رئيس الوزراء، د. عبدالله النسور، الذي تملأ صوره الشبكة العنكبوتية، وضمنها مواقع التواصل الاجتماعي والمواقع الإعلامية، أحدث نقلة نوعية في الأردن؛ لقد جعل من النكتة والطرفة السياسيتين في وطننا جزءاً من المزاج الشعبي الأردني. فالطرائف والصور المتحركة والكاريكاتير التي تنشر عنه بصفته بطل العالم في رفع الأسعار، تكشف عن جانب إيجابي في مكنوننا الثقافي، كانت تغطيه قشرة "الكشرة" كعنوان للهيبة. وجاء الدكتور النسور ليزيلها، فنضحك معه على حالنا.

يسأل الناس: أين نحن؟ يريدون أن يعرفوا إن كان الفرج سيأتي قريباً. وإذا قلت للسائل إننا في نعمة، ويجب ألا نحسد أنفسنا، أصيب بخيبة أمل من الجواب. يريد الناس أن نطمئنهم بأن الغد القريب يحمل في طياته بشائر الأمل. وهم لذلك يقولون إن الحل السريع هو ما نريد، ويتوقعون من الدول العربية النفطية أن تمدنا بالمال.

الحل لمشكلاتنا الاقتصادية موجود؛ هو بأيدينا، ونحن قادرون عليه. ولكن ليس بالأماني. إن التعلل بالأماني ليس حلاً في هذا الظرف الذي نعيشه. ولكن المطلوب منا أن نشمّر عن ساعد الجد، ونطرح عن أنفسنا غشاوة اليأس، ونطالب الحكومة بحل استراتيجي واضح بكل أبعاده، بدءاً من المعطيات، فالواقع، فالأهداف، فالسياسات، فوسائل التطبيق، والمدد الزمنية.

لدينا في الأردن فوائض كبيرة غير مستغلة. لدينا أموال يمكن أن تأتي منا، نحن الأردنيين، لنستثمرها في الوطن؛ لدينا فوائض استهلاك يجب أن نتخلص منها؛ وعندنا أكثر من 1.5 مليون إنسان قادر على العمل ولا يعمل ولا يبحث عن عمل. كما لدينا مكائن وأجهزة غير مشغلة؛ ولدينا طاقة لم تستخرج؛ ولدينا موقع استراتيجي لم يُستثمر بعد بالقدر الكافي؛ ولدينا أشقاء وأصدقاء يريدون مساعدتنا إن نحن أردنا ذلك؛ وعندنا أراض لم تستغل بالشكل الصحيح.. وأخرى تنتظر.

عندنا عادات وأخلاق خنقنا عليها باستسلامنا للتنفيس؛ وعندنا قيادة قادرة ومتجاوبة مع متطلبات الناس. عندنا أمن والحمد لله؛ وعندنا مشكلات نحن قادرون على التصدي لها.

لدينا طرق، وجسور، ومنازل، وكهرباء، ومكاتب، وزراعة، وإمكانات سياحية. وعندنا سمعة طيبة، ولدينا أهل منا يعملون في الخارج وقادرون على أن يساعدوا أكثر لو أردنا.

ما الذي نريده لكي نحرك كل تلك الطاقات والإمكانات؟ نحن نسأل السؤال والجواب عندنا. إذا كنا نعتقد أن الحكومة مقصرة، فلنعلمها أننا لسنا كذلك، وأننا قادرون على العمل والمشاركة بالفعل والمال والرأي. وإذا كانت الإصلاحات السياسية بطيئة، فلنعمل على أداء دورنا حتى لا يقول غير الراغبين في الإصلاح أننا لسنا أهلاً له.

نحن قادرون، ولله أقوام إذا أرادوا أراد. لقد وصل اقتصاد الأردن إلى نقطة بيدنا تحديد ما سيكون عليه. وفي هذه الأثناء، لا مانع من ابتسامة وضحكة تعكس ثقتنا بأنفسنا، وليس شكنا فيها.


المراجع

albaladnews.net

التصانيف

صحافة   جواد العناني   الآداب