ضبطت حماية المستهلك الفلسطينية في مدينة نابلس مؤخرا كميات من المكسرات والمرتديلا غير الصالحة للاستخدام البشري من إنتاج المستوطنات الإسرائيلية التي تبين خلال معاينتها وجود حشرات فيها.

هذا السلوك المشين يضاف الى هدم جرافات اسرائيلية منازل سكنية ومحلات تجارية قيد الانشاء في قرية الطور شرق مدينة القدس القديمة، الى مطالبات أعضاء حزب « البيت اليهودي « في الكنيست الإسرائيلي بضرورة منح المستوطنين وأفراد الشعب الدينية في المستوطنات اليهودية مزيدا من التسهيلات تمكنهم من اطلاق النار على الفلسطينيين، كما أبلغت سلطات الاحتلال الإسرائيلي امس نحو100 عائلة فلسطينية بمنطقة الأغوار الشمالية بالرحيل عن مساكنها ابتداء بغرض إجراء تدريبات عسكرية في مناطق سكناهم.

هذه التصرفات العدوانية للسلطات الصهيونية تؤكد مع من نتعامل ونبرم اتفاقيات السلام وندعوهم الى التعايش، واذا قمنا بدراسة لسلوك الصهاينة ربما ترتفع الاوراق وملفات العدوان الى عنان السماء، ومع ذلك نجد من يحرص على استيراد المنتجات الاسرائيلية من خضار وفواكه واغذية، حيث تتيح اتفاقية وادي عربة وملحقاتها التجارة مع اسرائيل وفق تسهيلات واعفاءات جمركية، ونسمع للبعض وهم يتحدثون عن جودة المنتجات الاسرائيلية من جزر وافوكادو ومانجا وحمضيات معدل بعضها (جينيا)، ولا نجد من يتحدث عن الاضرار الناجمة لهذه المستوردات سواء من حيث الجودة والسعر او التأثير على منتجاتنا في السوق المحلية، وفوق كل ذلك تفرض عملية التطبيع على سلوكنا الاستهلاكي بعلم او بدونه.

قتلة الانبياء وقتلة الابرياء لا يمكن الوثوق بهم منذ فجر التاريخ مرورا بمجازر دير ياسين وكفر قاسم الى قانا وقطاع غزة... هؤلاء هم من يراهن البعض على امكانية التعايش معهم والعيش الى جانبهم، الذين ما زالوا يتحدثون عن ثقافة ( الغوهيم ) اذ يعتبرون كل واحد من غير ملتهم هو عبد يتوجب عليه خدمتهم، ومن حق اليهودي ممارسة قتل الغير بدون عقاب، هذه الثقافة تدرس في حياتهم اليومية وتترجم في الممارسة الميدانية.

في هذه العجالة ربما لا نستطيع تقديم الصورة البشعة للصهيونية كما هي، وبعيدا عن عدوانية مضادة.. علينا ان نعرف نحن واجيال الشباب ان مجرد تناول فنجان شاي على شواطئ فلسطين، او زيارة الى بيت المقدس بتصريح من السلطات الصهيونية لن يمحو عقودا وسنوات من القتل ومصادرة الحقوق، وتقنعنا ان نتعامل مع دولة مصطنعة بنيت على العدوان ونستهلك منتجاتها، فالحياة أوسع وأرحب بدون تلك المستهلكات التي عشنا عقودا طويلة ونحن نقاطعها، وان المرحلة تستوجب مقاطعتها ومن يروجها في أسواقنا.


المراجع

جريدة الدستور

التصانيف

صحافة  خالد الزبيدي   جريدة الدستور