بحسب ما نقلته صحيفة الإندبندنت، فإن الجيش السوري تمكن من اعتقال محمد الظواهري، شقيق زعيم تنظيم القاعدة أيمن الظواهري في درعا، بينما كان يلتقي بعدد من الثوار ضمن بعثة مساعدات إنسانية، والسؤال ما هو شكل المساعدات الإنسانية التي يقدمها الظواهري الأخ للثوار؟
بالضرورة ما يحمله محمد الظواهري ليس غذاء أو دواء لتضميد جراح السوريين، أو خطة سياسية لنزع فتيل الصراع الدائر على سورية، فكل ما يدور على أرض الشام يؤكد أن الثورة السورية ليست فعلا سوريا خالصا، وأن التقارير الدولية تتحدث عن وجود عشرات  من الجنسيات التي تقاتل في سورية، وهذا بحد ذاته يؤكد على أن  طبيعة الصراع المفتوح على الأراضي السورية ليس إلا سلسلة من سلسلة الصراع الدولي على سورية، وأن أدواته من السلفية الجهادية؛ وغيرها من القوى  الدينية الإسلامية والليبرالية هي الأكثر حضورا  والأكثر تناغما مع المشروع الغربي التفكيكي لسورية، والذي تستفيد منه دولة العدو الصهيوني في نهاية المطاف بعد إنهاء الدولة والجيش السوري.
فوجود محمد الظواهري بحسب ما ورد في الصحيفة وعلى لسان الثوار "السلفيين" من مختلف جنسيات العالم، جاء ضمن بعثة مساعدات إنسانية، ولم يشارك الظواهري في أعمال الثورة، كما يزعم الثوار أنه تقدم باقتراح هدنة محلية بين- الإخوة الأعداء- لتمكين وصول المساعدات للثوار الذي من الواضح أنهم في وضع لا يحسدون عليه.
فالواقع على الأرض يؤكد أن المجموعات السلفية التي تقاتل في سورية ليست معنية بحلول سياسية، وأنها تسعى لتعزيز ثقافة الموت، فالقاعدة مبكرا حشدت مجموعاتها المحمولة والتي تتنقل في أي مكان في العالم العربي للقتال، وسورية الآن هي الهدف وليست  فلسطين، فكل ما يمت لقضية تحرير فلسطين وقتال العدو الصهيوني ليس في حساباتها، لذلك ثمة تناغم بين ما يفكر به قادة هذه التنظيمات المقاتلة والمتقاتلة  والمشروع الغربي، فأيمن الظواهري زعيم تنظيم القاعدة، كان قد أعلن  مبكرا أنه من واجب المسلمين الجهاد ضد "النظام السرطاني الخبيث" في دمشق وليس العدو الصهيوني.
الإسلاميون ومن يتحالف معهم في سورية قدموا أنفسهم على أنهم ضرورة لا غنى عنها للغرب، لذلك تدفقت المساعدات العسكرية والمادية لمواجهة السرطان السوري، ولم يكن الدين سوى أداة للسيطرة والتخريب، فالسلفيون في سورية حلفاء للغرب يمكن الوثوق بهم لأن الحاجة في سورية تستدعي ضرب كل مفاصل الدولة السورية، وتقديمها على مذبح الحرية الذي ينسجم مع تطلعات القوى الغربية.  لكن ينسى أو يتناسى أنصار هذا التيار؛ أن ما حدث في مصر وتونس  أدى إلى تدنٍّ واضح في شعبية التيارات الإسلامية، وأن التيارات المقاتلة في سورية، بما فيها السلفيون، ليست في المعسكر المضاد للغرب، بل حلفاء أصيلون يمكن الاعتماد عليهم، طالما أن فلسطين ليست الهدف في مشروعهم الجهادي، وطالما أن الحلفاء الليبراليين والإسلاميين من مختلف المشارب متفاهمون ضمنا على ضرورة  التخلص من النظام السرطاني الخبيث في دمشق وليس تل أبيب.

المراجع

جريدة الغد

التصانيف

صحافة  جريدة الغد   جهاد المحيسن