يلجأ صانعو القرار في العالم إلى الاستعانة بمراكز البحث والاستطلاعات لمعرفة نبض شعوبهم للاسترشاد بنتائجها عند صياغة سياساتهم.
ففي أميركا أظهر استطلاع للرأي قامت به صحيفة "وول ستريت"، المعروفة في الفترة من 22- 25 /10/ 2009 مقارنة مع استطلاع مماثل في الشهر الذي سبقه، أن 58% من المستطلعة آراؤهم قالوا أن بلدهم تسير في الاتجاه الخاطئ فيما يخص الوضع الاقتصادي مقارنة مع 52%، وأن 29% منهم قالوا إن الأزمة الاقتصادية وصلت إلى نهايتها مقارنة مع 35%، وأن 42% فقط قالوا إن اقتصادهم سيتحسن مقارنة مع 47% وأن 22% قالوا إن الأمور الاقتصادية تسوء مقارنة مع 20%.
وحول ثقة المستطلعة آراؤهم بحكومتهم في واشنطن، أظهر الاستطلاع أن 23% فقط يثقون بما تقوم به وهي أدنى نسبة منذ عام 1982، وحول أفغانستان قال 47% منهم إنهم يؤيدون بقوة إرسال قوات جديدة أميركية لهناك مقارنة مع 44%، بينما يعارض 43% ذلك مقارنة مع 51%، وإجابة عن سؤالهم حول إرسال أربعين ألف جندي أميركي إلى أفغانستان، كان المؤيدون 43% بينما كان المعارضون 49%، وظهر أن معظم المستطلعة أراؤهم يفضلون إرسال عدد بحدود عشرة آلاف جندي ليس أكثر، بينما عارضت النساء من ضمن المستطلعة أراؤهم إرسال حتى هذا الرقم.
وفي تقرير "لمعهد الإفلاسات الأميركي" بين أن المواطن الأميركي قبل الأزمة الاقتصادية العالمية كان ينفق كل دخله ويستدين لينفق المزيد، وأما الآن وبعد انخفاض قيمة أصوله بأنواعها أصبح يدخر 5% من دخله القابل للإنفاق، وأن عدد الإفلاسات الفردية ارتفع في شهر أيلول (سبتمبر) 2009 بنسبة 41% وهو رابع أعلى مستوى منذ عام 2005، هذا علما بأن نسبة البطالة في أميركا تبلغ ما بين 8 و9%، وبين التقرير أن ميل المواطن الأميركي لتخفيض إنفاقه سيخفض الطلب العالمي بما يقدره التقرير من 800 بليون إلى ترليون دولار، هذا بينما انخفض مؤشر ثقة المستهلك من 53% إلى 7و47%.
وفي تقرير للبنك المركزي النمساوي، بين أن المواطن النمساوي واجه الأزمة الاقتصادية العالمية بحكمة وتعقل، وزاد مدخراته مما رفع ممتلكاته بنسبة 6 و2 % مقارنة بعام 2008 وذلك رغم الأزمة والبطالة، كما بين التقرير أن المواطن يوزع ممتلكاته بين ادخارات بنسبة 30% واستثمارات تأمين على الحياة والشيخوخة بنسبة 18% واستثمارات في أوراق مالية بنسبة 9% واستثمارات في الأسهم بنسبة 5 و2% فقط ويحتفظ بالباقي على شكل سيولة جاهزة.
وفي استطلاع في أميركا وأوروبا شمل 6324 مواطنا من أميركا وفرنسا وألمانيا وبريطانيا وإسبانيا وإيطاليا خلال الفترة من 26/8/ – 2/9/ 2009 ، أوضح معظم المستطلعة آراؤهم أنهم، بعد الأزمة الاقتصادية العالمية يثقون بأنفسهم أكثر من ثقتهم بالبنوك والمستشارين الماليين لإدارة أموالهم، واختلفت إجاباتهم حول كيف يفضلون استثمار أموالهم، ففي إيطاليا وفرنسا يفضل معظمهم الاستثمار بالعقار، وفي ألمانيا وبريطانيا وإسبانيا يفضلون حسابات التوفير، وفي أميركا يفضلون حسابات التوفير والأسهم والسندات.
وحول أكبر المخاطر التي تهدد الأمن العالمي، قال البريطانيون والإسبان والألمان أن أميركا أكبر تهديد، بينما قال الفرنسيون إن الصين أكبر تهديد، أما الإيطاليون فقالوا إنها إيران، بينما قال الأميركيون إنها العراق.
وأظهراستطلاع للرأي في الأردن أجراه مكتب المعهد الجمهوري الدولي خلال الفترة بين 8/8 – 11 /8/ 2009 أن 58% من المستطلعة آراؤهم يعتقدون أن الأردن يسير بالاتجاه الصحيح لتوفر عامل الاستقرار والأمان كأهم سبب، وإن أكثر من نصفهم يؤكدون تردي وضعهم الاقتصادي خلال الـ 12 شهرا الماضية، وأن 72% أجلٌوا شراء السلع الغالية ليتدبروا أمورهم المالية خلالها، وأن 54% اقتطعوا من احتياجاتهم الأساسية بينما لجأ 47% لمدخراتهم و 45% للاستدانة، وأن ارتفاع الأسعار وغلاء المعيشة هما أكبر هم للمواطن يليهما البطالة وجميعها ترددت في الاستطلاعات منذ 2005، أما شح المياه فقد بدأ يظهر كقضية مهمة.
فهل تسترشد حكوماتنا باستطلاعات الرأي لدينا ؟
المراجع
alghad
التصانيف
صحافة زيان زوانه جريدة الغد