مرض بهجت، أو داء بهجت، هو التهاب مناعي يصيب الأوعية الدموية، ويسبب تقرحات في الفم والأعضاء التناسلية، تكون مصحوبة بإصابات في العين، والمفاصل، والجلد، والجهاز الهضمي. ولا يعرف له سبب حقيقي حتى الآن.
 
 وقد سمي هذا المرض على اسم أول طبيب اكتشفه، وهو طبيب أمراض جلدية من تركيا اسمه "خلوصي بهجت" Hulusi Behcet  وقد اكتشفه عام 1937. وأول ما وصف المرض بوجود ثلاث علامات مميزة هي: تقرحات الفم وتقرحات الأعضاء التناسلية والتهاب جزء من العين يسمى "العنبية"، ثم بدأت علامات وأعراض المرض بالتوسع، حتى عُرف أنه نوع من التهاب الأوعية الذي يصيب عدة أجهزة في الجسم. فهو يصيب الأوعية، والجهاز العصبي، والجهاز الهضمي، ونادراً ما يصيب الكلى، ويشخص المرض، في أكثر الحالات بناء على أعراضه ومن خلال فحص المريض.
 
وينتشر هذا المرض في بعض الأجزاء من العالم مثل، الشرق الأقصى والشرق الأوسط، وكذلك حوض البحر الأبيض المتوسط. وأشهر الأقطار التي ينتشر فيها المرض هي: اليابان، كوريا، الصين، إيران، تركيا، تونس والمغرب، وتتراوح نسبة حدوثه ما بين 1/10.000 في اليابان، إلى ثلاثة أشخاص من كل ألف شخص في تركيا، بينما تقل نسبة حدوثه في شمال أوروبا لتصبح حوالي 1/300.000. كذلك فقد وجدت حالات قليلة في الولايات المتحدة وأستراليا. ويعتبر مرض بهجت نادر الحدوث عند الأطفال، حتى في الأماكن الجغرافية التي ذكرت سابقاً والتي ينتشر فيها المرض. ولا تكتمل صورة المرض عند الأطفال الأصغر من 16 سنة، إلا في ٪3 فقط من المرضى. ويعتبر سن ما بين 18 و40 سنة هو السن الشائع لحدوث المرض، ونادراً ما يبدأ المرض بعد سن الخمسين، وتكاد تتساوى نسبة حدوثه عند الذكور والإناث (الذكور أكثر قليلاً) ولكن المرض يكون أكثر شدةً عند الذكور.
 
أسباب المرض
 
لا تزال أسباب المرض الحقيقية غير معروفة، ويعتقد البعض أن هناك بعض العوامل الوراثية التي تجعل الطفل، أو المريض، أكثر عرضة للإصابة بالمرض. وقد اتهمت عوامل بيئية ومناعية وإنتانية في إحداثها للمرض، ويمكن القول إنه مرض من منشئ متعدد العوامل، ويصيب شخصاً لديه استعداد جيني أو وراثي للمرض، مع قيام بعض العوامل الانتانية بإطلاق المرض، ولا تزال الأبحاث مستمرة للوقوف عند أسباب المرض وطرق علاجه.
 
ولا توجد أية دلائل حتى الآن على أن هذا المرض هو مرض وراثي، ولكن وجد أن المرض قد يكون مرتبطاً بوجود بعض الجينات، مثل وجود الزمرة النسجية HLA-B 51 ووجود الجين MICA A . وقد لوحظ هذا الارتباط في المرضى القادمين من حوض البحر الأبيض المتوسط والشرق الأقصى، ولكن الحالات المشاهدة في نفس العائلة هي حالات قليلة وتشكل ٪5 من الحالات.
 
وللأسف لم تعرف حتى الآن أسباب هذا المرض، وبالتالي لا يمكن الوقاية منه، علماً أنه داء غير معد.
 
