اصعب ما نختبره هذه الايام بعد قرار الحكومة ان يلحق البعض الاذى والضرر بالحقوق العامة والخاصة، فان هذا الاذى لايقل قسوة عن قرار رفع الاسعار، ويضعف النسيج الاجتماعي ويعرضنا لتحديات شديدة الصعوبة شهدتها عدد من الدول العربية، وبعضها ما زال يكتوي بنار الفرقة والتناحر وتبادل اللوم والتخوين وغير ذلك من المفردات التي راجت في هذه المرحلة، حيث انتقلت اطراف الصراع الى تحصيل الاهداف بالقوة، والنتائج دفعت باقتصادات هذه الدول الشقيقة الى الفقر والاخفاق المالي والاقتصادي، ورافق هذا الوضع خسائر بشرية ومادية باهظة يتحملها ابناء هذا الجيل قد يمتد لاجيال قادمة.

تعبير الرأي واحترام الرأي الآخر قاسم مشترك مهم لاجتياز هذه المرحلة دون غبن لاي طرف من الاطراف، ومن حق العامة ان ترفض قرار رفع الاسعار وان تعبير هذا الرفض يجب ان لايصاحب بتعطيل الحياة العامة او الحاق الضرر بالمجتمع، وان الحكومة التي اتخذت هكذا قرارات عليها ان تتحمل رأي الشارع بما اقدمت عليه، والمطلوب منها العمل بأقصى درجات الافصاح والشفافية، بحيث توحد ارقامها وتقديمها بعدالة الى المواطنين والمهتمين بعيدا عن التهويل واستخدام ارهاب المواطنين من مستقبل قاتم، والابتعاد عن جيوب الناس التي لم تعد ما لديها لاسعاف اخفاق مالي واقتصادي متراكم للحكومات السابقة وصولا الى حكومة النسور التي تشهد اسبوعا حافلا من الانتقادات مصحوبة بالتغيير.

الحكومة كما المواطنين مطالبون بأن لا يغلقوا ابواب الحوار، وان تحتكم العامة الى الاطر الديمقراطية بدءا من التعبير صراحة الى الاعتصامات مع المحافظة على مواصلة تقديم الخدمات للمواطنين وصولا الى السلطة التشريعية، وعلى الحكومة ان تسمع الى صوت المواطنين والهيئات ومؤسسات المجتمع، فالمراجعة ضرورية للقرارات الاخيرة لاسيما ونحن على ابواب فصل شتاء صعب على الجميع بخاصة الفقراء الذين لايعرفون اي الوسائل الافضل للافلات من برد لايرحم خلال شهري كوانين، لاسيما وان الدعم النقدي الحكومي برغم كلفته على المالية العامة الا انه زهيد ولا يلبي الحد الادنى من متطلبات الاسر الاردنية الفقيرة والمتوسطة الحال.

الاخطر من هذه الاحتجاجات الذي اساسها مطلب معيشي يرتبط باحتياجات تضررت كثيرا جراء سياسات مالية واقتصادية حكومية متراكمة، ان يتم السطو على احتجاجات المواطنين على رفع الاسعار والعمل على تغيير اتجاهاتها لخدمة اجندات واهداف معروفة، علينا ان نحرص على الوطن وحمايته فالحكومات تأتي وتذهب اما الوطن فيستحق منا اكثر ولترجمة ذلك علينا ان لا نغلق الابواب في وجوه بعضنا البعض، وهذا اجدى واعدل.


المراجع

جريدة الدستور

التصانيف

صحافة  خالد الزبيدي   جريدة الدستور