أكّد المفتي العام للديار الفلسطينية وخطيب المسجد الأقصى، الشيخ محمد حسين، أنّ موضوع الحفريات موضوع قديم جديد، ولا يعني بحالٍ من الأحوال أنّ هذه الحفريات ستتوقّف بدليل هذا الكنيس الجديد الذي يسمّى" خيمة إسحاق"، وهو قريبٌ تماماً لأسوار المسجد الأقصى المبارك الذي يقع بما يُعرَف بشارع الواد بالقرب من باب السلسلة وباب القطانين وهي أبواب رئيسية للمسجد الأقصى المبارك.


وأكّد حسين أنّ النفق يمتدّ ليربط بنفقٍ البراق الذي يبلغ طوله 500 متر، ويحاذي جدار المسجد الأقصى الغربي من بوابة المغاربة حتى يصل إلى أسفل درج المدرسة العمارية ويخرج ببوابة أخرى.


وأضاف أنّ النفق يؤدّي إلى الإخطار بالعقارات والأوقاف الإسلامية وأروقة المسجد القائمة على هذا النفق الذي يخترق كلّ أساسات هذه العمائر الإسلامية والتاريخية، وهذه الحفريات التي تتمّ في طريق بوابة المغاربة هي حفريات ابتدأت في السادس من شهر شباط من العام الماضي وهي مستمرة لغاية هذه الأيام وهناك محاولات لإقامة جسورٍ حديديّة فوق هذه المنطقة وإزالة كلّ الطريق المؤدّية إلى بوابة باب المغاربة بما فيها من آثارٍ وحضارة إسلاميّة تشهد منذ العصور الأولى بوجود المسلمين في القدس ولغاية اليوم.


وأكّد أنّ موضوع الحفريات موضوع خطير جداً عدا عن الأنفاق الذي تتّجه نحو سلوان وتربط أنفاق سلوان بالأنفاق المحيطة للمسجد الأقصى من الجهة الجنوبية الغربية.


وأشار إلى أنّ هناك حفرياتٍ وأنفاق كثيرة ومتعدّدة تحت أسواق البلدة القديمة، حتى أنّ البلدة القديمة بشكلٍ عام أصبحت عبارة عن "بلدة معلقه بالهواء" بعد أنْ فرغت كل أساسات العمائر والأملاك العربية ألمقدسيه داخل البلدة القديمة. مضيفاً أنّ ذلك يؤثّر سلباً على الحضارة التاريخية الإسلامية.


وأكّد الشيخ حسين أنّ الحفريات المتواصلة والمستمرة ستؤدّي إلى أضرارٍ واقعيّة على العمائر وعلى المسجد الأقصى وعلى كلّ مرافق المسجد الأقصى وعلى أملاك وعقارات الأوقاف الإسلامية وأملاك المسلمين في هذه المدينة المقدّسة.


وقال: "إنّ الحفريات عدوان يجب أنْ يتوقّف لأنّه ضدّ الشرعية الدولية ولأنّه ضدّ كلّ الشرائع الأرضية ولأنّ القوانين أصلاً تحظر ذلك والقدس مدينة محتلة ولا يحقّ للاحتلال أنْ يمارس هذه الحفريات إطلاقاً لأنّ من حقّ الشعب أنْ يحافظ على أرضه وعلى الآثار وعلى الحضارة القائمة ولا يحقّ لسلطة الاحتلال أنْ تقوم بكلّ هذه الأعمال".


وذكر أنّ هناك متابعة لكلّ ما يجري في القدس بالنسبة للجانب الأردني الشقيق لأنّ وزارة الأوقاف والشؤون والمقدّسات الإسلامية الأردنيّة هي التي تشرف مباشرةً على ترميمات وعلى تعميرات المسجد الأقصى المبارك وعلى الموظفين في الأوقاف الإسلامية في القدس.


وحول البحث بخصوص باب المغاربة مع الوفد الأردني، قال: "إنّ هذا الموضوع يضمّ الجميع ونحن نأمل بطبيعة الحال أنْ تكون المخططات موجودة وكلّ التقارير تشير إلى المخاطر التي تنتج عن هذه الحفريات وعن هذه الاعتداءات سواءً على بوابة المغاربة أو على غيرها من مرافق المسجد الأقصى المبارك".


وطالب الشيخ محمد حسين الوفدَ الأردني وأيّ مسؤولٍ فلسطينيّ يشارك أو يراقب أنْ يكوّن موقفاً واضحاً لثبيت حق المسلمين والحق العربي في هذه المدينة وفي كلّ مرافق المسجد الأقصى المبارك وعلى بوابة المغاربة وطريق المغاربة. كما ناشد الحكومات والدول العربية والإسلاميّة أنْ يهتمّوا بقضية القدس وأنْ لا يقبلوا بأيّ اعتداءٍ يمسّ المسجد الأقصى ومرافقها.


المراجع

alquds-city.com

التصانيف

أدب  مجتمع