حينما يطلب مواطن عربي من مواطن آخر الالتزام بالدور أو القانون ، أو يطلب منه أن يسلك سلوكا أكثر تحضرا ، ينطلق لسان أخينا بالقول: يا زلمة انسى.. شو احنا في سويسرا،،

سويسرا اليوم غير ، كما هو حال كثير من بلاد أوروبا ، فلم تعد بلاد الحريات والتسامح ، وكل هذا بسبب لعنة ما يدعونه "الإرهاب" وتداعياته اللعينة ، وثمة أسباب أخرى طبعا،

منذ فترة شنت قوى سياسية نافذة في سويسرا حملة على الأذان والمآذن والمسلمين والإسلام ، وللحق فقد لوحظ أن هناك مواقف متباينة من قبل سلطات المقاطعات السويسرية من هذه الحملة ، من نشر وتعليق ملصقات انتخابية عنصرية تحرض على منع بناء المآذن في سويسرا ، وقرأنا أن سلطات عدة مقاطعات منعت نشر تلك الملصقات باعتبارها "استفزازية وعنصرية ضد الإسلام والمسلمين ، في الوقت الذي سمحت فيه مقاطعات أخرى بنشرها بدعوى حرية الرأي والتعبير،

أحد الملصقات اشتمل على امرأة منقبة بلباس أسود تقف إلى جانب علم سويسري وقد اخترقته من تحت مآذن سوداء رسمت على شكل صواريخ ، في ملصق آخر ظهر عدد من المآذن ارتفعت في سماء سويسرا وكتب تحت الملصق عبارة: إذا أردت أن تكون بلادك بهذا الشكل فصوت لصالح بناء المآذن ، ملصق ثالث ظهرت به خريطة سويسرا وقد ثقبتها من الوسط مئذنة ضخمة،

جميع هذه الملصقات تعود لحزب يميني معاد للأجانب (اتحاد الوسط الديمقراطي) وحزب مسيحي (والاتحاد الديموقراطي الفيدرالي) يقودان الحملة ضد بناء المآذن.

وتأتي هذه الملصقات تمهيداً للتصويـت الشعـبي علـى بـناء المآذن في 29 من هذا الشهر ، المؤشرات الأولية تقول أن المبادرة المـُعارضة لبناء مآذن جديدة في سويسرا قد تُقابل برفض %53 من الناخبين وموافقة %35 منهم ، فيما تستقر حاليا نسبة الحائرين في 13%. هذا ليس مهما ، المهم هذا التغير الجذري في المزاج الشعبي الأوروبي تجاه الإسلام ، لنتخيل مثلا لو أن قرارا أو استفتاء شعبيا يجري حاليا في بلد مسلم لمنع أجراس الكنائس ، ووصمها بألفاظ سيئة ، كتلك التي وصفت المآذن ، ماذا كان سيقول هؤلاء السويسريون؟ بل هل سنجد حصة لسويسرا في تقرير الحريات الدينية الذي تصدره الخارجية الأمريكية سنويا؟،

نشعر بالأسى العميق ، بغض النظر عن نتائج الاستفتاء الشعبي حول حظر المآذن ، خاصة في بلد كسويسرا ، فأوروبا تتغير كثيرا ، خاصة حينما يتعلق الأمر بالإسلام ، والأمثلة أكثر من أن تحصى ، وليت مركز دراسات أو جهة بحث تتخصص برصد تصرفات أعداء للاسلام في العالم ضد الرموز الإسلامية ، كما يفعل الصهاينة في رصدهم لحالات ما يسمونه معاداة السامية ، كي نعرف حجم العداء لهذا الدين العظيم ، ونعرف أهمية التمسك بأهدابه،


المراجع

جريدة الدستور

التصانيف

صحافة  حلمي الأسمر   جريدة الدستور