وما كسب.. وما كسب.. وماذا في نهاية القصة كسب؟ في مدينة جنوب محافظة سيناء، اسمها شرم الشيخ، بماذا ستنفع السبعون بليون دولار اليوم برأيكم؟ وما أوجه الصرف المحتملة لتلك الأرقام الموغلة في الوحشية، ضمن معطيات لا تتعدى أراضي صحراوية تضم عشائر بدو سيناء، وبحرا هربت منه حتى أسماك القرش، التي أدمنت زيارة شواطئ شرم الشيخ في الفترة الأخيرة؟ ولكن يبدو أنه لعالم القرش قوانين ومعاهدات فرضت عليها التقهقر الى الخلف احتراما واكبارا، للقرش الأعظم!

البارحة منع النائب العام المصري، حسني مبارك وأفراد عائلته من السفر، بعد محاولة فاشلة كان قد لجأ اليها الطفل المدلل جمال لاستصدار تصريح بالسفر خارج الجمهورية. قرار سليم وقد أثلج صدور الملايين الذين انتصرت أدعيتهم، على الرجل الذي كان يتلذذ بالمنع والحجر والحصار، مرة لمصلحته وانتشائه اللئيمين، ومرات لمصلحة وانتشاء جيرانه على الجهة المقابلة له في سجنه الكبير، شرم الشيخ، والذين أعتقد أنهم لم يجربوا حتى أن يلوحوا له من بعيد، كما كان يفعل الغزيون، على طرفي المعبر!

وعودة لـ "ما كسب" أتساءل ماذا عن بلطجي المال العام الآخر (وليس الأخير بالطبع! )، ماذا كسب في جحر هربت منه الفئران لتوسع الأنفاق لـ "الجرذ" الأكبر، والأخطر على عوالم ظلامية، يقهره ويذله شعاع الشمس المتسرب بين طبقات الأرض، فتحت جروحَها دماء الطاهرين المتيممين، بتراب الوطن.

في هكذا مكان لا يتسع حتى لصدى صراخ ٍ مكلوم ومفجوع من هول الصدمة التي لم تحجبها قبعته العجيبة، وفي زمان بات قاسيا جدا على أحلام الخلاص، والعودة الى الوراء، ماذا ستنفع المائة وثلاثون بليونا، ارتاحت خزائنها من لعاب نجس مقيت، كان يتراشق على أطرافها كل ليلة، ينام فيها المظلوم مظلوما، ويسهر فيها الظالم منتشيا وجبارا، و.. مجنونا!

وأيضا خلال أيام، سيصدر من جهة قضائية محترمة أخرى، قرار يمنعه من السفر، مع أنني والله أتمنى له بالذات قرارا يمنعه من التنفس! حينها هل ستقوم للبلايين قائمة غرائبية، تتناسب مع فانتازيا المشهد القذافي، وتذود عنه غضب الشعب الليبي، وغيظ الشعوب العربية منه؟

لن أعيد سؤال المرحلة: هل وصل الدرس؟ ببساطة لأن الظاهر للعيان أن الذي حصل لحكام تونس ومصر وليبيا ما يزال يراوح مكانه في وعي حكام آخرين، متأكدين وواثقين أنهم غير


المراجع

alghad.com

التصانيف

صحافة   جريدة الغد  حنان كامل الشيخ   الآداب