الأردن وفق مؤشر سنوي للدول الأفضل معيشة في العالم ، حل في المرتبة الثانية ، بعد تونس ، إذ حصل على المرتبة 104 فيما حصلت تونس على المرتبة 83 ، هذا يعني للوهلة الأولى أننا في وضع جيد بين 194 دولة ، دخلت في مؤشر جودة الحياة أو نوعية الحياة..

مؤشر "نوعية الحياة" الذي تعده مجلة "انترناشيونال ليفينغ" ، يعتمد تسعة معايير هي تكاليف المعيشة والترفيه والثقافة والاقتصاد والبيئة والحرية والصحة والبنية التحتية والمخاطر والسلامة والمناخ ، من خلال التقارير الصادرة من المنظمات العالمية للصحة والاقتصاد وكذلك تقارير اليونسكو ، بمعنى آخر ، يتمتع هذا المؤشر بقدر كبير من المصداقية وله دلالة شديدة الأهمية ، فهو ليس موضوع إنشاء بقدر ما هو ترجمة لأرقام معتبرة صادرة عن مؤسسات متخصصة ومحترمة.

وكي نعرف أين نقف ، دعونا ننظر إلى بعض النتائج التي حصلت عليها دول عربية ، فالكويت مثلا ، حصلت على المرتبة 106 ، لبنان 113 ، المغرب احتل المرتبة 116 ، البحرين 120 ، سوريا 125 ، قطر129 ، ومصر 135 ، الإمارات 141 ، الجزائر في المرتبة 145 ليبيا في المرتبة 156 ، أما السعودية فـ "تقدمت" عربيا بمرتبة واحدة على العراق الذي جاء في المرتبة 170 وجاءت موريتانيا في المرتبة 173 ، فيما بعد جاءت اليمن والسودان والصومال على التوالي ضمن ذيل القائمة،.

وفي تفاصيل المؤشر ، نلحظ أن الأردن حصل على الأرقام التالية في عناصر المؤشر:

تكاليف المعيشة 56 ـ الترفيه والثقافة 60 ـ الاقتصاد 45 ـ البيئة 59 ـ الحرية 33 ـ الصحة 80 ـ البنية التحتية 28 ـ المخاطر والسلامة 71 ـ المناخ 68 (لاحظوا أن أقل العلامات كانت في البنية التحتية والحرية،) والنتيجة النهائية 55 من 100 طبعا ، يعني الأردن ناجح لكنه "على الحفة" ولكن بالمقارنة مع الدول العربية ، فهو أفضل منها كلها بما في ذلك السعودية والإمارات ودول الخليج ، ولم يسبقه في المؤشر إلا تونس ، كما أسلفنا ، فإن كان ذلك كذلك ، فلم نكثر من الشكوى والبكاء؟ ولم لا ننظر إلى الجزء المشرق من الصورة ، علما بأن تطلعنا لتحقيق المزيد أمر مشروع ، ولكن بلا ولولة وشكوى وعويل ، وكأن الدنيا خربانة،.

بقي ان نقول أن فرنسا تربعت على رأس المؤشر فحلت في المرتبة الأولى ، وبعد فرنسا جاءت دول أستراليا وسويسرا وألمانيا ونيوزيلندا ولوكسمبورغ والولايات المتحدة وكندا ، فيما احتلت إيطاليا المرتبة العاشرة ، ووفق محللين فإن السبب وراء تراجع الولايات المتحدة من المرتبة الثالثة إلى السابعة يعود إلى الأزمة الاقتصادية التي هزتها العام الماضي ، ثم الانكماش الاقتصادي الذي ضرب الولايات المتحدة وبريطانيا بقوة جراء تلك الأزمة ، ولوحظ أن بريطانيا تراجعت من المرتبة العشرين إلى المرتبة الخامسة والعشرين في التقرير الأخير.


المراجع

جريدة الدستور

التصانيف

صحافة  حلمي الأسمر   جريدة الدستور