أخيرا وصلت هذه أنفلونزا الخنازير الخطيرة إلى مدارسنا وروضاتنا ، وهذا ما كنا جميعا نخشاه ، فوصول هذا الفيروس إلى تجمع كبير يعني سرعة الانتشار ، ولهذا نتفهم تماما بل نستحسن قرار وزارتي التربية والصحة بإغلاق أي مدرسة أو روضة أطفال تكتشف فيها أي إصابة بهذا المرض اللعين.
في المشهد العام للواقعتين اللتين سُجلتا في مدرسة وروضة ، هناك جملة من المسائل المثيرة للقلق والتساؤل: من أين وصل الفيروس إلى هذين المكانين ، والمعلومات الأولية تقول أن الطلاب الثلاثة الذين أصيبوا لم يبرحوا أرض البلد؟ الجواب عن هذا السؤال مثير للرعب ، فهل استوطن هذا الفيروس في الأردن؟ أم أن الأمر لم يزل متعلقا بنقل العدوى من الخارج؟.
مصادر وزارة الصحة تشير إلى وجود مصدر مشترك لمعظم الإصابات المسجلة في الدول العربية لفيروس أنفلونزا الخنازير ، وهو مخيم شبابي أقيم في الولايات المتحدة ، وضم مشاركين من مختلف دول المنطقة ، حيث تم اكتشاف ثلاث حالات للمرض لفتاتين وشاب تتراوح أعمارهم بين 16 - 17 عاما ، كانوا ضمن مجموعة هذا المخيم الكشفي الذي أقيم في واشنطن شارك به 300 طالب ضمن هذه الفئة العمرية من مختلف الدول العربية ، في إطار برنامج يدعى "نعم" وكانت معظم الدول العربية أعلنت عن حالات إصابة جديدة بالمرض أغلبها من طلاب هذا المخيم. وفيما يتعلق بالأردن ، فقد ظهرت أعراض الأنفلونزا على ثمانية من أصل 16 شخصاً شاركوا في هذا المخيم،،.
لحسن الحظ لم نشهد حتى الآن أي وفاة أصيبت بهذا المرض ، رغم أن عدد الإصابات وصل إلى ستة عشر إصابة ، حسبما هو معلن طبعا ، ويبدو أننا لن نكون بعيدين عن تلك اللحظة ، للأسف،.
لا أدري ما الذي يمكن أن نفعله حيال هذه الكارثة المؤجلة ، لكنني أشعر أننا على أبواب مشكلة كبيرة خاصة مع دوام المدارس ، وبعد العيد يبدأ دوام الجامعات وأزمات المواصلات والتسجيل وخلافه ، وهي مناسبات مثالية لنقل العدوى ، مطلوب الإطلاع على تجارب الدول الأخرى في مواجهة هذا المرض ، كي نتجنب وقوع الكارثة ، وإثارة ذعر الأهالي ، وبالتالي إحجامهم عن إرسال أبنائهم إلى المدارس،.
المراجع
جريدة الدستور
التصانيف
صحافة حلمي الأسمر جريدة الدستور