لو تمعنت في السيرة العلمية والمهنية للوزراء في حكومة السيد سمير الرفاعي، لقلت إن هذه نخبة متميزة بالكفاءات، فمعظمهم تكنوقراطيون من الطراز الرفيع في كفاءاتهم ومهنهم.
ولكن كما يثبت أحياناً من كرة القدم، أن اللاعبين المتميزين لا يصنعون فريقاً ممتازاً، وإذا كان كل لاعب في الفريق منشغلا بنفسه، فإن روح الفريق لا تتوافر، ويكون الناتج الجماعي محدوداً.
ورغم أن الحكومة قد قامت وبتوجيهات ملكية، بإعداد خطة لكل وزارة سيقت لنا من قبل بعض الوزراء في جهد يحصل لأول مَرة، فإن تجميع الخطط، وعمل برنامج موحد منها لم يبرز للوجود بعد في وقت بات الناس فيه في أشد الحاجة لبرنامج ذي أولويات واضحة ومقروءة.
وإذا لم تتخذ الوزارة برنامجاً متكاملاً واضحا، فإننا، نحن معشر المواطنين، سنستمر في سماع كلمة تصدر إما من رئيس الوزراء أو من غيره تصلح أن تكون مانشيتا على الصفحة الرئيسية في الجرائد ولكنها لا تعكس برنامجا عمليا.
فاليوم نسمع أن التعليم هو المحرك الأساسي، وفي اليوم التالي نسمع أن الديمقراطية هي عنوان المرحلة، وفي اليوم الثالث تصبح الطاقة هي التحدي الأول، وفي الرابع تمسي الشفافية ومحاربة الفساد هما أولا، وهكذا، وجميعها تصلح عناوين لشعارات حملات انتخابية.
وقد سمعنا من الصحف عن نبرات وجمل قاسية، قالها وزير الداخلية في مؤتمره الصحافي لتقديم قانون الانتخاب، فقد عرفت الرجل هادئ الطبع ، ناعم الحديث منذ كان طالبا في الكلية العلمية الاسلامية وحين عمل سفيرا ومفاوضا، وعرفته ايضا حريصا في اختيار ألفاظه وتعابيره. فلماذا تكتسي وجهه العربي سمات القسوة وهو يمارس العلاقات العامة لترويج قانون الانتخاب ؟ لا أدري .
ولذلك ، فلن يكون معاليه ممن اختارهم للتهنئة، بل لأذكره أن وزير الداخلية له دور تنموي تطميني للناس، ولا يجوز له أن يُذّكر الصحافيين أنه صلب في موقع كان عليه فيه أن يكون لينا سلس اللفظ.
أما الوزراء الثلاثة الذين أحييهم هذا الأسبوع، فهم السيد مروان جمعة على محاضرته في منتدى عبدالحميد شومان الثقافي، ومقابلته الإعلامية مع جريدة "الغد"، فقد شرح بشكل واضح استراتيجية لتغيير نظام الوزارة، والأسباب الموجبة لذلك ووفق أسس واضحة لديه، وأن تعزيز دور الوزارة في مجال الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات يأتي أولوية متناسبة مع التنافسية الأردنية في هذا القطاع.
والوزير الثاني الذي أحييه هو وزير المالية الدكتور محمد أبوحمور وذلك على تحسين أدائه في شرح القوانين، وإنجازه في مجال الموازنة مع زملائه بوزارة المالية، إذ هبط العجز المتوقع في موازنة هذا العام، وهبطت نسبة المديونية الى الناتج المحلي الاجمالي .. خطوات جيدة لا تزيل المخاوف، ولكنها إن استمرت فهي تبشر بأداء مالي أفضل لهذا العام.
أما الوزير الثالث المتحرك، والذي يمثل قطاعه واحداً من أهم القطاعات في تحريك الاقتصاد، فهو وزير الصحة الدكتور نايف الفايز، فالرجل موجود في كل مكان، يلتقي بالناس، ويتابع قضاياهم، ولا يثير أي زوابع وحسن خلقه ودماثته في الحديث مع الناس يستحق التقدير.
مثل هؤلاء الثلاثة يبشرون بأداء حكومي متميز، وبأن هنالك إشارات مبشرة بتحرك الأردن تنمويا الى الإمام.
المراجع
جريدة الغد
التصانيف
جريدة الغد صحافة جواد العناني