رغم ما تعانيه جماعة الإخوان المسلمين في أرض الكنانة من عدم اعتراف قانوني ، وملاحقة واضطهاد ، وخلافه ، ها هي تجري انتخاباتها لاختيار الهيئة القيادية العليا (مكتب الإرشاد) في ظل ظروف استثنائية ، لم تدفعها لإعلان حالة الطوارىء وتعطيل الشورى وتداول السلطة ، وتعليق العمل بالمؤسسات المنتخبة،
جماعة الإخوان المسلمين ، تعطي مثالا يُقتدى به للأحزاب والجماعات العربية ، في التزامها بمبدأ الانتخاب الحر والشفافية واحترام كرامة الأعضاء ، وعدم اللجوء إلى الأساليب الملتوية للتمسك بالكراسي ، وتهميشهم باعتبارهم رعايا لخدمة السادة ، ومن يطالع بيان المرشد العام الشيخ محمد مهدي عاكف ، تصيبه قشعريرة الإعجاب بهذا القائد الذي يرفض أن يترشح لفترة أخرى في قيادته للجماعة ، مفسحا المجال لقيادات أخرى كي تتقدم وتعطي مما أعطاها الله من مواهب وإخلاص لنصح وتوجيه وقيادة هذه الجماعة المباركة،
جماعة الإخوان المسلمين لم تسلم من الفتن والتآمر والتضييق طيلة سني عملها ، وكما قال الشيخ عاكف ، فقد مرت على الإخوان فى الأسابيع القليلة الماضية ملابسات وأحداث كثيرة صبروا عليها وعانوا منها ومن تضارب التصريحات فيها ومن المناخ العام الذى أوجدته ولكنهم - كما هو دأبهم - وبفضل الله صبروا عليها وأعانهم على هذا الصبر التزامهم بأصول وأعراف الجماعة وبأركان بيعتها التى وضعها الإمام حسن البنا رحمه الله ، يقول الشيخ في نهاية رسالته المؤثرة: (لقد رآكم ربكم من فوق سبع سماوات وأنتم هكذا - ولا نزكيكم على الله - بالحق مستمسكين وعلى درب الصالحين والأنبياء سائرين فلا تهنوا ولا تحزنوا وسيروا على بركة الله والله يرعاكم ويسدد على طريق الحق خطاكم ) فتحية عطرة خاصة لهذه الجماعة المباركة ، ونسال الله أن يمكن لها في الأرض ، ويرزقها وامتنا حسن العمل والإخلاص فيه ، في وقت نحن أحوج ما نكون فيه لرجال حقيقيين لمواجهة هذا البحر من الفتن والعواصف التي تحيط بنا من كل مكان.
المراجع
جريدة الدستور
التصانيف
صحافة حلمي الأسمر جريدة الدستور