حالة الديمقراطية التي عاشتها الهيئة العامة في نادي الوحدات، أصبحت حالة معهودة، حتى وإن جاءت بعد مخاض عسير، إبان عمليتي التحضير والترشيح وصولا الى صناديق الاقتراع.
الديمقراطية قد لا تفرز الأفضل، لكنها متطلب أساسي في الأندية الرياضية الأردنية، لأن تصبح مؤسسات معنية بالحراك الوطني، وتسهم في الدفع بعجلة التنمية، لا أن تكون حملا ثقيلا على كاهل الدولة ومؤسساتها.
مضت على الديمقراطية في الأندية سنوات طويلة، فحريّ أن نميز الغث من السمين، فالوحدات وشباب الحسين والبقعة والمحطة، ومثلها شباب الأردن والحسين إربد وأندية محدودة لا تتجاوز عدد أصابع اليدين، تمثل حالة أردنية بحتة في رغبة مجالس الإدارة على خدمة أنديتها، ومهما دبت الصراعات والخلافات فيها، تبقى أرحم على نفسها من أندية تعرف فيها الديمقراطية بأنها ديمقراطية الكرسي وديمقراطية الشخص الواحد والتزكية.
نستعرض مكاسب الديمقراطية في العمل النادوي، حتى وإن كانت لا تفرز الأفضل أحيانا؛ أولها أن القادم لمجلس الإدارة من رئيس أو عضو، يدرك أن الهيئة العامة ستقوم بـ"خلعه" مع أول عملية انتخابية مقبلة، في حال لم يشبع رغباتها في التطور وتحقيق الأفضل.. هذا مع الهيئات العامة الناضجة، أما على الجهة المقابلة لديمقراطية القطب الواحد، فتحرص الهيئة العامة بشدة -إن وجدت- على بقاء الإدارة الحالية، سواء كانت فاعلة أو مترهلة، في مشهد يدلل على ترهلها أيضا.
في الأندية الديمقراطية، يكون الخلل المالي أقل شأنا من أندية أخرى، ولو ظهرت حالة تجاوز مالي، لوجدت المتصدين بالعشرات، سواء لمحاسبته أو مناصفته، وفي كلتا الحالتين، فإن الهدف يتحقق في اكتشاف الفاسد، أما على الجهة الأخرى، فالفساد والتجاوزات المالية والإدارية تبقى دفينة، ولا تظهر إلا في حالتين؛ الأولى اكتفاء الفاسد من ترشيح نفسه.. وهذا صعب، والثانية في حالة وفاته.
في الأندية الديمقراطية والحية، تغلب خدمة الهيئة العامة على توجهات معظم الأعضاء، وفي الأخرى تطغى المصالح الخاصة فوق الجميع، في الأولى نلحظ التطور في مختلف مجالات العمل الرياضي، وفي الثانية سرعان ما تكبو عجلة الإنجاز بعد حين، ومكاسب أخرى كثيرة لا تعد.
نعم أعترف؛ أنا مع أي أندية تنهج العمل الديمقراطي واستثمار طاقات الهيئة العامة لدفع مسيرة الإنجاز في الأندية، ولأن مسيرة العمل الديمقراطي في انتخابات الوحدات تشكلت بمحاور عديدة، فالواجب أن نشير الى جهود متميزة من المجلس الأعلى للشباب ومديرية شباب العاصمة، في إدارة العملية.. فتحية لمن يدعم الديمقراطية في الأندية الرياضية.

المراجع

جريدة الغد

التصانيف

صحافة  د.ماجد عسيلة.   جريدة الغد