تؤكد ارقام رسمية انخفاض الدخل السياحي للمملكة خلال السبعة شهور الماضية بنسبة 8.4% ليبلغ 1,33 مليار دينار، مقابل 1,46مليار دينار خلال نفس الفترة من العام الماضي، هذا الانخفاض جاء مغايرا لتوقعات المحللين والاقتصاديين في ضوء تباطؤ او توقف السياحة الى المقاصد السياحية في دول الاقليم لاسيما مصر وسورية ولبنان التي تشهد احداث مؤسفة ومؤلمة، فالتوقعات تشير الى ان الاردن سيكون المقصد السياحي الاول للسياحة الخليجية والاجنبية لموسم العام 2013، وان هذا الانخفاض يطرح اكثر من سؤال حول الاسباب الحقيقة لضعف الاقبال السياحي على الاردن الذي ينعم بالأمان والاستقرار، وتوفر البنية التحتية والمرافق السياحية المتنوعة، والخدمات التي تلبي احتياجات السياح.

اعداد كبيرة من السياح اكدوا ان الغلاء والمبالغة في رفع الاسعار يتيح للسياح مقاصد سياحية بديلة باسعار مماثلة، وفي بعض الاحيان هناك برامج سياحية الى تركيا وقبرص على سبيل المثال منافسة للتكاليف السائدة في الاردن من الفنادق والمطاعم، وصولا الى رسوم دخول المرافق السياحية منها البترا على سبيل المثال، حيث يدفع السائح الواحد 90 دينارا بدل رسوم الدخول الى المدينة الوردية، وان الدليل السياحي المرافق يتقاضي 10 دنانير على الشخص الواحد، وهذه الرسوم مبالغ فيها، اضافة الى تكاليف عالية لاستخدام وسائل النقل التقليدية الى المدينة ( من الخيل والعربات وغيرها).

مصدر سياحي مرموق قدر عدد السياح الذين ارتادوا مدينة البتراء خلال الشهور السبعة الاولى الماضية بـ 320 الف زائر غير اردني، وقدر مجموع رسوم الدخول والدليل السياحي اكثر من 32 مليون دينار، واضاف ان هذه المبالغ الكبيرة تضعف جاذبية المدينة ومنطقة وادي موسى امام السياح، ويضيف «يفترض ان يتم تخصيص قسم من هذه الايرادات لتحسين المرافق السياحية المساندة، وتطوير طواقم الخيل والعربات التقليدية، والاهتمام بنظافتها بحيث تقدم بشكل لائق، الا ان الواقع يشير الى انها منفرة، وتخصيص جانب اخر من هذه الايرادات للارتقاء بجهود ترويج السياحة في المملكة بشكل عام.

حالة الاخفاق في تعزيز مقبوضاتنا من السياحة في ظل هذه الظروف يشير الى اننا لم نحسن التعامل مع قطاع يفترض ان يساهم بنسبة كبيرة في الناتج المحلي الاجمالي في ظل تنوع السياحة في البلاد من الترويح والاصطياف والعلاج والسياحة الصحراوية والدينية والاثار، وتوفر بنية اساسية وخدمات الاتصالات والمالية وغير ذلك، اي اننا جهزنا كل ما يسعى اليه المصطاف والسياح، الا اننا لم نحسن تصميم وطرح برامج سياحية مناسبة تساهم في مد اقامة السياح في البلاد، وتشجيعهم على الانفاق اكثر، الا ان النظرة الوقتية المتمثلة في الحصول على اكبر مبلغ ممكن من المال خلال فترة قصيرة، الامر الذي شجع السياح للخروج الى مقاصد سياحية اخرى، وهذا من شأنه ان يؤدي الى تراجع السياحة الى الاردن خلال السنوات القادمة، بما يضعف مساهمة القطاع في الاقتصاد الوطني.


المراجع

جريدة الدستور

التصانيف

صحافة  خالد الزبيدي   جريدة الدستور