محكمة الزربليطي؟!
(1)
لا تصرُخْ، نحن هنا صُمُّ
لا قلبَ يَرقّ، ولا فَهْمُ
مَا دمتَ دَخلتَ إلى السجنِ
فَلدينا، أنكَ مُتَّهَمُ ؟!
(2)
لا تصرُخْ، نحنُ هنا صُمُّ
مَطلوبٌ منّا أن نحيَا
آلاتِ العَسْفِ أو القهرِ
لا تحسَب أنَّ لنَا حِساً
فَمُهِمَّتُنَا سَحقُ البَشرِ ؟!
(3)
قَد نُلغي للأَعمَى بَصَراً
أو يُلغى للأعْمى بَصرُ ؟؟!
قد نَفْعَل مَالا يَفعَلهُ
في الحربِ عدوٌ بالآخر
فَلدينا آلات البَترِ
ووَسَائلُ لَمْ تُعْرَفْ يَوماً
في الشرقِ، لسَحْقٍ أو كَسرِ
وأَخفُ عَذابٍ نَعرفهُ
أن يُقْلَعَ مِن أيدٍ ظُفرُ
(4)
مَطلوبٌ مِنَا أن نُلغي
الإحساس بأنكَ إنسانُ
أن تَسمع مِنَّا ألفاظاً
أن تُبصر مِنَّا أعمالاً
ومزيداً مِنْ هولِ الرُعبِ
بالرَكلِ وأنواعِ الضربِ ؟!
(5)
مطلوبٌ منّا أن نمحُو
مِنْ ذِهنك أفكارَ الرَفض
أن يُلغى نومُكَ في الليلِ
ونُذيقَك أصنافَ الويلِ
أن تُرهَق صُبحاً بالألمِ
أن تَقبل مُختلفَ التُهَمِ
حتى تَغْدو في أيدينا
مِطْوَاعا ليسَ لهُ أمرُ ؟!
(6)
أو لَستُم مِنْ هَذا الوَطنِ ؟!!
- كنّا، ولنا أهلٌ فيهِ
لكن مُذ جِئنا للسجنِ
واختْرنَا فرعَ التَحقيقِ
وتدرجْنا في التعذيبِ
لَمْ يَبقَ لَدينَا إحسْاسٌ
أو عاطفةٌ لأهاليهِ !؟
(7)
لا تُخضِع أفكار العصرِ
لخرافاتٍ وأباطيلِ
أو نَحكُمُكم بالقانونِ ؟؟
ونَعودُ إلى العصرِ الحَجَري
وَنعيشُ بِعهدِ حمَوُرَابي ؟!
(8)
الحقُّ لَدينا سلطانٌ
وقضاءٌ أمر السلطانِ
يعَفو أو يقضى لا فرق
فالحُكْمُ عدالتُه الكبرى
لا تعرِفُ حق الإنسانِ !؟
(9)
لا نقبلُ أن يأتي أحدٌ
ليقولَ : برئٌ يُتَهمُ
لا نقبلُ، لا نَرضى قولاً
إن جاءَ الأمرُ أو الحُكمُ
فعلام نُخَوَّلُ بالقتلِ
ونؤيَّدُ بالحكم العُرفي ؟
إن كان سجينٌ يفترضُ
فينا الأَخطاءَ ويعترضُ !؟
(10)
- لو كانَ الجَاني جَاسوساً
أو حاكمتُم أسْرى الحربِ ؟
أَيُلاقون الحدَّ الأدنى
مما لاَقيْنا في السِّجنِ ؟
(11)
الأسرى لا يُؤتى بهمُ
فَلَهُمْ بِدمشقَ التَكريمُ
يُعفى عَنهم أو يُعتَذرُ
هل يُعقلُ أن يَأتي حُكمٌ
من جَاسُوسٍ باعَ الوَطنا
ليحاسبَ جَاسوساً آخر ؟
(12)
كوهينٌ ماتَ، فهل غَابَتْ
عن هذا الربعِ كواهينُ ؟
فبقايا الخائنِ مَا زالت
طاعوناً يَجرى في دَمِكُم
وبِذاراً يخرُجُ بالنَّكدِ ؟!
بقلم يحيى بشير حاج يحيى
المراجع
odabasham.net
التصانيف
شعر الآداب