أعراض وعلامات المرض
 
تتميز أعراض المرض بحدوثها بشكل هجمات، ولا يوجد تناغم بين الأعضاء المصابة. فقد يصاب عضو مختلف في كل مرة، والحرارة قليلة المشاهدة خلال هجمات المرض. ووجود الحرارة يستدعي البحث عن التهابات الأوعية الأخرى. وأهم أعراض مرض بهجت هي:
 
تقرحات الفم:
 
وتعتبر من أهم علامات مرض بهجت، ولا يمكن وضع التشخيص دون وجودها، وهي تشاهد في ٪98 من الحالات، أي تكاد تكون موجودة في كل المرضى، وتعتبر من الأعراض الأولى حيث تظهر في ثلثي المرضى كأعراض أولية. وعند الأطفال تظهر القرح صغيرة ومتعددة، ومن الصعوبة التفرقة بينها وبين القرح العادية. وبينما نادراً ما تظهر أية قروح كبيرة، إلا أنها تكون صعبة المراس ولا يتم علاجها بسهولة. وتتميز تقرحات الفم في داء بهجت بأنها مؤلمة، وقد تكون على شكل قرحة وحيدة أومتعددة، وتقيس من عدة مليمترات إلى 1 سم، وذات حدود واضحة، وتكثر في الوجه الداخلي للشفتين، وعلى باطن الخد، وعلى الوصل بين الشفة واللثة، وقد تصيب سقف الحنك والبلعوم، وحتى اللوزات، وقد تتحرض التقرحات الفموية وتظهر في داء بهجت بعد تناول بعض الأطعمة مثل: الفواكه مع القشر، الجوز، البندق، اللوز. وكذلك قد تثار تقرحات الفم بمرض الأسنان وبالدورة الشهرية عند النساء، وبالتبدلات العاطفية، وقد تسبب صعوبة في الأكل عندما تكون كبيرة، ولا تترافق مع تضخم العقد اللمفاوية، وتشفى دون أن تترك ندبات، ولا يمكن تفريق تقرحات الفم المشاهدة في داء بهجت عن تلك التقرحات المشاهدة بسبب القلاع العادي، ولكن عند تكرارها وكثرتها وترافقها مع أعراض أخرى فهي تستدعي التفكير بمرض بهجت.
 
تقرح الأعضاء التناسلية:
 
تشاهد في 60 إلى ٪65 من الحالات، ووجودها يشد الانتباه لداء بهجت، وعند الأطفال الذكور تظهر هذه القرح على كيس الخصية وبنسبة أقل على القضيب. وقد تترك هذه القرح بعض الآثار الدائمة في المرضى البالغين، كذلك قد يعاني المريض من التهاب الخصية. أما في الإناث فغالباً ما تظهر القرح على الأعضاء التناسلية الخارجية وقد تصيب عنق الرحم والمهبل، وتشبه هذه القرح تلك الموجودة في الفم وتقل نسبة حدوث مثل هذه القرح عند الأطفال مقارنة بالبالغين، وهي قد تكون مؤلمة، وكثيرة، وقد تكون غير مؤلمة، وتترك بعد تندبها ندبات فاقدة الصباغ، وهذا يفيد في التشخيص الراجع لمرض بهجت.
 
الأعراض الجلدية واختبار "باثرجي":
 
