هَلْ نتج هذا الكون عن هِزّة، أم نتج عن عوامل أخرى؟ هل كانت السموات والأرض رتقاً ففتقهما الخالق برجفة قوية؟
يبدو أن كثيراً من المتدينين في هذا العالم يؤمنون بالهزة وبالصدمة كوسيلة للعلاج أو التوبة. فقوم نوح هلكوا بالطََوفان، وأهل ثمود جاءتهم الصاعقة، وأهل لوط جاءتهم الرجفة فقلبت عاليهم سافلهم، ولم تبق لهم أثراً ولا دياراً، وهنالك أمثلة كثيرة تكرر الفكرة نفسها.
وقد رأينا ابان رئاسة جورج بوش أنَّ هزَّة الحادي عشر من أيلول (سبتمبر) عام 2001 كانت فرصة لها استفادت منها، فسارعت الى اغتنامها، وهي الادارة التي كانت تحلم بها لتسعى الى حرب صاعقة ضد العراق غير آبهة بالأعذار الواهية والكاذبة التي قدمتها، ومصممة على أن يحذو الجميع في إثرها من دون سؤال او استفسار أو استفهام، وعندما أعدم الرئيس العراقي السابق صدام حسين، ارادوا أن يقولوا لكل من لا يحترم رغبات بوش وإرادته انظروا ماذا يمكن أن يحصل لكم.
لقد هدموا العراق مؤملين أن يستفيدوا، وهؤلاء المستفيدون هم شركاء بوش والشركات التي دعمت حملته الانتخابية أمثال شركة "هالبرتون" و"بلاك ووتر"، وشركات صنع الأسلحة، وشركات النفط، وبالطبع من كانوا وراء هذه الشركات أمثال نائب الرئيس الأميركي السابق الذي عمل في "هالبرتون"، وشركات النفط التي قدمت عروضاً بمئات الملايين لجورج بوش الأب، ولدونالد رمسفيلد وزير الدفاع الأميركي الاسبق.
ولعل احتلال العراق هو السبب الذي أخر انفجار الازمة الاقتصادية في الولايات المتحدة لعدد من السنوات ولم يمنعها، فباحتلال العراق تحققت أرباح كبيرة لشركات كبرى، وتمكن الاقتصاد الاميركي من تلبيس الأزمة لبوساً تنكرياً، ولكن الحقيقة لا بد وأن تظهر في نهاية المطاف.
وأما النتيجة الثانية المثيرة من الناحية الاقتصادية فهي التغير الهيكلي في بنية الاقتصاد الاسرائيلي الذي تحول تدريجياً، ومع الوقت الى اقتصاد يعتمد أساساً على انتاج وبيع السلع والخدمات ذات العلاقة بالأمن أو (محاربة الإرهاب) والتفتيش والتجسس والمراقبة وقد بلغت صادرات اسرائيل عام 2007 حوالي اربعين بليون دولار معظمها سلع امنية والكترونية.
لقد سارعت اسرائيل الى الاستفادة الكبرى من مأساة الحادي عشر من سبتمبر، واستثمرتها لتأليب الرأي العام العالمي ضد العرب والمسلمين، وابراز نفسها كدولة خبيرة في معالجة الارهاب العربي والإسلامي، وبفضل سياسات بوش ازدهرت هذه الصناعة في إسرائيل.
إذا كنت تريد يا عزيزي معرفة مصدر هذه المعلومات، إنها واردة في كتاب بعنوان "عقيدة الهزة الاقتصادية" من تأليف الكاتبة "ناعومي كلاين" وقد تصدر الكتاب قائمة المبيعات لفترة طويلة.
تشصشيزشىشىه@شملاشيزتخ
اقتصاديات الهزّة والصدمة
جواد العناني
هَلْ نتج هذا الكون عن هِزّة، أم نتج عن عوامل أخرى؟ هل كانت السموات والأرض رتقاً ففتقهما الخالق برجفة قوية؟
يبدو أن كثيراً من المتدينين في هذا العالم يؤمنون بالهزة وبالصدمة كوسيلة للعلاج أو التوبة. فقوم نوح هلكوا بالطََوفان، وأهل ثمود جاءتهم الصاعقة، وأهل لوط جاءتهم الرجفة فقلبت عاليهم سافلهم، ولم تبق لهم أثراً ولا دياراً، وهنالك أمثلة كثيرة تكرر الفكرة نفسها.
وقد رأينا ابان رئاسة جورج بوش أنَّ هزَّة الحادي عشر من أيلول (سبتمبر) عام 2001 كانت فرصة لها استفادت منها، فسارعت الى اغتنامها، وهي الادارة التي كانت تحلم بها لتسعى الى حرب صاعقة ضد العراق غير آبهة بالأعذار الواهية والكاذبة التي قدمتها، ومصممة على أن يحذو الجميع في إثرها من دون سؤال او استفسار أو استفهام، وعندما أعدم الرئيس العراقي السابق صدام حسين، ارادوا أن يقولوا لكل من لا يحترم رغبات بوش وإرادته انظروا ماذا يمكن أن يحصل لكم.
لقد هدموا العراق مؤملين أن يستفيدوا، وهؤلاء المستفيدون هم شركاء بوش والشركات التي دعمت حملته الانتخابية أمثال شركة "هالبرتون" و"بلاك ووتر"، وشركات صنع الأسلحة، وشركات النفط، وبالطبع من كانوا وراء هذه الشركات أمثال نائب الرئيس الأميركي السابق الذي عمل في "هالبرتون"، وشركات النفط التي قدمت عروضاً بمئات الملايين لجورج بوش الأب، ولدونالد رمسفيلد وزير الدفاع الأميركي الاسبق.
ولعل احتلال العراق هو السبب الذي أخر انفجار الازمة الاقتصادية في الولايات المتحدة لعدد من السنوات ولم يمنعها، فباحتلال العراق تحققت أرباح كبيرة لشركات كبرى، وتمكن الاقتصاد الاميركي من تلبيس الأزمة لبوساً تنكرياً، ولكن الحقيقة لا بد وأن تظهر في نهاية المطاف.
وأما النتيجة الثانية المثيرة من الناحية الاقتصادية فهي التغير الهيكلي في بنية الاقتصاد الاسرائيلي الذي تحول تدريجياً، ومع الوقت الى اقتصاد يعتمد أساساً على انتاج وبيع السلع والخدمات ذات العلاقة بالأمن أو (محاربة الإرهاب) والتفتيش والتجسس والمراقبة وقد بلغت صادرات اسرائيل عام 2007 حوالي اربعين بليون دولار معظمها سلع امنية والكترونية.
لقد سارعت اسرائيل الى الاستفادة الكبرى من مأساة الحادي عشر من سبتمبر، واستثمرتها لتأليب الرأي العام العالمي ضد العرب والمسلمين، وابراز نفسها كدولة خبيرة في معالجة الارهاب العربي والإسلامي، وبفضل سياسات بوش ازدهرت هذه الصناعة في إسرائيل.
إذا كنت تريد يا عزيزي معرفة مصدر هذه المعلومات، إنها واردة في كتاب بعنوان "عقيدة الهزة الاقتصادية" من تأليف الكاتبة "ناعومي كلاين" وقد تصدر الكتاب قائمة المبيعات لفترة طويلة.
المراجع
جريدة الغد
التصانيف
جريدة الغد صحافة جواد العناني