الثالوث الإلكتروني لاقتحام التابو ظهرت الشبكات الاجتماعية الإلكترونية مثل: (الفيسبوك) و(تويتر) و(لنكدإن) و(النت لوق) قبل أعوام, واقتحمها الشباب تدريجياً بنسب متفاوتة, ثم بدأ السواد الأعظم من الناس يسمعون بتويتر مع الاحتجاجات الطلابية في إيران ضد تزوير الانتخابات التي جاءت بأحمدي نجاد رئيساً, ثم طغت استخدامات الفيسبوك وتويتر واليوتيوب على الحياة العامة قبل أكثر من عامين مع بداية الثورات العربية في تونس ومصر تحديداً, فاستخدمها الشباب في التواصل بينهم لنشاط كان مقتصراً بشكل كبير على الترفيه والعلائق الاجتماعية أو نشر نفثات إبداعية واجتماعية, وأصبح النشاط أكثر فاعلية في التخطيط للمسيرات والمظاهرات وتعبئة الرأي العام والتهييج والتثوير والنقد السياسي والاقتصادي والديني والاجتماعي والثقافي، وعندها بدأت هجمة الناس في إنشاء حساباتهم على الثالوث الإلكتروني (الفيسبوك وتويتر ويوتيوب) لكسر الحواجز عن الثالوث المحرم (الدين والسياسية والجنس) أو لاستكشاف هذا العالم الجديد الذي كانوا يسمعون به ولم يلجوا عوالمه. وكأي منتج جديد يحرك فضول الناس لاستكشافه برهة ويسيئون استخدامه أحياناً؛ كان لابد أن تستقر الأمور وتهدأ, فانصرف عنه من لا يوافق هواه أو يشبع رغبته أو لا يجد وقتاً أو مهارة أو صبراً لاستخدامه, وبقيت بعد ذلك كثرة كاثرة بدأت تستخدم هذا الثالوث بإرادة وقصد يختلفان باختلاف الناس, فمنهم من انصرف إلى الترفيه وإزجاء الوقت, ومنهم من انصرف إلى جعله مصدراً لمتابعة آخر المستجدات بشكل سريع, ومنهم من يشبع فضوله بالمثير من الأحداث والأخبار, ومنهم من يستخدمه لأغراض أيديولوجية وسياسية. غير أن ما يعنينا هنا هو انصراف عدد كبير من الأدباء والمثقفين والمفكرين إلى هذه الشبكات لنشر أفكارهم وآرائهم وإبداعاتهم, فأصبحت مقاطع المحاضرات واللقاءات والأنشطة والبرامج التلفزيونية والخطب وحلقات الدروس موجودة على اليوتيوب بضغطة زر، والمقاطع الأدبية والخواطر والأفكار وصور المناسبات على الفيسبوك وتويتر ولنكد إن، وأصبح هناك من الشعراء من استعاض عن النشر الورقي بالنشر على الشبكات أبياتاً منثورة ومقاطع وقصائد, كما أصبحت خلاصات المقالات والكتب وزبدة الأفكار, وما كان يجمعه بهاء الدين العاملي في كتابيه المخلاة والكشكول, وما كان يجمعه العلماء في كناساتهم؛ موجوداً مثلها على حساباتهم في تويتر والفيسبوك تحديداً، وهناك من الأدباء من أصبح يلتقي بمتابعيه على تويتر بعشرات الآلاف لمناقشة مؤلفاته ومحاضراته, حتى أصبحت لغة التواصل الأدبي والثقافي والفكري في هذين العامين, وإن كان هناك تخوف من البعض بأنها مثل الرمل لا تحبس ماء ولا تنبت كلأ وأنها قصيرة العمر؛ لكن الذي يتفق عليه الجميع هو سرعة وصولها للقطاع العريض من الناس دون حواجز، وسنرى في مقبل الأيام أشياء أكثر إدهاشاً في هذا العصر الإلكتروني سريع التحول.

المراجع

www.arabicmagazine.com/arabic/ArticleDetails.aspx?id=1782موسوعة الأبحاث العلمية

التصانيف

الأبحاث