هذه التمنيات ليست لي ولا أملك منها سوى إعادة نشرها مرة أخرى، فليس في القلب متسع لمزيد من الأماني، فالقلب مليء بصرخات الجوع ورعشات الموت والخوف الذي يلف أطفال غزة وفلسطين وكل مكان في الأرض يكون الحرب والخوف عنوانا للحياة فيه.
أمنيات السنة الجديدة هي ذات الأمنيات الثلاث التي منذ زمن طويل تغنى بها مظفر النواب، وجع في القلب يأكل دقاته التي لم تعد منتظمة، حلم أصبح كابوساً، يقظة أصبحت نوماً، أماني ثلاث، ترف على رؤوسنا كطائر الموت، ويغيب فينا الأمل، بغاث طير صرنا نستجدي في العراء لعل في العري نقاء!
أحزنني ما كتب عن أن السنة الماضية لم تقم فيها الاحتفالات برأس السنة احتراما للقتل المنظم في غزة، وولت السنة، وجاءت الأخرى، والقتل ما يزال سيد الموقف، ولكن نحن بالرغم من كل الموت والخراب نحتفل بالسنة الجديدة، ولم لا؟! فمشهد الموت أصبح يعيش معنا ونحن أطراف محايدة فيه، نحتفل ونغني بالنصر المؤزر المقبل على أبواب أماني السنة الجديدة!
مرة أخرى على شباكنا تبكي
ولا شيء سوى الريح
وحبات من الثلج.. على القلب
وحزن مثل أسواق العراق
مرة أخرى أمد القلب
بالقرب من النهر.... زقاق
مرة أخرى أحني نصف أقدام الكوابيس.. بقلبي
وأضيء الشمع وحدي
وأوافيهم على بعد
وما عدنا رفاق
..
أي إلهي إن لي أمنية
أن يسقط القمع بداء القلب
والمنفى يعودون إلى أوطانهم ثم رجوعي
لم يعد يذكرني منذ اختلفنا غير قلبي.. والطريق
صار يكفي
كل شيء طعمه.. طعم الفراق
يا إلهي إن لي أمنية ثالثة
أن يرجع اللحن عراقياً
وان كان حزين
يا إلهي رغبة أخرى إذا وافقت
أن تغفر لي بعدي أمي
والشجيرات التي لم أسقها منذ سنين
وثيابي فلقد غيرتها أمس.. بثوب دون أزرار حزين
صارت الأزرار تخفى.. ولذا حذرت منها العاشقين
لا يقاس الحزن بالأزرار.. بل بالكشف
إلا في حساب الخائفين.
كل عام وانتم بأماني جديدة، ربما يكتب لها أن تتحقق، إذا ما عرفنا أننا نحتفل في العراء وللعراء برؤوس محنية!
المراجع
جريدة الغد
التصانيف
صحافة جريدة الغد جهاد المحيسن