لا يستطيع أحد أن يدعي أن الحراك في الأردن ليس سلميا، وأن الشعور العالي
بالمسؤولية هو الذي يحرك الناشطين هنا أو هناك، لكن ثمة محاولات مكشوفة لجر
الحراك إلى مربع العنف غير المقبول وغير المحمود، وثمة من يدفع نحو هذا
التصعيد. وببساطة فمن يدفع باتجاه توريط الحراك الشعبي نحو العنف يراهن على
الحصان الخاسر.
قبل أيام تعرضت السيدة توجان فيصل للتهديد بالقتل من
قبل مجهولين، طلبوا منها عدم التوجه لمدينة الكرك تلبية لدعوة وجهت لها
لإلقاء كلمة في ندوة حول الحراك الشعبي المطالب بالإصلاح. وبحسب توجان فيصل
أن ثلاثة أشخاص حضروا إلى باب منزلها وسألها اثنان منهم إن كانت متوجهة
للكرك للمشاركة، وتابعت "أجبت بتأكيد توجهي للكرك، فأخبرني اثنان من
الموجودين: الأفضل ألا تذهبي إذا بدك تظلي عايشة.. فيما كشف الثالث عن مسدس
كان يحمله تحت معطفه، وهو ما أشعرني بجدية التهديد". واتصلت فيصل بمكتب
رئيس الوزراء الذي أبلغها نفي المخابرات أي علاقة لها بالأمر، وأمنت لها
الحماية للذهاب إلى الندوة وفي طريق عودتها.
وهذا التهديد ليس الوحيد
الذي يتعرض له البعض ممن يؤازرون الحراك، وربما كانت حادثة السيدة توجان قد
حظيت بالتغطية الإعلامية المناسبة، وتمكنت من الاتصال بمكتب برئيس الوزراء
وتم تأمين الحماية اللازمة لها. هذه الأفعال الشنيعة تتكرر وعلى مستويات
مختلفة، والبعض منها يعرفه الناس وتتمكن وسائل الإعلام من متابعته وإعطائه
بعدا جماهيريا، لكن هنالك حوادث لا يعرف عنها الناس ويقتضي حبنا لوطننا
والحفاظ على أمنه الحديث عنها والتعريف بها.
منذ أكثر من ثلاثة أسابيع
يتعرض الناشط السياسي والاجتماعي مجدي خليل القبالين من الطفيلة لحملة
تهديدات من خلال الهاتف بسبب مشاركاته في مسيرات تطالب بالإصلاح، و قام
بإبلاغ السلطات المختصة عن هذه التهديدات التي يتعرض لها، إلا أن ساكنا لم
يحرك في هذا السياق، وبقيت تلك التهديدات مستمرة عبر الهاتف الخلوي، وقدم
شكوى بهذا الخصوص ولكن لم يتم حدوث شيء. وقبل يومين تعرض خليل وذووه لحملة
ليلية من رمي الحجارة على منزلهم في الطفيلة، إذ سمعت العائلة حوالي
العاشرة مساء صوت دوي وحركة في ساحة المنزل، وعند قيامهم بالتأكد من
مصدرالصوت لم يلاحظوا شيئا بسبب الظلام الدامس، ولكنهم تفاجأوا صباحا بأن
ساحة المنزل تملأها الحجارة التي على ما يبدو كانت ترمى على المنزل من
منطقة جبلية قريبة، ما ادى إلى اصابة السيارات الخاصة بالعائلة بأضرار
مادية إضافة إلى ممتلكات أخرى. و قام القبالين بإبلاغ الجهات المختصة للحد
من تلك التهديدات.
مسألة التهديدات ومن يقوم بها يجب أن توقف لأن من يفكر بهذه الطريقة يسعى إلى خلق فوضى، ونحن نؤكد أن الفوضى تخدم أعداء الوطن وحدهم.
المراجع
جريدة الغد
التصانيف
صحافة جريدة الغد جهاد المحيسن