الأنباء تترى عن ترحيل غزيين من الإمارات ، والمواقع تمتلىء بتصريحات وشهادات حية عن ترحيل أكثر من ألف ومائتي رب عائلة (تخيلوا العدد الإجمالي،) من أصول غزية يحملون وثائق سفر لا تتيح لهم السفر إلى أي مكان في العالم ، الإمارات من جهتها صامتة ، ما عمَّق اللغز وفاقمه ، فلا تصريحات رسمية ولا توضيحات ، ولا نفي طبعا ، من تبرع بالنفي السفير الفلسطيني في الإمارت الدكتور خيري العريدي ، الذي قال إن الأخبار التي تناقلتها وسائل الإعلام عن طرد الفلسطينيين من الإمارات "عارية عن الصحة تماما ولا أساس لها" ، خبر النفي نقلته وكالة أنباء وفا الفلسطينية التابعة للسلطة في رام الله ، في حين أن جميع الأخبار التي تتحدث عن صدق الواقعة هي وسائل إعلام إما تابعة لحماس ، أو وسائل إعلام عربية تنقل عن مسؤولين فلسطينيين محسوبين على حماس ، يعني: سلطة رام الله تنفي وحماس تؤكد،

يقال ، والعهدة على من قال ، أنه أثناء الإعداد لنشرة الجزيرة مساء يوم الخميس والتى تحدثت عن الموضوع ، تم الاتصال مع سفير السلطة فى ابو ظبي ومسؤولين من وزارة الخارجية في ابو ظبي للتعليق على الموضوع ، وهنا كاد أن يقع المحظور فتم عمل اجتماع عاجل بين السفارة الفلسطينية وخارجية ابو ظبي ، وتم الاتفاق على تسوية الموضوع وإلغاء ترحيل من بقي من الفلسطينيين والذين صدر بحقهم قرار ترحيل ولم يغادروا حتى الآن لأنه لا يوجد بلد يقبلهم وأما من غادر فقد قضي أمره ، وتم الاتفاق مع السفير على ان ينفى موضوع الترحيل على الجزيرة وهذا ما تم ، أما الذين صدر بحقهم قرار ترحيل فهم 1200 رب عائلة والذين تم فصلهم من عملهم فى أبوظبي فقط 390 غزيا وهم من المعلمين ، علما بأن عدد الذين لم يغادروا بسيط وبالعشرات فقط لأن المعظم أجبر على المغادرة،

ولنا من بعد بعض الأسئلة: ما مصلحة سفراء السلطة الفلسطينية في التنكر لمآسي شعبهم ، والتستر عليها ، مع العلم أن هناك عشرات راجعوا السفارة إياها وطردوا منها ، حيث قيل لهم "إن السفارة ما لها دخل بهيك مواضيع" ،؟؟ ثانيا: هل ما جرى في الإمارات قرار إماراتي فقط ، أم أنه بداية تتم بالتنسيق بين دول الخليج جميعا ، وبدأت بالإمارات ، ولماذا كان الترحيل أمنيا بحيث يُمنع فيه الفلسطيني من دخول أي دولة خليجية؟، أخيرا.. هل سينتهي هذا اللغز عند هذا الحد ، أم أن في الجعبة ما فيها بشأن أبناء غزة وفلسطين عموما ، الذين "يتقاعسون ،"عن العودة إلى بلادهم ، مع أن الطريق ممهدة لهم ، ومزروعة بالرياحين والورود ، بفضل الجهود العربية الجبارة التي حررت يافا وحيفا واللد والقدس الشريف ، وبقية المناطق الفلسطينية المحتلة؟؟،.


المراجع

جريدة الدستور

التصانيف

صحافة  حلمي الأسمر   جريدة الدستور