حقق بطلنا لبناء الأجسام محمد الخالدي، أولى الميداليات الذهبية، ضمن مشاركتنا في فعاليات الدورة الرياضية العربية الثانية عشرة التي تستضيف فعالياتها قطر، وكان للحدث أهمية كبرى في مختلف وسائل الإعلام الأردنية، خاصة وأن المشاركين شدوا الرحال إلى الدوحة، بهدف التمثيل المشرف والعودة بأكبر قدر ممكن من الميداليات، وإثبات علو كعب الرياضة الأردنية في هذا المحفل العربي المهم.
صورة الخالدي تصدرت الصحف اليومية والمواقع الالكترونية، واحتلت مساحة واسعة في صدر هذه الصفحات والمواقع، لكنها لم تعبر عن حجم الإنجاز الشخصي لهذا البطل، الذي اختفى بين عدد كبير من الإداريين الذين زحفوا نحو منصة التتويج، ببدلاتهم الرياضية المتماثلة في اللون والشكل، وباجات التعريف بأسمائهم باعتبارهم أعضاء في الوفد الرسمي، حتى إن الزملاء الاعلاميين، اضطروا للتعريف بالبطل في شرح الصورة، بأنه “الثاني من اليمين” إدراكا منهم بأن المواطن العادي لن يتعرف على البطل ضئيل الجسم بين المحيطين به من الإداريين، في محاولة لمنحه بعض التميز الذي فقده، رغم أن الأصل في الموضوع أن يتم التعريف بالآخرين إضافة إلى صاحب الإنجاز، لكننا في هذه الحالة شهدنا أمرا معاكسا تماما لما تجري عليه الأمور على أرض الواقع.
بصراحة شعرت بالأسى لهذا البطل الذي حقق هذا الإنجاز، بعد سنوات من التدريب والتعب والتضحية، والمشاركة في العديد من البطولات الداخلية والخارجية، واجتيازه لنخبة من الأبطال العرب الذين يتفوقون عليه في الإمكانات، لكنه بإرادة وعزم وتصميم، حقق الإنجاز، الذي لم يشفع له بالفرحة لحظة التتويج والتقاط الصور، حيث قفز مجموعة من الإداريين لمشاركة البطل هذه اللحظة التاريخية، وقاسموه الفرحة، بل وكانوا أكثر بروزا منه في الصورة التي تناقلتها وسائل الإعلام.
نحترم تماما فرحة الوفد الإداري بالإنجاز، وباعتقادي فإنها لا تقل عن فرحة الجميع في الأردن، فهم قاموا بواجبهم في توفير كل التسهيلات الممكنة التي تجيزها الميزانيات المتاحة، في سبيل إعداد الأبطال وتحضيرهم لتحقيق الإنجاز، لكن هناك من يسعى إلى سرقة الأضواء والظهور أمام عدسات الكاميرات، والتباهي بالإنجاز، وكأنه هو من حققه، وترك من تعب وسهر وعمل بجد...في الصفوف الخلفية, أو “الثاني من اليمين”.
المراجع
alghad.com
التصانيف
صحافة د.محمد مطاوع جريدة الغد