أقبل العيد بعد شهر الصيام، وضمنه ليلة القدر (ليلة السابع والعشرين) التي اكتظت فيها المساجد، بما فيها الحرم الإبراهيمي بمكة، والمسجد النبوي في المدينة المنورة، والمسجد الأقصى في القدس، بملايين المصلين؛ يتضرعون إلى المولى الخالق أن يغفر لهم ذنوبهم، وينصر أمة الإسلام والعرب على من يعاديها. فكل عام وكل الأمة وأبنائها وبناتها بألف خير.
ولكن دعونا ننظر إلى ما بعد إجازة العيد؛ هل سنصحو وقد توصل الإسلاميون والعلمانيون إلى اتفاق مجتمعي يعيد الأمن والأمان الى البلاد والعباد؟ هل سنرى الدول المفككة أو المهددة بذلك وقد عادت عن غيها وثابت إلى رشدها، فتعود قُطراً متكاملاً كما كانت؟ هل سنرى حركتي "فتح" و"حماس" وقد تخلتا عن النزاع في هذا الوقت الحرج لكليهما؟ هل سنصحو من غفوة العيد ولدينا أخبار سارة عن اقتصادنا؟
أسئلة كثيرة تلك التي تقض المضاجع وتجفف الجوانح. ولو نظرنا إلى ما بعد إجازة العيد، فإننا سنرى استحقاقات كثيرة في الأردن، وخصوصا في فترة الستين يوماً التي تفصلنا عن بدء الدورة البرلمانية العادية في تشرين الأول (أكتوبر) المقبل.
أول الاستحقاقات هو الانتخابات البلدية التي ستجرى في أواخر آب (أغسطس) الحالي. ومع أن هذه الانتخابات لا تثير الجدل والاهتمام اللذين تحظى بهما الانتخابات التشريعية، إلا أنها حدث مهم. فهل سنرى في هذه الانتخابات بروز شباب وشابات جدد ممن تتوفر لديهم القدرات والوعد لقيادة الأردن مستقبلاً؟ أم أنها ستكون حدثاً عابراً، أهم من نتائجه؟
الاستحقاق الثاني أن مجلس الأعيان الحالي قد انتهت مدته، وآن أوان تجديده. فهل سيكون عدد أعضاء المجلس الجديد خمسة وسبعين، أي الحد الأقصى المسموح به دستورياً وهو نصف عدد أعضاء مجلس النواب، أم أنه سيكون مجلساً مختصراً كما الحكومة الحالية؟ وهل سيبقى رئيس المجلس الذي قدم عملاً جيداً في مكانه، أم أنه مرشح للاستبدال؟ هذه أسئلة ستدور في العيد على ألسنة السمار المعايدين على بعضهم بعضا.
أما ثالث الاستحقاقات فهو احتمالات التعديل على حكومة د.عبدالله النسور. ولا ندري إن كان الرئيس قد التمس من قائد البلاد، الملك عبدالله الثاني، أن يسمح له بالتعديل، ولا ندري في حالة طلبه ما إذا كان رد الملك بالإيجاب. ولكن التأولات والاجتهادات حول الموضوع ستكون كذلك مدار الحديث بين الناس.
أما الاستحقاق الرابع فهو انتخابات رئاسة مجلس النواب، والتي بدأت المعركة حول الفوز بها منذ شهر تقريباً. ويقال إن هنالك ثلاثة مرشحين على الأقل، من ضمنهم الرئيس الحالي للمجلس، سعد هايل سرور. ويشاع أن الثلاثة الذين تنافسوا على رئاسة المجلس الحالي هم أنفسهم الذين سيدخلون غمار المنافسة المقبلة على رئاسة المجلس.
العيد سيكون حديثاً سياسياً بدرجة امتياز. ولعل من يستمع للناس، ويسعى إلى تحديد توقعاتهم، سيرى أن رأي أغلبيتهم هو الأصح، وهو الذي ربما يحصل.
بقلم: جواد العناني.
المراجع
alghad.com
التصانيف
صحافة جواد العناني حنان كامل الشيخ الآداب