كشفت دراسة أسترالية جديدة عن وجود دواء لا يزال يخضع للتجربة يهدف لمساعدة مصابي ارتفاع الكوليسترول الذين لا يستطيعون تحمل استخدام الستاتينات (statins) نتيجة لتسببه بإصابتهم بآلام عضلية.
وتعرف الستاتينات بأنها مجموعة دوائية تستخدم بشكل شائع لخفض مستويات الكوليسترول في الدم، إذ تقوم بذلك عبر كبت نشاط مادة كيماوية في الكبد تعد مهمة في عملية إنتاج الكوليسترول.
وعلى الرغم من أن الكوليسترول يعد مادة مهمة لقيام الجسم وخلاياه بأداء وظائفهم، إلا أن المستويات العالية من الكوليسترول السيء تسبب أمراضا عديدة، منها تصلب الشرايين والسكتات الدماغية والذبحات الصدرية.
وتتضمن المجموعة الدوائية المذكورة العديد من الأدوية، منها الأتورفاستاتن والفلوفاستاتن.
أما في ما يتعلق بالدواء الجديد، ففي المرحلة الثانية من اختباره، والتي استمرت لمدة 12 أسبوعا وأجريت في 33 موقعا حول العالم، شارك مصابون بارتفاع مستويات الكوليسترول ممن كانوا يشعرون بآلام عضلية عند استخدام الأدوية التي تقع ضمن مجموعة الستاتينات. وقد تم تقسيم هؤلاء المشاركين إلى مجموعتين، حصلت المجموعة الأولى على جرعات مختلفة من الدواء الجديد، والذي يحمل رمز (AMG145) ويعطى عبر الحقن. أما المجموعة الثانية، فقد حصلت على دواء كاذب، وهو دواء مشابه تماما لما تتم دراسته، لكن دون أن يحتوي على مادة فعالة.
ومن الجدير بالذكر أن الدواء الجديد يقع ضمن مجموعة من الأجسام المضادة تحمل اسم الأجسام المضادة وحيدة النسيلة (Human monoclonal antibodies) وهي أجسام مضادة بشرية طبيعية يجرى عليها تعديلات جينية في المختبر، حيث يتم استنساخ أعداد كبيرة منها وتقديمها لجسم المصاب لاستهداف العضو أو المستقبل المطلوب.
أما عن النتائج، فقد انخفضت مستويات الكوليسترول السيء لدى من حصلوا على ال (AMG145) بنسبة وصلت لما بين ال 41-63%، وذلك من دون أن يصابوا بأعراض جانبية عضلية واضحة، وذلك حسبما ذكر قائد الدراسة، الدكتور ديفيد سوليفان من مستشفى رويال برنس ألفريد، وزملاؤه.
وأضاف الباحثون أن درجات انخفاض مستويات الكوليسترول السيء لدى من أخذوا الدواء المذكور كانت مماثلة لدرجات انخفاضه لدى مستخدمي أعلى جرعة من أكثر أدوية الستاتينات فعالية.
وقد علق على ذلك الدكتور كينيث أونج، وهو رئيس قسم أمراض القلب في مركز بروكلين هوسبيتل، مشيرا إلى أن أكثر عناصر هذه الدراسة إثارة للاهتمام هو استخدام الأجسام المضادة للسيطرة على ارتفاع مستويات الكوليسترول السيء.
وأضاف أن ما أظهرته هذه المرحلة من الدراسة يعد مثيرا للإعجاب ويشجع على إجراء المزيد من الأبحاث حول هذا الدواء. فإن أكدت دراسات أخرى تشمل أعدادا أكبر من المشاركين وتستمر لمدة أطول على ما وجدته هذه المرحلة من الدراسة من حيث انخفاض التأثير على العضلات مع الحصول على نفس فائدة تالستاتينات، فإن هذا سيقدم فائدة كبيرة للعديدين
المراجع
altibbi.com
التصانيف
صحة طب العلوم البحتة