مالي أرى سحباً دهْماء من iiعثنِ
والليل يطمر وجه البدر في iiحللكٍ
حتى النهـار اتاني رأسه خضبا iiً
الدهر والريح والايام iiتندبني
بالله هذا عزاء الام ّ iiاسمعهُ
ناديت أمَاه وسط الناس منذهلا ً
أمَاه لا تتركيني دونما خبر iiٍ
على يدي اتاها الموت في عجل iiٍ
لو كان حرباً لنازعت الجيوش iiلها
مطاعنا ً دون أمّي حاسراً صلباً
لكن أمر العلى قد رف iiبيرقهُ
قد سوّر القلب والأكباد iiبالفتنِ
وأطلقت سحب الأجفان غلتها
وشيّد النوح والآهات أسورتي
يلتاع قلبي سرير المهد iiاهجرهُ
كيف الرحيل وناب الجوع iiينهشني
أمَاه ردّي غيوم البعد بارقة iiً
أمَاه هبّت مآسي الدهر مسرعة iiً
أمَاه هذي زوايا البيت لاطمة iiً
حملت نعشك نواحاً iiومضطربا
يا حافر القبر وسعْ مضجع الكفنِ
يا حافر القبر أنْ تدري iiمكانتها
يا حافر القبر لا تنهي على عجل iiٍ
يا حافر القبر مهلا كي iiأودعها
يا حافر القبر اجعلني iiبجانبها
واريتك الترب عن بدٍّ وعن مضض iiٍ
فقد بكيت بكاءا ً كاد iiيسمعه
أماه مَنْ في صباح الغدّ iiيوقظني
و مَنْ لدائي اذا غارت iiعساكرهُ
مَنْ يسكب الماء عند الباب في سفري
ومن تسامر نجم الليل واجفة iiً
بحر الحنان وعشب الدفء iiساحلها
أمّي قلادة جيد الشمس في العلنِ
صماء بكماء في محرابها iiسجدت
كل العيون إلى إيمائها iiشخصت
هيهات يسري حديث بين مجلسها
فيها الأمومة قد دكت iiمعاولها
اذ العفاف وثوب الطهر iiملبسها
الصبر والحزم في لبناتها iiطنبٌ
يا من حوت املآ في كل نازلة iiٍ
تقتات منها نجوم الكون iiزينتها
أصبحت في الدهر من بعد الفراق سدى
في رحمة الله يا أمَاه iiاضطجعي
|
|
أهوالهنّ جلاء الخير iiوالحسنِ
والصبح ينعى أفول الشمس في الزمنِ
قد شق جلبابه في ساحة iiالشجنِ
مستصرخات ٍ فناء البيت iiوالركنِ
امْ زلزلت نفخ يوم النار والعدنِ
فلا جواباً ولا أيماء iiينقذني
فالموت لا يفصل حبّ الأم ّ iiللأبنِ
يستل سيفاً عقيماً فاقد iiالمننِ
اسل سيفاً غليظاً وارد المحنِ
هيهات تدنو سرايا الموت في iiالطعنِ
فاستسلم العقل للأقدار iiوالسننِ
واستوطن الجرح والآلام في iiالبدنِ
تكوي الخدود بنار ٍ من لظى iiالدخنِ
وجثّت النفس وسط اليأس iiللوسنِ
مازلت ارغب للأكتاف والحضنِ
أني إلى الآن لم اشبع من iiاللبنِ
مازلت أخشى ظلام الليل iiوالدجنِ
كما الخيول إذا هدّت بلا iiرسنِ
حتى الستائر والجدران من جننِ
فكيف للقبر اهدي روعة iiالفننِ
فهي الحياة بحجم الكون iiوالوطنِ
شلّت يداك من الحسرات iiوالحزنِ
كي تطلق العين فيها دمعة iiالزمنِ
وداع أبن ٍ بدا شيخوخة الوهنِ
فكيف أمضي الى بيت ٍ بلا iiسكنِ
كأن ّ كفي نسى برا ً iiيسيرني
من في القبور ومن في الريف iiوالمدنِ
وأيّ كفٍّ بطيب النفس iiتلقمني
وأيّ عين ٍ تسيل الدمع iiكالمزنِ
بالحفظ تدعو وفي خير ٍ تودعني
حتى الرجوع بدفء الحضن iiتأخذني
يا أغلى أمًّ توازي التبر في iiالثمنِ
لا الكسف يحجبها لا السحب ذو الغضنِ
عساكر النطق والإصغاء iiوالإذن
فتسمع العين قولا ً بالحديث iiغني
قد أفحمت كل راو ٍ ناطق ٍ iiلسنِ
معاقل الظلم والأهوال iiواللزن
ما شرّعت بابها يوما إلى iiالدرنِ
أسّ الثبات امام الأفك iiوالأحنِ
لم تلبس اليأس جلباباً ولم تهنِ
امّي مع الفجر حبل ٌ شدّ كالقرنِ
أمّاه ياليت لم أولدْ ولم iiأكنِ
فلن أرى مثل هذا اليوم يفجعني |
عنوان القصيدة: أفول الشمس
بقلم صادق درباش الخميس
المراجع
odabasham.net
التصانيف
شعر الآداب