حقٌّ عليَّ على بلادي iiأقلقُ
وطنٌ من الأحلامِ يسرقُهُ iiالدّجى
أحلامُ كلّ الجائعينَ iiتطوَّحَتْ
وطنٌ يطوفُ على مدامع iiأهلِهِ
أمواجُها طالتْ عنانَ iiسمائِها
خلجانُهُ امتلأتْ بفيضِ iiنزيفِهِ
فيمدّ أذْرعَهُ لغصْنِ iiنقائِهِ
لتجيءَ أطيارُ الرّؤى iiمبلولةً
يا ما هنا سرْبٌ أتى iiمُتسَرِّبا
وهناكَ سرْبٌ منْ عَصافيرِِ iiالرّبى
كمْ لوّنتْ أسْماءَها بيدِ الضّحى
وحنينُ عُصفورٍ ينَقِّرُ iiوحدَهُ
قد كانَ لي وطنٌ وأهلي ها iiهنا
كانوا وهاجسُهُمْ يلوِّنُ iiبيتَهمْ
أهلوهُ قد حُرِقوا بغصّةِ iiجُوعِهم
كانتْ بهم تقتاتُ لقمةُ خبزِهِمْ
وطني وأمواجُ الجنونِ iiتعتُّهُ
مَنْ ذا لهم فتحوا شبابيكَ iiالهوى
كنّا نظنّ بأنّنا iiولوحدِنا
وظننتُ أنّ الريحَ رُغمَ iiهبوبِها
منْ أينَ نحْوي قد تسرَّبَ ضوْؤهم
مَنْ ذا ومَنْ تجتاحُ أسئلةٌ iiفمي
فأحسُّها في داخلي iiتجتاحُني
الحزْنُ ينْخرُني ويشْنقُ دمْعتي
لالا تسلْ ما زلْتُ يُرْهِقني iiالشّجا
أنا مُتعبٌ وبنصفِ حسرةِ iiأضلعي
مَنْ ذا لهم مَنَحوا أكفَّ iiجنوحِهمْ
لالا ولسْتُ أنا الوحيدَ iiالمُبتلى
وطني ابْتلى مثلي وضاعَ iiمُدمّراً
قد كنْتُ يوماً حينَ أطرقُ بابَهُ
وإذا جلسْتُ هوىً أناغي iiشطَّهُ
حزناً أنثُّ بأحْرفي iiولأجلِهِ
وجَعي يلملِمُني بدمعةِ iiعينِهِ
ويقولُ لي يا شاعري قد iiهاجرَتْ
أنّى وكيْفَ وغيْمتي ما أمْطرَتْ
طارَتْ وغادَرَتِ الطّيورُ عنِ iiالرّبى
هلْ سوْفَ ترْكضُ خلْفها حتّى ترى
هل يا تُرى ما زلْتَ تؤمِنُ أنّنا
يا شاعري شاخَتْ مواجِعُ iiأهلِنا
شابوا وأحلامُ الصّبا لمّا iiتزلْ
هي خطوةٌ بيني وبينكَ iiسيّدي
فالأرضُ ما زالَ اخْضرارُ iiدموعِها
والماءُ والرّيحانُ يُولدُ منهما
فبكلّ همٍّ طرّزوا iiأحزانَهُ
قد كنْتُ يوماً فيه أحلمُ iiبالشّذا
ولسوْفَ يفرُشُ في منابتِ iiعُشْبهِ
وبها تُحَدِّقُ أنْهرٌ منْ iiحُسْنِهِ
لكنّني أحسسْتُ بعد iiضياعِهِ
كلُّ المشاعلِ في يديْهِ قدِ iiانطفَتْ
فلقدْ تكَفَنَتِ الدّروبُ بعُتْمتي
كنّا نُغنّي للعروبةِ iiهَمَّها
جئنا يُقاتلُ بعْضنا في iiبعْضِنا
فمتى ستَجْمَعُني مرايا غرْبتي
أنا شاعرٌ وحْدي قصيدةُ iiأُمَّةٍ
