مهما داهمتنا الأحداث الكبيرة في أرض الكنانة لا أستطيع أن اتجاوز عما يحفل به بريدي من قضايا الناس ، وهي كثيرة ومتشعبة ، لكن بعضها لا ينتظر التأجيل والتسويف ، لأنه متعلق بحياة بشر ، يقع عليهم بعض المظالم ، ولا يدرون ما يفعلون ، وبعضها متعلق بقضايا عامة لا تحتمل أن تضعها على الرف ، وكلا القضيتين تتعلقان بالأرزاق ، وهي مسألة تشغل بال العالم كله ، وتحرك الناس ، وتهدئهم في القوت ذاته،.

القضية الأولى متعلقة بأموال الأيتام ، بدأها صاحبها بآية معبرة وموجعة ( إن الذين يأكلون أموال اليتامى ظلما إنما يأكلون في بطونهم نارا وسيصلون سعيرا) ، يقول صاحبنا ان صحفنا نشرت يوم 31 كانون الثاني لعام 2011 العنوان التالي (تنمية أموال الأيتام تخفض نسبة الربح على المرابحات) ويقول أن الشريعة الإسلامية السمحاء جاءت بفرض إكرام اليتيم والمستضعفين من البشر - قال تعالى منكرا على الكفار (كلا بل لا تكرمون اليتيم ولا تحاضون على طعام المسكين) صدق الله العظيم - وليس استغلالهم والتلاعب بأموالهم وقد توعد الله بالعذاب من يقرب مال اليتيم بغير التي هي أحسن وما نراه اليوم من استهانة الحكومة بأموال الأيتام والتصرف بها لحل الأزمة الاقتصادية التي يعاني منها المجتمع وذلك بتخفيض نسبة المرابحات على القروض ، لا بل وتمنح موظفيها قروضا تصل إلى ألفي دينار على شكل قروض حسنة بدون أي عائد يعود على أموال هؤلاء الأيتام ، فيما كان الواجب عليها أن تسعى بكل طاقة لاستثمار هذه الأموال بالشكل الذي يحقق أعلى عائد لهؤلاء المساكين ، بدلا من ان يبلغ هؤلاء الايتام اشدهم ويجدوا ان ما تركه لهم اهلهم من ميراث قد تاكل بفعل التضخم وغيره.

أخونا العزيز المهندس سلام عربيات ، له وجهة نظر ضمنها ما سبق ، وربما لأصحاب الشأن رأي آخر ، لكن واجبي أن أنقل وجهات نظر الناس ، لعل فيها ما يضيء لصاجب القرار ، فلا يلحق بمسيرته خطأ أو زلل،.

القضية الثانية أكثر تعقيدا ، ولكنها خاصة وعامة في الوقت ذاته ، تقول صاحبتها وهي غيمان البنا: انا مواطنة اردنية من غرب النهر ولكن للاسف لظروف القهر لم اقم بالضفة الغربية ، احمل الجنسية الاردنية طوال حياتي لان والدي من يافا. وزوجي يحمل منذ 60 عاما الجنسية الاردنية .ولكن تقريبا منذ سنة ونصف سحبت جنسيته عند مراجعته لدائرة المتابعة والتفتيش وبلحظة اصبح اجنبيا. وبعد السحق والذل ابقوا على جنسية اولادي كأردنيين وللعلم اولادي لا يحملون لا بطاقة صفراء ولا خضراء. لن اطيل عليك ، تقدمت ابنتي قبل ثمانية اشهر للعمل كمضيفة في الملكية وقبلت وبدأت بالعمل واصبحت تطير بالرحلات بشكل عادي ، طبعا المجموعة التي تقدمت معها بعد شهرين تمت الموافقة عليهم وتم تثبيتهم في الخدمة ، اما ابنتي فبقيت تطير بتصريح يومي إلى ان تم اعلامها بتاريخ25 - 1 - 2011 انها ممنوعة من دخول المطار،،.

وتقول: اشعر أن ابنتي عوقبت بجريرة والدها (الذي لم يرتكب خيانة وطنية يعاقب عليها،،) علما بأنها تحمل بكالوريوس تمريض والتحقت بالعمل كمضيفة لانها قرفت من الجلوس والبحث عن عمل،.

باختصار ، لسان حال إيمان يقول ، ونقول معها: بدنا نعيش ، وقطع الأعناق ولا قطع الأرزاق،،.


المراجع

جريدة الدستور

التصانيف

صحافة  حلمي الأسمر   جريدة الدستور