قد تكون العلامات الجلدية هي أولى علامات المرض، وهي سليمة غالباً، لكنها تسبب القلق للمريض. ومن الصعب اكتمال تشخيص مرض بهجت دون العلامات الجلدية هذه، وتتنوع إصابات الجلد حيث قد تظهر في صورة طفح يشبه حب الشباب، ويظهر ذلك فقط بعد البلوغ. كذلك قد تظهر بعض الحبوب الحمراء، التي غالباً ما تكون موجودة على الساقين. وتظهر هذه الحبوب المؤلمة قبل البلوغ في أغلب الحالات. أما اختبار "باثرجي" فهو يقيم رد فعل الجلد للوخز بالإبر، ويستخدم كاختبار لتشخيص المرض. ويكون هذا الاختبار إيجابياً عندما يشاهد الارتكاس الايجابي للوخز بالإبر بعد 24 إلى 48 ساعة، وذلك على الوجه الداخلي للساعد، بظهور حطاطة أو بثرة جلدية (في صورة حبيبة حمراء أو مليئة بالصديد تظهر على الجلد بعد 24 إلى 48 ساعة في مكان الوخز بإبرة معقمة)، ويستخدم لذلك إبرة قياس (21 G)، وتكون نتائج اختبار "باثرجي" أقل فائدة عند استخدام الإبر ذات الاستخدام لمرة واحدة، وعند تعقيم الجلد قبل الوخز. وقد يشاهد ارتكاس اختبار "باثرجي" بعد وضع المصل الوريدي للمريض أو تلقيه لحقنة عضلية، وإجراء اختبار جلدي ما. ومن الإصابات الجلدية الأخرى يمكن مشاهدة: الحمامى العقدة، حطاطات، حويصلات، بثرات. وأهم العلامات الجلدية في داء بهجت هي الدمامل الكاذبة.
 
إصابة العين:
 
وهي من الأعراض البالغة الخطورة في مرض بهجت، وتظهر في ٪50 من المرضى، وترتفع هذه النسبة في الذكور لتصبح ٪70. وغالباً ما تصاب العينين معاً، وفي معظم الحالات يحدث ذلك بعد 2 - 3 سنوات من بداية المرض، وغالباً ما يسلك التهاب العين مساراً مزمناً مع بعض فترات من النشاط بين الحين والآخر. ويصيب الالتهاب كلاً من الغرفة الأمامية والخلفية للعين، وبعد كل فترة نشاط يخلف الالتهاب تلفاً في العين وفي الشبكية، ما قد يؤدي إلى ضعف الإبصار تدريجياً. وما يحدث هوالتهاب في العنبية الخلفية بسبب التهاب الأوعية فيها، ومن ثم تنخرها وتسدها. وقد يصاب الجسم الزجاجي لاحقاً ويفقد شفافيته، وقلما تشاهد تقرحات الملتحمة، والتهاب القرنية، وتميل إصابة العين للأزمان وقد تنتكس. والاختلاطات الرئيسية هي الساد والعمى، ويقدر أن مريض واحد من بين مريضين من مرضى داء بهجت قد يصاب بالعمى بعد خمس سنوات من بدء الإصابة العينية، ويمكن التقليل من خطر العمى بالعلاج المبكر التخصصي بالكورتيزون وكابتات المناعة.
 
إصابة المفاصل:
 
تحدث الإصابة مبكراً، وقد تسبق بقية الأعراض بأشهر أو سنوات. وتصاب المفاصل في 30-50 ٪ من الأطفال، وأشهر المفاصل التي تتأثر هي مفاصل الكاحل، والركبة، والرسغ والكوع. وقد يشاهد ألم المفاصل فقط، وقد يحدث التهاب مفصل وحيد، أوعدد قليل من المفاصل (أقل من أربعة). وغالباً ما يستمر التهاب المفاصل لأسابيع قليلة تزول أعراض الالتهاب بعدها دون أن تسبب أية تشوهات. ولكن التهاب المفاصل ينتكس في مفاصل أخرى، وتكون صورة المفاصل طبيعية، ونادراً ما يحدث تخرب في المفصل، وقلما يحتاج الأمر لإجراء بزل المفصل أو إجراء خزعة في الغشاء المفصلي، وقلما يصاب المفصل الحرقفي.
 
