لا شك أن قانون الانتخابات النيابية الأخير والمؤقت قد أعطى فرصة متساوية لكل أردني وأردنية ممن تنطبق عليه شروط الترشيح أن يفعل ذلك. لكن السؤال الحياتي المضاف إلى ما سبق من حقوق، هل يتساوى المرشحون الحاليون من حيث مبررات ترشحهم أو بنسبة المتوقع أداؤه من قِبلهم في حال فوزهم ابتداء؟
بعد متابعتي كمتخصص في دراسة الحركات الاجتماعية ومنها الانتخابات في معظم الدوائر الانتخابية بالمملكة، يمكن تقسيم المرشحين ولغايات التحليل العلمي والإعلامي، فقط، مع الاحترام لجميع المرشحين، إلى نوعين رئيسين هما:-
- النوع الأول، مرشحون عُرِف عنهم تاريخيا اهتمامهم الواضح في القضايا العامة دائما؛ لذا فهم يمتلكون متطلبات سابقة للترشح منها: مقومات اعتبارية ومادية وسياسية خطابية وعلمية ربما، كون القانون لم يشترط مستوى التحصيل العلمي للراغب في الترشح، الأمر الذي يخول الكاتب وصفهم بأنهم يمتلكون إقرارا اجتماعيا بأهليتهم القبلية، والمقصود بهذا الإقرار ببساطة أن آذان الناخب لن تصاب بوخزات ضمنية ومؤلمة عند سماعه بترشح أي من هؤلاء المرشحين؛ وبالتالي هناك تقبل أوليّ لدى الناخب لترشحهم، كونه العامل الأساس وكصاحب مصلحة وتأثير في العملية الانتخابية ونتائجها دائما.
إذن، هذا النوع الأول من المرشحين وهم مؤهلون ومتنافسون على أداء أدوارهم الرقابية /السياسية بشكل مطمئن لاحقا من وجهة نظر الناخب كأساس، مع الأخذ بالاعتبار الفروق الفردية لدى كل منهم قبل الترشح وبعد الفوز افتراضا.
هؤلاء المرشحون يمكن أن يدفعوا جُل الناخبين في التفكير بالمفاضلة بينهم بناء على درجة وميول الناخب نحو أي منهم؛ وهم الذين يرسمون بمنافساتهم، كل في دائرته الانتخابية بالمملكة، ملامح مجلس النواب المقبل، من حيث مكوناته والخلفيات الاقتصادية والاجتماعية لأعضائه، وهل سيكون معظمهم من أصحاب الأموال فقط، أم أنهم من أهل الخبرة السياسية والحضور الاجتماعي كونهم قادة محليين في الوقت ذاته، أم من العائدين التفافا أو عنوة -لا فرق- على مبرر حل المجلس السابق، خصوصا بعد قراءتنا وفي عرف نيابي جديد أردنيا أسماء قوائم جماعية لبعض الأحزاب في مختلف محافظات المملكة.
وإن كنت أقرأ في الوقت ذاته أسماء لمرشحي الباطن ربما لأحزاب أردنية لم ترغب، ربما، في إعلان قوائمها الباطنة، لعل وعسى أن ينجح بعضهم بأسماء عشائرهم سواء حوكموا أو لم تعلن الأحزاب الأخرى المتخفية فيهم عن نيتها بذلك. ألم نقل أن مجمل هؤلاء المرشحين مدعاة للتفكير.؟
أما النوع الثاني فهم المرشحون "الموسميون" بعضهم ترشح مناكفة (دقاره) بآخرين، وآخرون ترشحوا للتذكير بأنهم ما زالوا موجودين، رغم أنهم غابوا عنا عن العين ربما؛ وهؤلاء كأصحاب رد فعل، وليس الفعل الناضج عبر الموسم الانتخابي، ربما لن يكونوا مؤثرين سواء في نتائج الانتخابات الحالية، أو حتى بعد فوز بعضهم في المجلس المقبل، ألم نجتهد بالقول أن هدف هؤلاء المترشحين هو التذكير بأنفسهم رغم خساراتهم المادية والمعنوية المضافة؟ أي انهم مشروع التذكير فقط.

المراجع

alghad.com

التصانيف

صحافة  د.غسان الطالب.   جريدة الغد   الانتخابات النيابية