تواجه صناعة النفط العالمية تحديات كبيرة خلال الاعوام القليلة المقبلة بدءا من العام 2013، وفي مقدمة هذه التحديات تراجع الطلب العالمي على الطاقة في ضوء تداعيات ازمة الديون السيادية في منطقة اليورو، والانكماش الاقتصادي في اوروبا، وحالة عدم اليقين تجاه نمو الاقتصاد الامريكي المهدد بازمة مالية جديدة، ويأتي المخزون الامريكي من الصخر الزيتي والغاز الطبيعي للتأثير على العرض والطلب في اسواق النفط العالمية، وهذه التحديات تضع المنتجين والمصدرين والمستهلكين امام اسعار جديدة للطاقة.
الغاز الامريكي ساهم في تهدئة الاسعار العالمية للغاز بالرغم من عدم تصدير الولايات المتحدة للغاز لاسباب لوجستية وحاجة الاقتصاد الامريكي للطاقة باعتباره اكبرمستهلك للطاقة في العالم، وادي الى توسيع فروقات الاسعار لخام القياس الامريكي ( وست تكساس عالي الجودة) مع خام القياس العالمي ( مزيج برنت) بمعدل يبلغ 25%، وهذا الوضع قد لا يستمر في ضوء زيادة الانتاج النفطي للصين ثاني اكبر مستهلك للطاقة عالميا، ويمهد الطريق امام تبدلات جوهرية في تجارة النفط العالمية.
الاردن ضمن الدول التي تعاني من عبء فاتورة الطاقة حيث يستورد 97% من احتياجاته وفق الاسعار السائدة علما بان الاردن يختزن اكثر من 50 مليار طن من الصخر الزيتي تعادل حسب ارقام رسمية نحو 5 مليارات طن من النفط الخام اي (36.5) مليار برميل نفط، هذا المخزون يحتاج لاستثمار مكلف ومجد استثماريا واقتصاديا واستراتيجيا، يضاف اليه مخزون البلاد من الغاز الطبيعي المتاح في حقل الريشة، اي ان الفرصة مؤاتية لتحول الاردن من الدول المستوردة الى نادي الدول المصدرة للنفط.
ان تسريع وتيرة التنقيب عن مخزونات البلاد من الموارد الطبيعية قادرة على النهوض بالبلاد اقتصاديا وماليا، لاسيما وان معظم مخزوناتنا الطبيعية مؤكدة في محافظات الجنوب وهي الاكثر فقرا، ومع توفر الطاقة باشكالها المتعددة تصبح البلاد قادرة على تحلية المياه وتخضير المناطق التي تعاني من التصحر، بما يساهم في ردم الفجوة الغذائية والاستهلاكية التي توسع العجز التجاري الذي يهدد الرصيد الجاهز من العملات الاجنبية.
الصخر الزيتي والرمل القطراني اصبحا ثروات حقيقية في كندا واستراليا والصين ودول اخرى وحري بنا اعادة النظر بكافة المفاهيم والمقولات التي سّوقت الينا ردحا من الزمن وتحديدا منذ منتصف ثمانينيات وتسعينيات القرن الماضي، مفادها تدني الجدوى الاقتصادية ونقص المياه والتلوث، فالطاقة محرك رئيس للنمو وهي قادرة على جسر فجوات مزمنة، ومعالجة قضايا الفقر والبطالة، وان المجتمع الاردني الغني بالموارد البشرية من حيث الفئات العمرية والتعليم الذي يعد في مقدمة دول العالم قادر على نقل البلاد الى مصاف الاقتصادات الصاعدة بالاعتماد على الاستثمار والانتاج الحقيقي بعيدا عن فقاعات صناعة المال التي اطاحت بالاقتصادات والاسواق الكبيرة، وما حصل في منطقة اليورو واليابان وامريكا مثال حي على ذلك.
المراجع
جريدة الدستور
التصانيف
صحافة خالد الزبيدي جريدة الدستور