إصابة الجهاز العصبي:
 
نادراً ما يصاب الجهاز العصبي في الأطفال الذين يعانون من المرض، ولكن قد تحدث بعض التشنجات، وارتفاع في ضغط السائل المحيط بالمخ. وعند الكبار تشاهد الإصابة العصبية في ٪20 من الحالات. فقد تشاهد الأعراض التالية: الصداع، ضعف نصف الجسم، صعوبة البلع، التهاب السحايا، شلل الأعصاب المحركة للعين، وذمة حليمة العصب البصري، ارتفاع الضغط داخل الجمجمة، وخثرة الوريد الدماغي، ولا يمكن التنبؤ بحدوث إصابة عصبية. وبصفة عامة تكون الأعراض أشد عند الذكور، منها لدى الإناث. وعند بعض المرضى قد تظهر إصابة الجهاز العصبي في صورة اضطرابات نفسية.
 
إصابة الأوعية الدموية:
 
يحدث الخثار الوريدي السطحي في داء بهجت في ٪30 من الحالات، وتحدث في 12-30 ٪ لدى الأطفال المصابين بالمرض، وقد تكون مؤشراً سلبياً على مسار المرض، إذ أنها غالباً ما تصيب الأوعية الدموية الكبيرة في الجسم. ولعل أشهرها هي أوردة الساقين، التي قد تؤدي إلى تورم وألم في ربلة الرجل، وقد تصاب الشرايين ويحدث الخثار وأمهات الدم، وقد يحدث التمزق فيها، وأخطرها إصابة شرايين الرئة. وتتميز بحدوث نفث الدم، ويمكن التخفيف من خطرها بالعلاج بكابتات المناعة. أما مميعات الدم فقد تكون خطرة على المريض، وقد تحتاج أمهات الدم للجراحة.
 
إصابة الجهاز الهضمي:
 
وهي أكثر شيوعاً عند أطفال الشرق الأقصى، وتظهر في شكل تقرحات في الأمعاء وفي المريء والمعدة والمعي الدقيق، وأحيانا حافة الشرج. وفي حالات نادرة قد تسبب انثقاب الأمعاء، وقد تشبه أعراض التهاب الكولون التقرحي النزفي، أو داء كرون. وتكثر الإصابات الهضمية في اليابان لتصل إلى ٪30 من الحالات وتكون نحو ٪5 في تركيا. ويشكو المريض والطفل من كثرة الغازات والغثيان وتطبل البطن، وأحياناً الإسهال ونقص الشهية، وقد يحدث نزف في المستقيم. وسجلت حالات قليلة من التهاب البنكرياس.
 
إصابة العضلات:
 
وهي نادرة الحدوث، وتسبب آلاماً عضلية معممة وفي نهايات الأطراف، وقد يحدث التهاب عضلات حقيقي، وقد تتورم العضلات وتصبح مؤلمة، ونادراً ما يترافق ذلك مع ارتفاع الفوسفاتاز كيناز CPK .
 
إصابة القلب:
 
قد تحدث إصابة قلبية في داء بهجت، وقد تسبب التهاب العضلة القلبية، والتهاب الشغاف، واعتلال الصمامات القلبية، وقد يحدث التهاب التأمور، الذي قد يكون ناكساً ومتكرراً. ووصفت حالات من إصابة الشرايين الإكليلية، وتشكل أمهات الدم والاحتشاء القلبي والموت المفاجئ.
 
الإصابة الرئوية:
 
يحدث في داء بهجت ارتشاح رئوي، مع أو بدون إصابة الجنب، وقد يحدث نفث الدم، وكذلك الانتان الجرثومي الثانوي.
 
الإصابة البولية والكلوية:
 
وهي نادرة جداً، وتسبب اعتلال الكلية النشواني، وتحدث عند المرضى غير المعالجين بشكلٍ جيد وغير المتابعين، وبعد عدة سنوات من الإصابة. وسجلت حالات من اعتلال الكلية الكببي، من نوع اعتلال الكبب المنمي، مع ترسبات للـ IgA، وقد تحدث خثرات وريدية كلوية، وسجلت حالات من إصابة الخصية والبربخ وهي تدل على سوء تقدم المرض.
 
