كشف باحثون من جامعة أوريغون للصحة والعلوم النقاب عن اكتشاف جديد يشير إلى أن حبس إنزيم دماغي معين يؤدي إلى إعادة ترميم ما يصيب الدماغ من أضرار أو تلف نتيجة للإصابة بأمراض معينة، منها التصلب اللويحي المتعدد وقائمة كبيرة أخرى من الأمراض العصبية.
 
ويذكر أن هذا الاكتشاف سيكون له تأثير إيجابي مهم على العديد من الحالات، أهمها حالات التصلب اللويحي المتعدد، فضلا عما تسببه حالات كثيرة من مضاعفات ناجمة عن نزع الميالين (Demyelination) من الخلايا العصبية الدماغية. وتنجم هذه الحالة عن أمراض متعددة، وذلك كونها تفضي إلى دمار الميالين، وهو الغلاف العازل المحيط بالخلايا العصبية الدماغية، أو بإصابته بالأضرار.
 
ويشار إلى ان هذه إصابة الغلاف المذكور بالأذى تعطل قدرة الخلايا العصبية على التواصل مع بعضها بعضا، ما يفضي إلى حدوث العديد من المشاكل الحركية والحسية والمعرفية.
 
وأوضح الدكتور لاري شيرمان، وهو بروفيسور في الجامعة المذكورة وقائد الدراسة الحالية، أن نتائج هذه الدراسة تدل على أنه تم التعرف على هدف جديد لتوجيه الأدوية لدعم عملية إعادة ترميم غلاف الميالين في الدماغ لدى مصابي أي اضطراب يؤدي إلى إصابته بالأذى. وأضاف أن أي علاج يقوم بدعم استعادة الخلايا العصبية لغلاف الميالين يغير حياة الملايين من المرضى حول العالم.
 
وتجدر الإشارة إلى أن مختبرات شيرمان تقوم منذ ما يزيد عن 14 عاما بدراسة مرض التصلب اللويحي المتعدد وغيره من الحالات التي يصاب بها غلاف الميالين بالأذى أو الدمار.
 
ففي عام 2005، اكتشف الدكتور شيرمان مع فريقه البحثي وجود جزيء يعرف بحمض الهيالورونيك  (hyaluronic acid) يتراكم في المناطق المصابة في أدمغة البشر والحيوانات الذين لديهم مناطق منزوعة الميالين في الدماغ أو النخاع الشوكي.
 
وقد بنيت الدراسة الحالية على تلك الدراسة، إذ بينت أن هناك إنزيما معينا يحمل اسم هَيالُورونِيداز  (hyaluronidase) يساهم في فشل عملية ترميم غلاف الميالين.
 
وقد وجد أن مستويات هذا الإنزيم تكون مرتفعة جدا لدى مصابي التصلب اللويحي المتعدد.
 
وقد علق فريق البحث، والذي تضمن الطبيب ستيفين باك، وهو اختصاصي بطب أعصاب الأطفال؛ وعالم الأعصاب، الدكتور ماتسوموتو، وهما من الجامعة المذكورة، على ذلك مشيرين إلى أن حصر نشاط الإنزيم المذكور يساعد على تمابز الخلايا المشكلة للميالين وإعادة تكون هذا الغلاف، وذلك من خلال تجربة أجريت على حيوانات مصابة بمرض مشابه للتصلب اللويحي المتعدد.
 
وتجدر الإشارة إلى أن الدواء الذي استخدم لحصر نشاط الإنزيم المذكور أحدث تقدما في أداء الخلايا العصبية لوظائفها.
 
أما الخطوة القادمة التي يعتزم القيام بها، فهي إنشاء أدوية تستهدف، وبشكل محدد، الإنزيم المذكور. فقد أوضح الدكتور شيرمان أن الدواء الذي تم استخدامه أثناء الدراسة المذكورة لا يمكن استخدامه في علاج المرضى، وذلك نظرا لكونه قد يسبب أعراضا جانبية شديدة أو حتى خطرة. أما إن أنشئ دواء يستهدف ذلك الإنزيم بشكل محدد، فمن المتوقع أن تكون أعراضه الجانبية بسيطة، إن وجدت.
 
ويجدر التنويه هنا، بناء على ما ذكره الدكتور شيرمان، أن نتائج الدراسة المذكورة لا تدل بالضرورة على أنه قد تم اكتشاف علاج شاف من مرض التصلب اللويحي المتعدد، ذلك بأن هناك العديد من العوامل التي تلعب دورا في المشاكل المتعلقة به وبغيره من الأمراض الناجمة عن نزع غلاف الميالين، إلا أن اكتشاف الإنزيم المذكور وما يسببه من أضرار، فضلا عن إيجاد علاج مناسب لكبحه، سيسهم بشكل كبير في علاج هذه الأمراض.

المراجع

altibbi.com

التصانيف

صحة   طب   العلوم البحتة