مما لا شك فيه أن حالة التوتر والاحتقان السياسي السائد في الساحة العربية، قد انعكس على الميدان الرياضي بجميع فروعه ومجالاته، فمن الشرق العربي الى أقصى غربه الجغرافي، نجد أن الملاعب والقاعات الرياضية متعطشة لعودة الروح إلى أروقتها من بطولات وجماهير، بعد سيل من قرارات تأجيل الفعاليات الداخلية، والاعتذار عن عدم استضافة التظاهرات العربية من معظم الدول، وهي التي كانت تتسابق لاحتضانها.
المشهد السياسي ما يزال يحظى بإطلالة وتأثير قوي على المشهد الرياضي العربي، رغم سنوات طويلة من محاولات القضاء على هذا الارتباط وتهميش دوره، وهو المشهد    ذاته الذي كلف الرياضة العربية خلال العقود السابقة الكثير من التقوقع والتراجع قياسا مع الدول المتقدمة.
حالة العزلة الرياضية التي خلفتها الأجواء السياسية في الوطن العربي، دفعت الرياضة العربية هذا العام سنوات بل عقود إلى الخلف، بعد أن ناضلت في سبيل استعادة موقعها بين الأمم، فما تبع الثورات العربية الأخيرة من تأثير سلبي، ألقى بظلاله على قرارات بتأجيل البطولات الداخلية، فمن المغرب الى الجزائر وليبيا وتونس ومصر، نتابع بوضوح توقف معظم المنافسات خشية حدوث المزيد من الاحتقانات والتجمعات الشعبية غير المرغوبة، ومن دول الجوار الى الخليج العربي لا يختلف المشهد كثيرا نظير الارتباط بينها، وصعوبة إقامة فعاليات داخلية أو التنقل عبر الحدود للمشاركة في الأحداث الخارجية.
وسط زحمة التوتر الرياضي العربي هذا، تطل علينا في الأردن نعمة الأمن والاستقرار، وهي نعمة لا يدركها إلا من افتقدها بصورة أو بأخرى، فالبطولات والأنشطة المحلية أنجزت بالكامل وفق ما خطط لها، والظهور في الأحداث الرياضية الخارجية الإقليمية منها أو الدولية، كان في أعلى درجاته، بل وحظينا بشرف استضافة تظاهرات على المستوى الدولي وبمشاركة واسعة نظير هذه النعمة التي نعيشها بفضل قيادتنا الحكيمة.
نتمنى أن لا تطول فترة الانتظار، وأن تعود الملاعب العربية لما كانت عليه منبرا رياضيا يجمع ولا يفرق، وحمى الله أمتنا وشعبنا العربي من كل مكروه.

المراجع

جريدة الغد

التصانيف

صحافة  د.ماجد عسيلة.   جريدة الغد