ومعروف أن هذا المرض لا يتشابه لدى كل الأطفال. فقد يظهر في بعض الأطفال في صورة قرح في الفم مع بعض الإصابات الجلدية، بينما في أطفال آخرين قد يظهر المرض في صورة التهاب العينين، مع تأثر الجهاز الهضمي. كذلك تختلف شدة المرض بين الذكور والإناث، حيث يكون المرض أكثر شدة في الذكور.
 
وبالمقارنة بالكبار، فإن مرض بهجت يعتبر مرضاً نادراً في الأطفال. وقبل البلوغ يختلف المرض إلى حد ما في الأطفال عنه في الكبار. أما إذا ظهرت أعراض المرض بعد البلوغ فتتشابه أعراض المرض في الأطفال والكبار.
 
تشخيص المرض
 
يعتمد تشخيص المرض بصورة أساسية على الأعراض الإكلينيكية، خصوصاً إذا وجدت تقرحات فموية تناسلية متكررة. وقد يستغرق المرض من 1 إلى 5 سنوات حتى تكتمل صورته، لذلك يتأخر التشخيص غالباً لمدة ثلاث سنوات، ولا توجد فحوص مخبرية نوعية، وخاصة لتشخيص مرض بهجت، وإنما هناك فحوص تساعد على التشخيص. ويظهر العامل الوراثي من خلال تكرر الزمرة النسجية HLA-B 51 في حوالي نصف الأطفال والمرضى المصابين، ويكون المرض شديداً إلى حد ما في هذه المجموعة من الأطفال والمرضى، التي تحمل هذه الزمرة النسجية. وتكشف فحوص الدم وجود ارتفاع في تعداد الكريات البيضاء المعتلة، وارتفاع العامل الثامن من عوامل التخثر، والخزعة الجلدية تظهر التهاب الأوعية مع ترسبات المتممة، ولكنها ليست نوعية، وكذلك يكون اختبار "باثرجي" إيجابياً في 60-70 ٪ من المرضى، أما تشخيص إصابات بعض الأعضاء، مثل الأوعية الدموية والجهاز العصبي فيحتاج الطبيب المعالج إلى صور شعاعية خاصة، مثل تصوير الدماغ بالرنين المغناطيسي MRI. ولأن مرض بهجت قد يصيب عدداً كبيراً من أعضاء الجسم، فإن المريض غالباً ما يحتاج إلى استشارة اختصاصي العيون والجلد والأعصاب.
 
وهناك معايير عالمية لتشخيص مرض بهجت، وهي نوعية، لدرجة ٪96 من الحالات، ويشترط للتشخيص غياب أي تفسير مرضي سريري آخر للحالة، ووجود المعيار الأول دائماً، وهو:
 
-وجود تقرحات فموية متكررة أو ناكسة لأكثر من ثلاث مرات خلال سنة على الأقل.
 
-إضافة لوجود معيارين من المعايير الأربعة التالية:
 
1.تقرحات تناسلية متكررة.
 
2.آفات عينية.
 
3.آفات جلدية.
 
4.إيجابية تفاعل أو اختبار "باثرجي " Pathergy test.
 
أهمية هذه الاختبارات في التشخيص:
 
-يعتبر اختبار "باثرجي" أحد الاختبارات المهمة لتشخيص مرض بهجت، وهو أحد خصائص المرض، التي تساعد على تشخيصه. ويتم إجراء الاختبار بوخز الجلد من 3-5 مرات باستخدام رأس إبرة معقم. ويختار الطبيب غالباً الجانب الداخلي للذراع لإجراء الاختبار، ويقيّم مكان الوخز بعد 24-48 ساعة من وقت الوخز. كذلك يمكن أن يلاحظ الطبيب نفس التفاعل في الجلد مكان وخز الإبرة، عند أخذ عينة الدم من الوريد، أو بعد إجراء جراحة، ولذلك لا ينصح مريض بهجت بإجراء أية جراحات غير ضرورية.
 
