في زيارته الى الصين، أثار رئيس الولايات المتحدة باراك أوباما مع نظيره الصيني هو جنتاو مسألة هبوط سعر صرف العملة الصينية (اليُوان) مقابل الدولار.
وفي رأي الرئيس الأميركي أن الفائض التجاري الصيني مع الولايات المتحدة البالغ 190 بليون دولار لهذا العام، يملي  إعادة رفع سعر صرف اليوان مقابل الدولار، بهدف تحسين الميزان التجاري الأميركي.
لكن الموقف الصيني هو أنها يجب ألا تعاقب على إنتاجيتها، وقدرتها على تجاوز أزمة التباطؤ الاقتصادي العالمي برفع سعر عملتها، ما يجعل أسعار صادراتها أغلى وأقل تنافسية.
وهذا يذكرنا بما جرى في أوائل السبعينيات من القرن الماضي حين دخلت إدارة الرئيس الأسبق ريغان مع كل من اليابان والاتحاد الاوروبي في مناظرة مماثلة.
ولكنها أدت في النهاية الى تخفيض سعر الدولار مقابل الذهب، والى امتناع الولايات المتحدة عن استبدال الدولار بالذهب، أو إلغاء قابلية تحويل الدولار الى ذهب.
إن الحل الواضح والسهل للتعامل مع تراجع سعر صرف الدولار هو رفع أسعار الفوائد، وذلك لتقليل الاستيراد، وتشجيع الاقبال على الدولار والاحتفاظ به داخل الولايات المتحدة.
لكن هذا غير محتمل في المدى القصير. ولذلك ، فمن المرجح أن يبقى العالم حبيساً لدولار متراجع لأشهر مقبلة. وسوف يستمر الدولار في التراجع حيال الذهب، لأن البنك الفدرالي الاميركي يرى في تدني سعر الخصم (ربع نقطة مئوية) تشجيعاً على الإنفاق الاستهلاكي والاستثماري، وتحريك الاقتصاد. وذلك لأن البنك الاحتياطي يرى أن المشكلة الرئيسية هي التراجع وليس التضخم.
وعلينا ان نتذكر أن مجموع الاموال التي ضخت في الاسواق العالمية حتى الآن بهدف الانعاش الاقتصادي قد بلغت 5 تريليونات دولار، معظمها ضخت بالدولار.
وهذه لن تعود الى أسواق الولايات المتحدة، بل ستبقى تدور في السوق العالمية خارج أميركا. وطالما أن هنالك تباطؤ اقتصادي، فإن جزءاً كبيراً من هذه السيولة سيبقى راكداً. ولكن إذا تحرك الاقتصاد، وبدأت الأسواق في الحركة، فإن سرعة دوران هذه الدولارات سوف تزداد مسببة ارتفاعاً في الأسعار.
وإذا أدى هذا الى تضخم متصاعد، فإن نظام النقد الدولي كله سيكون مرشحاً  للفوضى وحالة التطاير، ولكن حتى نصل الى هذه المرحلة في النصف الثاني من العام المقبل، سيبقى الدولار مرشحاً للتراجع. ويظل الذهب والنفط قابلين للارتفاع. 
الذهب لم يصل سعره الاعلى، والدولار لم يصل حده الأدنى، فماذا ستفعل السياسة النقدية وإدارة احتياطي المملكة حيال هذه التطورات؟

المراجع

جريدة الغد

التصانيف

جريدة الغد   صحافة  جواد العناني