداً من قادهم في iiجِماح
=من بغاةٍ مفرِّطين iiطِلاح(16)
عاث عُورٌ بهم وعاث iiإباحي
مذ رآنا أسرى الونى iiالطوّاح
سوف تعنو للنذل iiوالسفّاح
* * ii*
في دمانا حداءنا iiللكفاح
من نفوس زكية وجراح
وهو ضاح ونصرنا فيه iiضاحي
نفتديه – وجلَّ- iiبالأرواح
مصرع المستبد iiوالسفّاح
بين أسر ومهلك iiونواح
أو أكاذيب سادرٍ iiمزّاح
* * ii*
إن حكم الأقدار مُبْقٍٍ وماحي
مثل آلٍ بقيعة iiلَوَّاح
من بقايا الأوشال في iiالضحضاح
وانتفاش مستكبر iiوافتضاح
ننشر الحق بالرضا لا iiالسلاح
حكمة الله رادةً iiللصلاح
* * ii*
يلتقي ذو القنا وذات iiالوشاح
وهتاف ملء المدى iiمُنداح
جليلٍ=يوسفيٍّ يزدان iiبالإسجاح
كان نعمى من ربنا iiالمنّاح
مثل مر الأوهام iiوالأشباح
بينات المشكاة iiوالمصباح
* * ii*
لصلاحٍ فَلْتقتصِدْ يا صاح
فكبت دون مجده iiأمداحي
وهْي نبضي ومهجتي iiوانقداحي
وعفافاً وجوده iiكالرياح
وسجايا مثلِ الصَّباح iiصِباح
وثناءُ الأبطال بعد iiالصِّفاح
أو كذوبٌ، وخائبٌ من iiيلاحي
|
عنوان القصيدة: صلاح الدين..!
بقلم حيدر الغدير
المراجع
odabasham.net
التصانيف
شعر الآداب