مفارقات عجيبة غريبة شهدناها خلال الساعات الماضية: أوباما "يفوز" بجائزة نوبل للسلام ، ومبعوثه للمنطقة جورج ميتشل يصارع ثيران إسرائيل لفتح ثغرة في جدار الفصل العنصري ، ومسؤولون في إسرائيل يتبجحون بأن "بلدهم ،"والولايات المتحدة ستجريان الاسبوع القادم أكبر تدريبات مشتركة للدفاع الجوي لاختبار صواريخ اعتراضية أطلق عليها "كوبرا العرعر"، وبين هذا وذاك يرابط فلسطينيون مسلمون عزل في الأقصى الشريف ، وباستثناء الصوت الأردني الرسمي والشعبي لا صوت يعلو في دنيا العرب والمسلمين ، خوفا على الأقصى ، ونصرة له،.
نوبل للسلام؟ ماذا فعل أوباما غير النوايا ، ومعسول الكلام؟ أما على الأرض فهذه المناورات التي تجري تحت إشراف الأميرال مارك فيتزجيرالد قائد الاسطول الامريكي السادس ، وهو أكبر ضابط أمريكي على الاطلاق يشارك في هذا الحدث الذي ينظم كل عامين،.
نوبل للسلام ، متزامنة مع كوبرا عرعر ، وتهديدات إسرائيلية غير مسبوقة لقبلة المسلمين الأولى ، ومستوطنات تنمو كالفطر في طول الأرض الفلسطينية وعرضها ، ولا يجرؤ لا أوباما ولا مبعوثه على تليين رأس الثور الإسرائيلي ، ويختصر المشهد المدعو ليبرمان ، كي "يبشر" أوباما بالقول أن من يتخيل أن ثمة انفراجا وشيكا بين إسرائيل والعرب إنما يعيش في وهم،.
نحن لا ننتظر شيئا من أوباما ، حمل نوبل أم كوبرا العرعر ، فمن لم ينفعه ذراعه لن تنفعه أذرع الآخرين ، ومن يخذله قومه من المعيب أن يستنجد بأهل الحي ، ومع هذا فكلمة حق يجب أن تقال بحق الموقف الأردني رسميا وشعبيا من الأقصى ، فلو انسحب هذا الموقف على بقية بلدان وشعوب العرب والمسلمين لتغير الكثير ، فالأقصى ليس للقيادة الأردنية ولا لشعب الأردن فقط ، ويكذب من يقول أن العرب والمسلمين في سقطتهم الحضارية الحالية لا يقوون على فعل شيء ، فثمة الكثير مما يمكن فعله ، ولكنهم لا يعبأون ولا يريدون ، فقد استمرأوا الذل والهوان ، وشغلتهم مصالحهم الضيقة حتى عن رمي إسرائيل بتصريح صحفي،
أخيرا نتوقف مليا أمام كلمة بليغة للملك عبد الله الثاني ، حين قال في مقابلته بالأمس لصحيفة عبرية ، أننا لا نقبل ولا نتحمل أي إجراءات أحادية الجانب في القدس لأن هذه الإجراءات ستقوض جميع الجهود السلمية الحالية ، وإذا استمر ذلك ستكون القدس شرارة الاشتعال ، ألا ليتها تشتعل..،
المراجع
جريدة الدستور
التصانيف
صحافة حلمي الأسمر جريدة الدستور