|
|
وعلى الذي يَجْري عيوني iiتأرقُ
وجراحُهُ حزناً بحزْنٍ iiتُورقُ
ولُقيمةٌ من ثغر طفلٍ iiتُسْرَقُ
وبدمعِهِ شفةُ المواجعِ iiتَغرَقُ
وبظلِّهِ يهْوي تعوباً iiزوْرقُ
والآخرونَ لموتِهِ كمْ iiصفّقُوا
فلعلّ يوْماً سوْفَ ينبتُ iiفسْتقُ
برذاذِ أنفاسِ الحنينِ وتنْطُقُ
منْ وهْمِهِ وهناكَ آخرُ iiيلْحقُ
طارَتْ إلى أعْشاشِها iiتتحرَّقُ
والشّمسُ يقلِقُها التّرابُ iiالمُقلَقُ
شبّاكَ حزْني كي يفزَّ تشَوُّقُ
كانوا وفرّقَهُمُ جحيمٌ iiأحْمقُ
بالحبّ حيثُ نجومُهُ iiتتألّقُ
وبنارِهِ وبحبّهم قد iiأُحْرقوا
ولهمْ يجيءُ لِمَا يُعاني iiمُمْلِقُ
بيدِ الجنونِ وبالجنونِ iiسيَغْرُقُ
ولهم تحنّتْ بالهلاهلِ iiأطرُقُ
وبأنّ كلّ دروبِِنا لا iiتُخْرَقُ
ستظلُّ أبْوابي لأجْلي تُغلقُ
وغدَتْ مصائِبُنا بأهلي iiتُحْدِقُ
بلحاحِها يا صاحبي كم iiأشرَقُ
وبأنّني ممّا أُعاني iiأزْهَقُ
وأنا بنصفِ مواجعي iiأتمزَّقُ
أنّى أُجاوِبُ والتّساؤلُ iiيُرْهِقُ
متهدِّمٌ متحرِّقٌ iiمُتمزِّقُ
وإلى مناراتِ الفناءِ iiتسلّقوا
فالأرضُ هوْلاً بالرّعودِ iiتُشَقَّقُ
وبه تنانيرُ الرّصاصِ iiتُحدِّقُ
منْ حُبِّهِ شوْقاً بوجْهي iiيَشْهَقُ
يأتي إليّ بموجِهِ iiيَتَدفّقُ
إنّي بأحزانِ المَلا iiأتخنْدقُ
ويدُ الأسى فيها يُراوغُ iiمُطلِقُ
كلُّ الحمائمِ كيف لا iiسأصفِّقُ
إلا دماً فوقَ التّرابِ iiيُعَتَّقُ
وتعثّرَتْ قدَمٌ بغيْمٍ iiيُهْرَقُ
أيَّ المسالكِ ضيّعوا فتفرَّقوا
يوماً إلى ركْبِ الشّعوبِ iiسنلْحَقُ
وبهمْ كوانينُ الحنينِ iiتُحَرّقُ
بين العيونِ بعطرِهِمْ تَتفوّقُ
لكنّما وجْهي بوجهِكَ iiأطبَقوا
إنّي أشكُّ مع المسافةِ iiيُورِقُ
وطنُ الهوى وبهِ سيعبَقُ زنبَقُ
وبكل غَمٍّ غابَ نجْمٌ iiازْرقُ
سيرشُّني برذاذِهِ iiويُرَقرِقُ
سجادةً فيها تمَاوجُ iiمُونِقُ
ولها المَرايا بالمباهجِ iiتَبْرُقُ
لا شمسَ بعدَ غروبِهِ قد iiتُشْرِقُ
حتّى الذينَ بحبِّهِ قد iiسَوَّقوا
وبها يضيعُ مع المتاهةِ iiفيْلقُ
وإذا الذي فينا أجلُّ iiوأعْمَقُ
ونمُدُّ جسْراً للصّراعِ iiونُطْبِقُ
وتُعيدني نحْوي إليَّ iiالأطرُقُ
سيظلُّ يعْزِفُها الزّمانُ وَينْطقُ
|