من أطرف الممارسات المنسوبة إلى الديمقراطيّة، التّصويت على القرار الأخير بمنع الأرجيلة في الأماكن المغلقة والمفتوحة إطلاقاً. وهو قرار أصاب أصحاب المطاعم والمقاهي بالفزع، على خلفية خسارة ماديّة ظلّت في تنامٍ لدى مطاعم محترمة وتلك التي لم تجد من الزبائن من يبلع طعامها الذي تعدّه، فليبلعوا دخان الأراجيل ولو كان فيها الموت الزؤام!
من المهمّ أن يشيد الكُتاب والكاتبات ووسائط الإعلام والمؤسّسات المعنيّة والمجتمع المدني بهذه الخطوة الحسّاسة التي تمسّ صحّة المواطنين والمواطنات، ولا يمزح التهاون فيها مع الأمراض المحتملة، وأسرعها انتشار علل الحساسية التي تحاصرنا وتفتك بنا كلما اشتهينا خروجاً ترويحياً مع صحب أو عائلة!
وليس موضوع الصحّة وعافية الأبدان قراراً يمكن النقاش فيه، أو الأخذ والردّ، لأن "من تمام الديمقراطيّة أن يُؤخذَ رأي الناس"! وإلا لكان ينبغي أن نناقش السماح للغشاش أن يستمرّ في الامتحان، والمعلّم منزوع الضمير في عمله! فرأيُ الناس في مثل هذا يأتي، لا لغايات احترام الرأي والرأي الآخر، وإنما لغايات أخرى كالبحث العلمي الذي يريد أن يشقّ عن مدى الوعي المجتمعيّ أو شرائح منه بالأضرار الصحيّة لبعض الممارسات.
كما أنّ الأقلام وإرادات التغيير لطالما نبّهت وطالبت لا بمنع الأرجيلة التي استشرت كالوباء، فحسب، بل بمنع التدخين في كل مكان عام ومغلق؛ كان ذلك منذ طالب الراحل النابه الدكتور زهير ملحس، أي منذ ما يقارب الأربعين عاماً، ولربما يزيد! وإذا ما كنا نزحفُ زحفاً في القرارات المصيريّة، فما بالك بقرار يبدو غير ذي بال على هامش واقعنا التعبان؟ مع أنّه ذو بال في مقياس العلم والصحّة!
تأخَّر قرارُ الأرجيلة طويلاً، ونرجو أن يتبعه قرارُ تخصيص أماكن قليلة للتّدخين في خطوة لمنعه مطلقاً في كلّ مكان يتنفّسُ فيه اثنان! فقد عملنا بما يكفي لتلويث واقعنا الصحيّ وأبدان شباب وشابات، يقتلون الوقت استرسالاً في التبطُّلِ، ومعه خلايا العافية والنشاط الإيجابيّ!
دعونا لا نفقد الآمال...!

المراجع

alghad

التصانيف

صحافة  زليخة أبوريشة   جريدة الغد