هل هنالك مشكلة اقتصادية مستحيلة الحل في الأردن؟!، كثير من الناس يحدثوك بتشاؤم عن الاقتصاد. فهذا يتحدث عن ازدواجية الانكماش الاقتصادي مع ارتفاع تكاليف المعيشة، أو ما يسمى بالانكماش التضخمي، وآخر يتحدث عن الفساد وانتشاره، ما ادى الحديث عنه الى تراجع الاستثمار في الاردن، وقس على ذلك..
واستمع بكل انتباه لما يقوله الناس عن الوضع الاقتصادي، فهذا يقول إن الزراعة تعاني الأمرين، وأن البندورة رخيصة لا تغطي كلفة انتاجها، وكذلك البطاطا. وآخر يتحدث عن قطاع الصناعة، وما تعانيه من تراجع وفقدان للتنافسية بسبب ارتفاع التكاليف والضرائب والطاقة.
وأي قطاع تتحدث عنه تسمع من الناس شكاوى، وتراجع في الأعمال باستثناء قطاع المصارف، وقطاع الصناعات السمادية. أما باقي القطاعات، فهي تعاني من مشاكل. 
وحتى الارباح المتحققة في قطاع الاتصالات لشركات الهواتف النقالة تخشى على وضعها من التغييرات التكنولوجية السريعة، ودخول البدائل الجديدة والمجانية للهواتف.
ويشهد آخرون على تراجع الأوضاع من ارتفاع كلف الحياة على المواطنين في الوقت الذي تتوسع فيه البطالة والفقر. ويبدو ان الزيادات في الرواتب تحول دون التوسع في تشغيل العاطلين عن العمل.
ويصاحب هذا كله موازنة هي الأكبر حجما في تاريخ الأردن، والتي ربما لن تصل الى الأرقام المتوقعة فيها، وأن الحكومة ستضطر الى إصدار ملحق موازنة او اثنين. 
وفي نفس الوقت هنالك شكوى من ازدياد العجز في المدفوعات بسبب تراجع الحوالات والاستثمار الاجنبي والسياحة في الوقت الذي تزداد فيه فاتورة المستوردات.
لو نظرنا الى كل هذه القضايا، وتشعبنا في تفاصيلها، فإن المرء يخرج متشائما من الصورة الإجمالية ومشوشا بسبب التعقيد الذي يراه امامه، ولكن دعونا نسأل سؤالا واحدا.
ما هو المبلغ الاضافي المطلوب الحصول عليه لكي نخرج من هذه المعضلة ونفك طلسمها ونخرج من لغتها؟، لا اعتقد انه يزيد على بليونين من الدولارات لمدة خمس سنوات... هل لو حصل الاردن على هذا المبلغ وانفقه إنفاقا عاقلا مدروسا على اولويات واضحة يمكن حل هذه المشكلة الاقتصادية؟!
هل نحن عاجزون عن تأمين هذا المبلغ عن طريق زيادة الصادرات وجذب المستوردات وإحضار مزيد من المساعدات؟ ألم يعدنا الاخوة في الخليج والاصدقاء في اوروبا بثمانية مليارات من الدولارات؟ فماذا نحن فاعلون لوضعها المواضع الصحيحة؟
المشكلة أننا نريد وضوحا اكثر وهمّة أعلى، وقلوبا مطمئنة الى إنها لو صممت على ايجاد الحلول الناجعة لوجدتها ونفذتها واخرجتنا مما نحن فيه من مخاوف وظنون.

المراجع

جريدة الغد

التصانيف

صحافة   جواد العناني  حنان كامل الشيخ