-هناك بعض التحاليل الطبية ذات الفائدة للمساعدة في التفرقة بين هذا المرض والأمراض الأخرى، إلا أنه يجب التأكيد من أنه لا يوجد اختبار مخبري خاص بمرض بهجت، وان كانت الاختبارات الدالة على نشاط المرض ودرجة الالتهاب تكون عادة مرتفعة. وقد يلاحظ الطبيب أن تحاليل الدم تظهر بعض الأنيميا (فقر الدم) أوزيادة عدد خلايا الدم البيضاء، ولا توجد حاجة لإعادة التحاليل الطبية، إلا إذا كان ذلك يساعد في تقييم نشاط المرض أومتابعة الأعراض الجانبية للأدوية المستخدمة.
 
-وجد العديد من تقنيات التصوير الإشعاعي، التي تساعد في تقييم مدى إصابة الجهاز العصبي والأوعية الدموية، مثل تصوير الشرايين لكشف أمهات الدم، وتصوير الدماغ بالرنين المغناطيسي في الإصابة العصبية المركزية.
 
العلاج
 
لا يوجد علاج شافي ومحدد لمرض بهجت، ولكن هناك عدد كبير من الأدوية، التي يمكن استخدامها لعلاج إصابات الأعضاء المختلفة. وبينما قد يوجد بعض المرضى الذين لا يحتاجون إلى أي علاج دوائي، فعلى الصعيد الآخر قد يحتاج بعض المرضى إلى أكثر من دواء، خاصة أولئك الذين يعانون من إصابة العينين والجهاز العصبي أو الأوعية الدموية. ونظراً لندرة المرض بين الأطفال فإن معظم الخبرات المتوفرة لعلاج هذا المرض مستمدة من علاج المرض في الكبار. وتشمل الأدوية المستخدمة لعلاج المرض العقاقير التالية:
 
-الكورتيزون:
 
وهو حجر الأساس في علاج مرض بهجت، وهوعقار فعال للسيطرة على الالتهاب. ويمثل هذا العقار العلاج الأساسي في حالة إصابة العين، حيث يطبق موضعياً، أو الجهاز العصبي أو الأوعية الدموية. وغالباً ما تكون جرعة العلاج كبيرة (1-2 ملغ/كغ/في اليوم). وفي بعض الحالات التي تحتاج إلى تحقيق تحسن سريع وملموس قد يعطي الطبيب الكورتيزون للمريض في صورة حقن وريدي (30 ملغ/كغ/يومياً لمدة 3 أيام). كذلك تفيد مراهم الكورتيزون في علاج قرح الفم. أما القطرات فتستخدم لعلاج العين. ويجب أن يعطى الكورتيزون في الحالات التالية بشكلٍ إلزامي: الإصابة العصبية والإصابة العينية، ويعطى بجرعة مبدئية مقدارها 1 ملغ لكل كغ من الوزن. وفي الحالات الشديدة من هجمات المرض يعطى الميثيل بردنيزولون بجرعة وريدية كبيرة (1 غ خلال 3 ساعات)، ثم يستمر العلاج لمدة ستة أسابيع ثم تخفض الجرعة تدريجياً. وقد يحتاج بعض المرضى لجرعة صيانة لفترة طويلة، تبلغ 5 إلى 10 ملغ في اليوم.
 
-الأدوية المثبطة للجهاز المناعي:
 
 تستخدم هذه الأدوية حينما يكون نشاط المرض شديداً مثل أولئك الذين يعانون من التهابات شديدة بالعين أو الأعضاء الداخلية. وتشمل هذه الأدوية عقارات الأزاثيوبرين، سيكلوسبورين، وسيكلوفوسفاميد. وهي تخفف من الاعتماد على الكورتيزون، ولكن لا تعطى لوحدها، وتعطى في الحالات الشديدة من المرض. وهناك دراسات حالية حول دواء الانترفيرون.
 
-الأدوية المضادة للتجلط الدموي:
 
 وذلك في حالة إصابة الأوعية الدموية وان كان عقار الأسبرين كافياً في معظم المرضى.
 
-علاجات موضعية:
 
 لقرح الفم والأعضاء التناسلية.
 
-العلاج البيولوجي:
 
 (مضادات ت ن ف Anti TNF) وهذا علاج حديث يستخدم في بعض المراكز، وان كان لا يزال تحت التقييم، وهو مكلف حتى الآن.
 
-عقار الثاليدوميد:
 
 يستخدم هذا العقار لعلاج قرح الفم في بعض المراكز.
 
-عقار الكولشيسين:
 
 وكان هذا العقار يستخدم في الماضي لعلاج كل أعراض مرض بهجت، ولكن حديثاً وجد أنه أكثر فاعلية في علاج التهابات المفاصل والحبيبات الجلدية، وقد يشارك مع الأسبيرين.
 
ويحتاج علاج مرض بهجت والمتابعة الطبية، إلى فريق عمل يشمل بجانب اختصاصي روماتيزم الأطفال، اختصاصي الرمد، وأمراض الدم، ويجب أن يكون التواصل مستمراً ما بين الأسرة أوالمريض مع الطبيب المعالج.
 
الآثار الجانبية للعلاج المستخدم:
 
تتنوع الآثار الجانبية تبعاً للدواء المستخدم، ويمكن تصنيف هذه الآثار كالآتي:
 
-الكولشيسين:
 
 ويعتبر الإسهال من أهم الأعراض الجانبية لعقار الكولشيسين، الذي قد يسبب أيضا، وان كان ذلك في حالات نادرة، انخفاضاً في عدد خلايا الدم البيضاء والصفائح الدموية. كذلك قد يسبب نقصاً في عدد الحيوانات المنوية.
 
-الكورتيزون:
 
 بالرغم من كفاءة الكورتيزون في السيطرة على الالتهاب، إلا أن استخدامه يكون دائماً محدوداً نظراً للآثار الجانبية التي يسببها، خاصة مع استخدامه لمدة طويلة، حيث قد يؤدى استخدام الكورتيزون إلى مرض السكر، ارتفاع ضغط الدم، هشاشة العظام، المياه البيضاء في العين وتأخر نمو. وينصح دائماً بأخذ الكورتيزون كجرعة واحدة في الصباح. كذلك يجب إضافة الكالسيوم إلى قائمة العلاج، خاصة إذا كان المريض سيستخدم الكورتيزون لمدة طويلة.
 
-الأدوية المثبطة للجهاز المناعي:
 
 قد تتنوع الآثار الجانبية لهذه الأدوية في بعض الأوجه، إلا أنها تشترك في تقليل مناعة الجسم وجعله أكثر عرضة للإصابة بالالتهابات الميكروبية. وبالإضافة إلى ذلك فعقار الآزاثيوبرين قد يؤثر في الكبد، وقد يؤدي استخدامه في بعض الحالات النادرة إلى انخفاض عدد خلايا الدم. أما عقار السيكلوسبورين فقد يؤثر في الكلى أو يسبب ارتفاعاً في ضغط الدم. وفي بعض الحالات قد يؤدي استخدامه إلى زيادة نمو الشعر في الجسم ومشاكل في اللثة. أما الأعراض الجانبية لعقار السيكلوفوسفاميد فتشمل تثبيط نخاع العظام، مشاكل في المثانة، التأثير على الدورة الشهرية. كما قد يؤدي استخدامه لمدة طويلة إلى العقم. لذلك يجب المتابعة الدورية لهؤلاء المرضى وعمل تحاليل للدم والبول كل شهر أو شهرين.

المراجع

altibbi.com

التصانيف

صحة   طب   العلوم البحتة